2012/07/04

آثار الحكيم: كثرة القنوات تحرق المسلسلات
آثار الحكيم: كثرة القنوات تحرق المسلسلات

دار الخليج

آثار الحكيم نجمة كبيرة لها خطواتها الفنية المتميزة، صنعت لنفسها موقعا متميزا بين نجمات الفن المصري، ويشهد الجميع بموهبتها وكفاءتها ونجوميتها وصدقها في الأداء، إلا أنها مقلة في حضورها الفني، وتفكر الآن في العمل في المسرح لأول مرة أو تقديم البرامج، بعدما وجدت صعوبة في تعاملها مع سينما هذه الأيام، وواجهت مسلسلاتها الأخيرة بعض الأزمات، خاصة في ظل اتهامها بأنها أوشكت على الاعتزال بسبب تديّنها الشديد في الفترة الأخيرة .

كيف تفسرين ظاهرة المدّ الديني في المجتمع المصري الآن؟

- اعتقد أن هناك انتشاراً شكلياً للدين . عندما يكون هناك تأثير قوي للدين في سلوكياتنا يكون هناك تدين صحيح .

ومنذ متى بدأت تتوطد علاقتك بالأعمال الدينية؟

- منذ 4 سنوات تقريبا وحتى اليوم أواظب على قراءة القرآن يوميا، وهذه القراءة تتم على ثلاث مراحل: القراءة الصحيحة ثم الفهم وأخيراً التطبيق، كما أحرص على الصلاة في وقتها وفي بيتي دائماً، كما أديت مناسك الحج والعمرة .

البعض يرى إن الحجاب أهم شيء للمرأة المسلمة ويكفي أن تكون محجبة وانت لم تقدمي على ذلك؟

تقربي الشديد إلى الله ليس معناه ارتداء الحجاب، أو أنني أفكر في الاعتزال . لا يجوز أن نختزل الدين في الحجاب فقط، والاعتزال معناه عدم الاحتكاك بالبشر وهذا ضد الدين، وأنا أرفض الاعتكاف والانزواء بعيداً عن البشر .

إيناس الدغيدي قالت انك تتاجرين بالدين فما ردك عليها؟

- الله عالم بالأسرار، ولا أملك سوى القول “الله يسامحها وإذا كنت أتاجر بالدين فإنني أتاجر مع الله وليس مع البشر” .

وما رأيك في جو المنافسة بين نجوم الفن المصري والسوري داخل العمل الواحد؟

- لا شك في أن نجومنا الكبار قالوا كلمتهم في التمثيل من زمان، لا يوجد نجم كبير لا يجيد اختيار أعماله، ولكن يبقى السؤال: هل كل نجم أصاب في اختيار الموضوع الذي يناسب اسمه وقيمته التاريخية؟ هنا فقط تكون المنافسة .

هل أفسدت زحمة الأعمال متعة مشاهدة العمل الفني في السنوات الأخيرة، بعد زيادة المعروض من المسلسلات في وقت واحد؟

- زمان كنا سعداء عندما كان الشارع يخلو من المارة، للإجماع على مشاهدة عمل معين أو عملين أو حتى أربعة على الأكثر، للأسف آليات هذا العصر أفسدت على المشاهد قبل الفنان متعة المشاهدة والمتابعة، فهل ينسى احد المنافسة عند عرض مسلسل “ليالي الحلمية” الذي كنت احد أبطاله وفي الوقت نفسه يعرض المسلسل الشهير “رأفت الهجان” .

ما أسرار خصامك للمسرح؟

- رصيدي المسرحي صفر حتى الآن، ولم يعد المسرح من الأعمال التي تجذب الجمهور في الوقت الراهن، مثلما اعتادوا زمان قبل ظهور الفضائيات، حتى يستعيد المسرح ريقه يجب أن يحظى بإنتاج كبير وكتّاب ملهمين، بالفعل أفكر في عمل مسرحي لكن لمصلحة المسرح القومي، وأفضل أن يكون من الكلاسيكيات وأعمال التراث لأن هذا النوع من المسرح يناسبني إذا أقدمت على التجربة .

هل لأولادك ميول فنية؟

- كلهم موهوبون في الطرب والتمثيل وهذا شيء يسعدني بالفعل .

عند عرض أعمالك مؤخرا في رمضان لم تحقق المردود المتوقع، فهل أنت من الذين يفضلون عرض أعمالهم في الشهر الفضيل؟

- لا أسعى إلى ذلك لأنني أرى الدراما تحدث تخمة للمشاهدين في رمضان بسبب زيادة عددها، حيث يتابع الجمهور نحو 80 مسلسلاً في شهر واحد، أي أنه يشهد “محرقة” للأعمال، ولكن أي نجم يفضل عرض عمله في رمضان فمن حقه وله أن يدافع عن ذلك .

وما حقيقة تقديمك لبعض البرامج التليفزيونية في الفترة المقبلة؟

- تلقيت عددا من العروض لتقديم بعض البرامج، لكنني اعتذرت عنها لأنها لا تتناسب معي، وعندما أجد المناسب لن أتردد .

ماذا ينقص السينما المصرية الآن؟ ولماذا أنت بعيدة عنها برغم تقديمك لأعمال مهمة في مشوارك الفني مثل “النمر والأنثى” و”إني لا أكذب ولكن  أتجمل” و”الحب فوق هضبة الهرم” و”بطل من ورق”؟

- الأعمال الحالية لا تناسبني ولم أجد العمل الذي يغريني بالعودة إليها . الأفلام اليوم تركز على التكرار الذي يؤدي إلى الرتابة، واعتماد السينما على مواسم معينة سيظل شعارها مادامت هناك قلة في عدد دور العرض ومشاكل في الإنتاج وعدم وجود خطة متكاملة تتكاتف فيها جميع التخصصات، وأخشى أن يصبح هذا الشعار أحد سلبيات السينما خلال تاريخها .

هل ولّدت كثرة القنوات الفضائية الحاجة إلى هذا الكم من الأعمال؟

- بالتأكيد . هناك 560 قناة تليفزيونية فضائية عربية، وهذا الكم يحتاج إلى إنتاج درامي مضاعف من الأعمال الفنية لأن كثرة القنوات تحرق المسلسلات .

وما الحلول لهذا المأزق الذي بدأ يتكرر سنويا؟

- لا يوجد حلول لهذا الوضع القائم حتى الآن، لأننا نعيش آليات هذا العصر، ومن الصعب أن نتأقلم مع هذا الوضع، فضلاً عن هذا الكم الكبير من برامج النميمة المسماة بالمنوعات، وأغنيات الفيديو كليب أيضاً، وفي مقابل ذلك نسبة ضئيلة فقط من الوقت للبرامج الدينية .

كيف ترى آثار الحكيم تأثير ذلك في جموع المشاهدين وتحديداً الشباب منهم؟

- أشفق على الأجيال المقبلة . سوف تعيش بلا ذاكرة وهذه كارثة وطنية وقومية واجتماعية .