2012/07/04

رغم زحمة البث الفضائي للأقنية الأرضية ميزتها
رغم زحمة البث الفضائي للأقنية الأرضية ميزتها

ناجي أسعد – تشرين دراما

عندما بدأ البث التلفزيوني في ستينيات القرن الماضي كان محصوراً في المدن الكبيرة ولساعات بث قليلة, وكانت

تستأثر الأسر الميسورة امتلاك هذا الجهاز العجيب, حيث أصبحت منازل هذه الأسر دور عرض صغيرة, جمهورها الجيران

من أطفال ونساء ورجال وشباب, وسرعان ما بدأت هذه التقنية بالانتشار خاصة في الريف السوري الذي دخلته

الكهرباء ولعبت الشاشة الصغيرة في تعميم وشهرة نجوم في الدراما التلفزيونية أو المسرح. وما لبث أن تطور البث

التلفزيوني من نظام الأسود والأبيض إلى الملون, وسرعان ما غزت محطات البث في الدول المجاورة مساحة

المشاهدين لدينا, كما هو الحال في استقبال البث التلفزيوني السوري إلى أن كان البث الفضائي. فغدت المحطات

الأرضية على مفرق طرق فاستمرت بتأدية دورها من خلال برامجها المحلية التي تلبي رغبة المواطنين في ملامسة

مشكلاتهم, إضافة إلى العديد من البرامج الثقافية والاجتماعية وحتى الدرامية, في حين تخصصت الفضائية بقضايا ذات اهتمام إقليمي وعربي ودولي.

عدد من اللقاءات أجرتها الزميلة (البعث) مع عدد من المعنيين بأقنية البث الفضائي الأرضي أكدوا فيها أن مجاراة

الفضائيات من الصعوبة بمكان لكن لا يعني ذلك التقليل من أهمية الأقنية الأرضية لدينا الأولى والثانية, بل العكس لا

يزال لهاتين القناتين جمهورهما, إذ إن محاكاة القضايا المحلية مطلب وللتلفزيون دور رئيس في ذلك, من برامج الأطفال

إلى القضايا الاجتماعية إلى القضايا التنموية والخدمية التي تهم المواطن. إلا أن هناك صعوبة في التقاط البث

التلفزيوني الأرضي خاصة في الأبنية, وكي يبقى البث الأرضي على عطائه واستمراريته وتطوره لا بد من نقلة فنية يتيح

المجال لاستقبال القناتين عبر الأقمار الصناعية.. وفي الوقت نفسه عبر المقويات الأرضية عن طريق (الآنتين) وهنالك

دول عربية عديدة قامت بهذه التجربة وحققت نجاحاً واكتسبت مزيداً من المشاهدين. ‏

يضاف إلى ذلك ضرورة تكريس طابع مميز لهذه الأقنية بتطويرها عبر زيادة الاهتمام بالبرامج الثقافية والمسلسلات

الأجنبية والعربية. والأفلام السينمائية ذات المواضيع الجادة أي (البيست سيلر) التي كان تتميز بها محطتنا الأرضية.

ومنها أيضاً برنامج عن روائع الفن التشكيلي العالمي الذي تميزت به شاشتنا في ثمانينيات القرن المنصرم ولا يعني

ذلك العودة إلى النهج والأسلوب نفسهما اللذين كانت تعتمدهما الأرضية السورية سابقاً. إذ لابد من إجراء المزيد من

التطويرات على أدائها, الزميل (كمال مرة) كتب في صحيفة البعث يقول: ‏

للقنوات الأرضية خصوصية لم تستطع الفضائيات أن تسرقها منها, وهي المحلية والخصوصية البحتة لأنها تخاطب

جمهوراً محدداً لم يجذبه البث الفضائي ولا مغريات الكم واكتفى بمشاهدة المحطات الأرضية. ‏

وأضاف: لهذه المحطات أهمية كبيرة على اعتبارها وسائل إعلامية تحمل مع بثها شجناً جميلاً ورائعاً ولكن مع تراجع

عدد مشاهديها الآن نحتاج إلى جهود جبارة كي ننهض بها ونعيد جذب المشاهد إليها بكل الوسائل الممكنة, كأن نبث

بعض المسلسلات الجديدة بثاً حصرياً عليها وأن ننوع كذلك في البرامج الترفيهية, وأن نحافظ على خصوصيتها الفردية

التي تمتاز بها وهي أنها صوت الناس ونبض الشارع... إنها صوت العائلة الواحدة. ‏