2012/07/04
تشرين دراما
مخلص الورار: الإذاعة أصبحت أكثر قرباً من المستمعين
أعمل في الإذاعة منذ عام 1978 كمذيع ومقدم برامج، قدمت العديد من البرامج المنوعة والثقافية لكن أهم برنامج قدمته ومازلت هو (مرحبا يا صباح) يوميا الساعة السابعة
صباحا، وبرنامج (الشعر والليل موعدنا) وشاركت في إعداد وتقديم برامج تلفزيونية أهمها (القانون بين النص والتطبيق)، حاليا أعمل كمدير لدائرة التمثيليات في إذاعة
دمشق.
في عيدها الرابع والستين ما زالت إذاعة دمشق تحتفظ بمكانتها والدليل على ذلك حجم المتابعة لها من قبل المستمعين، والذي نقيسه نحن عبر تواصلنا المباشر معهم على الهاتف، وعبر الانترنت والايميل والرسائل. فهي تنتشر بشكل واسع من خلال موجات الـ FM
التي استطاعت إيصال صوتنا بشكل أنقى وأدق إلى المستمعين.
وأرى أنه لا يوجد تنافس بين الإذاعة والشاشة بل يوجد تنافس بين إذاعة وإذاعة أخرى لأن الإذاعة تعتمد فقط على التواصل الصوتي وحاسة السمع بالتالي هي الأقدر على
التواصل في أي ظرف ومهما كان الإنسان منشغلا فهي تمتلك أدوات مختلفة عن أدوات التلفزيون، وبقدر ما نعتني بعملنا وجودته بقدر ما نرتقي ونحقق مطالب ورغبات
المستمعين ونجذبهم إلينا من خلال المتابعة.
نجاح أي إذاعة مرتبط ارتباطا وثيقا بالتصاقها بهموم المواطن، وأي إذاعة تريد أن تولد لنفسها حضورا عند المستمع يجب أن تكون صوته المعبر بكل حالاته، الإذاعة السورية منذ
نشأتها وحتى الآن حدث فيها تطور مستمر من حيث النوع والكم، حيث زادت ساعات الإرسال وتنوعت البرامج وفي السنوات الأخيرة نحت الإذاعة منحى يهتم بالتواصل مع
المستمعين والوقوف على مشكلاتهم وحاجياتهم وكل ما يتعلق بشؤونهم الخدمية والثقافية وغيرها.
ولا بد أن نشير إلى أن الإذاعة السورية من أوائل الإذاعات العربية التي خاضت تجربة البث المباشر واعني به البث الحي المتواصل والمتفاعل مع المستمعين لكن حتى هذه
التجربة تعرضت لتطورات متلاحقة، وصلنا الآن إلى مرحلة استطاعت الإذاعة أن تمدد ساعات إرسالها إلى 24 ساعة متواصلة وان توسع دائرة البرامج الهوائية بالتالي أن
توسع دائرة اتصالها مع المستمع في مختلف النواحي. هناك خدمات تقدمها الإذاعة بتحقيق التواصل بين المواطن والمسؤول ومتابعة كل ما يتعلق بمشكلاته الخدمية من
خلال عربة النقل الخارجي مع الزميل عمر عيبور. ولا تنسى الإذاعة تقديم معلومات ثقافية طبية قانونية مرورية بالتالي هناك باقة منوعة تقدمها بصيغ مختلفة فهي في السنوات الأخيرة أصبحت أكثر قربا من المستمعين عما سبق.
دائرة التمثيليات التي أديرها اليوم هي من الدوائر المفصلية في الإذاعة السورية وهي دائرة قديمة تعمل على إنتاج الأعمال الدرامية بمختلف أنواعها. سابقا كان هناك
عوامل ساعدت على انتشار الأعمال الإذاعية وانجذاب الناس إليها أهمها عدم وجود وسيلة أخرى للتسلية لكن مع وجود التلفزيون وانتشار الفضائيات والأعمال الدرامية
انشد المستمع للمشاهدة وبهذه الجزئية يمكن القول إن الإذاعة فقدت نوعا ما بريقها الدرامي بشكل نسبي لكن من خلال الاستبيانات والاستقصاءات علمنا أنها ما زالت
تحتفظ بمستمعيها كمتابعي دراما لذلك نعمل على تطوير أسلوبنا في العمل الدرامي ما أمكن وقد استقطبت الإذاعة مجموعة كبيرة من الكتّاب والفنانيين الكبار الذين أغنوا
عملنا في التمثيليات الإذاعية، هناك نوع من الجمهور يفضل الأعمال الدرامية الإذاعية لسبب وحيد هو أنها تحرض خيال المستمع أكثر من المشاهدة التلفزيونية.
جمال الجيش: احترام المستمع مؤسس على احترام عقله
أعمل في الإذاعة منذ عام 1980، عملت بداية كمذيع ومعد ومقدم برامج، وعملت في كل ميادين العمل الإذاعي والبرامجي إضافة إلى كل ميادين العمل التلفزيوني
البرامجي، وزاولت بعض الأعمال الإدارية منها رئيس دائرة التنسيق الإذاعي لفترة ثم رئيس دائرة التمثيليات لفترة ثم عدت رئيساً لدائرة التنسيق الإذاعي.
يجب أن نعترف أنه لم تعد أي وسيلة إعلامية من دون استثناء متفردة بالاستئثار بكامل اهتمام المتابعين وناشدي المعرفة والثقافة والخبر وحتى التسلية والترفيه، هناك
وسائل اتصالية متعددة وأعتقد أن هذه الوسائل يمكن أن تتكامل فيما بينها وكلٌ يمكن أن يحدد له موقع خاصة إذا أجاد كيفية أداء رسالته من خلال خصائصها. وقد استمرت
الإذاعة في أوروبا التي سبقتنا في ميدان الثورة البصرية والاتصالية بشكل عام واستمرت بحضورها في الولايات المتحدة الأمريكية كمثال. وقد طورت الإذاعة آليات اتصالها
وتنوعت أكثر بأغراضها وهذا أعطاها ميدان أرحب لعملية التواصل مع الناس وتأكيد حضورها.
إذاعة دمشق بالتحديد والبرنامج العام بالتحديد أكثر هي واحدة من الإذاعات الأم في الوطن العربي، وتميزت دائما بالقدرة على الصدقية من جهة، والمواكبة من جهة أخرى
وتلبية اهتمامات واحتياجات الناس وتوقهم للمعرفة فكانت غنية دائماً ببرامجها الثقافية والمعرفية وبمواكبتها لاهتمامات الناس وآفاق طموحاتهم وتصوراتهم ورؤاهم إضافة
إلى أن إذاعة دمشق تحديداً كانت سباقة في ميدان البرامج التواصلية وهي كانت بالتالي تفاعلية، وهذا يؤدي لخلق حالة من التشاركية ما بين الإذاعة كوسيلة اتصال وما
بين المتلقي الذي لم يعد متلقياً فقط بل أصبح شريكاً بالعملية الإعلامية والإذاعية، وقد فعّلت الإذاعة برامج التواصل من خلال مواضيع غنية وملامسة لاهتمامات الناس
وقضاياهم بالتالي كان تفاعلاً وتواصلاً خلاقاً وليس مجانياً على الإطلاق.
ولا شك كل فترة من الزمن وحين تخرج بعض الوسائل الاتصالية الجديدة إما من أجناس أخرى أو من الجنس نفسه فإن هذا سيكون له أثره، قبل فترة كانت إذاعة دمشق
هي الوحيدة بالتالي استأثرت بعشاق هذا اللون من الاتصال لكن نحن الآن بصدد حالة من المنافسة الخلاقة مع الكثير من الإذاعات الخاصة التي بدأت تأخذ دورها، وقد
مالت في بداياتها لمجرد الترفيه لكنها الآن ومن خلال متابعتي لها أعتقد أنها بدأت تميل قليلاً وهذا أمر ايجابي تجاه أن يكون لديها بعض البرامج التفاعلية وإن كانت بدرجات بسيطة.
موقع إذاعة دمشق بين هذه الإذاعات يبقى الرائد والموجه، وألحظ كثيرا أن هذه الإذاعات تجتهد بأن تتأثر كثيرا بهذه الإذاعة الأم التي شكلت مدرسة ليس فقط على
المستوى المحلي وإنما أيضا على المستوى العربي. فحين ألتقي إذاعيين أشقاء من كل الوطن العربي يقولون لي بكل شفافية وصدقية أنهم فعلا يتابعون إذاعة دمشق
ويتعلمون منها الكثير، يتابعونها كمذيعين ومعدي برامج وإعلاميين ويتابعون خطا الإذاعة وطريقة تفاعلها مع الناس وطريقة تأكيد حضورها.
كمال جمال بك: اللغة العربية مكون جوهري للإذاعة السورية
أعمل في الإذاعة منذ عام 1990 كمعد برامج، وكرئيس لدائرة البرامج الثقافية منذ 3 سنوات.
نسعى في الدائرة الثقافية في إذاعة دمشق لتقديم برامج ثقافية لها علاقة بشرائح واسعة من الناس فبدل أن نتكلم عن المسرح مثلاً بشكل تنظيري نذهب إلى المسارح
ونحضر العروض والنشاطات الثقافية عموماً على أرض الواقع، ونأخذ مسامع صوتية وحوارات مباشرة مع المعنيين. سابقاً كانت البرامج الثقافية نخبوية لفئات مثقفة وهؤلاء لم
يتغير الخطاب بالنسبة لهم لكن توسعت الشرائح من خلال نزولنا إلى الميدان والحوارات مع المثقفين والمستمعين لإشراكهم في برامجنا الثقافية وانتقلنا من التلقين إلى
الحوار بحيث يدخل رأي المستمع كجزء من نسيج البرنامج الثقافي.
تضم دائرة البرامج الثقافية في إذاعة دمشق- البرنامج العام عدداً من البرامج اليومية والأسبوعية التي يعدها نخبة من الكتّاب والأدباء والباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي
من داخل الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ومن خارجها، بعضها سردي لا يتجاوز 15 د وبعضها حواري لا يتجاوز 60 د ويساهم في هذه البرامج الحوارية ضيوف من المفكرين
والأدباء والنقاد والباحثين.
تعتمد كل البرامج الأسبوعية في الدائرة الثقافية سواء أكانت سردية أم حوارية اللغة العربية حاملة أمينة للمضامين على اختلاف تنوعها، كبرنامج 28« حرفا في حوارات
الثقافة» من إعداد وحوار الزميلة بدور عبد الكريم، ويتناول مع ضيف أو أكثر شخصية أو قضية فكرية أو ثقافية من خلال عدة محاور عبر الحوار مع ضيوف في الاستديو وآخرين
عبر الهاتف.
تغطي الدائرة الثقافية في برامجها النشرة الثقافية، ومحطات ثقافية، والسهرة الثقافية أبرز النشاطات الثقافية محلياً وعربياً ودولياً بالسرد تارة وبالمسامع الصوتية أو
بالحوارات تارة أخرى.
وكل ما تقدمه الدائرة الثقافية من برامج تعتمد اللغة العربية ركناً أساسياً لها حيث دأبت الإذاعة منذ انطلاقتها وحتى اليوم على أن تكون إحدى القلاع المنيعة للغة الأم
والتي صارت بدورها عبر العقود إحدى المكونات الجوهرية لهوية الإذاعة السورية.
موفق دغا: مضمون إذاعة دمشق يختلف عما هو موجود
أعمل في الإذاعة منذ 30 عاماً، بدأت محرراً في مجلة هنا دمشق لمدة 10 سنوات ثم معاوناً لرئيس دائرة المنوعات وفي بداية 2005 تم تعييني رئيساً لدائرة البرامج
التنموية وما زلت، وهي دائرة استحدثت في حينه.
يمكن القول إن دائرة البرامج التنموية حديثة نسبياً في محاولة لمواكبة الإعلام التنموي والتنمية لكن هذا لا يعني أن الإذاعة لم تكن تهتم بالبرامج التنموية فهناك مجموعة
برامج يمكن أن تندرج تحت إطار البرامج التنموية لكن لم يكن هناك مرجعية إدارية لها بحيث تشرف على هذه البرامج وتعد وتخطط لها، وتهتم بتطويرها وإنما كانت متناثرة
وموزعة على عدة دوائر. عندما يكون هناك دائرة فهذا يعني تكريس الاهتمام ببرامج التنمية من خلال المتابعة والمواكبة واستحداث برامج جديدة تواكب خطوات التنمية التي
تشهدها سورية. بالمجمل يمكن أن نقول إن الدائرة ساهمت مساهمة فعالة في تطوير البرامج التنموية، ونحن نسعى من خلال خبرتنا عبر هذه السنوات وبالتعاون مع
الإدارة لتجاوز أي صعوبات.
في عيد الإذاعة الرابع والستين لا يمكن أن ننكر تأثير الفضائيات والإذاعات الخاصة على بعض مستمعي هذه الإذاعة لكن إذاعة دمشق هي إذاعة وطنية قديمة وعريقة
همها ورسالتها تختلف تماماً عما هو موجود لدى الإذاعات الخاصة، فأكثرها تجارية تهتم بأغنية أو إعلان ونحن لا نبخس هذه الإذاعات بقدر ما نوصفها في حين أن المتطلع
إلى الشبكة البرامجية في إذاعة دمشق والمستمع المتابع والمهتم يجد أنها تقدم باقة منوعة فيها الثقافي والتنموي والاجتماعي والسياسي والرياضي... الخ. بمعنى أنها
تعكس تطلعات وحاجات الناس إلى المزيد من المعرفة والاطلاع والاهتمامات التي يفرضها الحاضر فالإعلامي والإذاعي جزء منه لا بد أن يواكب التغيرات والتطورات في
المجتمع.
جورج خوري: الهدف دائما هو تلبية حاجات المستمع
أعمل في الإذاعة منذ 24 عاماً، وأدير اليوم دائرة المنوعات.
لا يمكن أن تلغي أي وسيلة إعلامية دور وسيلة إعلامية أخرى، فلكل شكل من إشكال الإعلام خصائص معينة، ولكل وسيلة إعلامية طريقتها في طرح المادة الإعلامية فلا
يمكن طرح مادة إعلامية إذاعية مسموعة بطريقة الصحافة مثلاً والعكس صحيح . بالتالي دور الإذاعة لم يتأثر بوجود وسائل إعلام أخرى، ولم يفقد أهميته لكن الاختيارات
أمام الجمهور باتت متعددة وكل حسب احتياجاته ورغباته هذا من حيث المبدأ لكن هناك عوامل أخرى مؤثرة كطريقة أو كيفية تقديم المادة ونوعها وشكلها.
وقد سهل التطور التقني عملية الاتصال، وعملية البحث عن المعلومة وإحضارها، ونقل الخبر واستقباله لكنه بالوقت نفسه أعطى فرصاً أكبر لكل وسيلة لتكون منافسة للغير،
وما يلعب دوراً أيضا هو الإمكانيات المادية والمعنوية.
إذاعة دمشق واحدة من أعرق الإذاعات العربية فهي ملتزمة ثقافياً واجتماعياً وسياسياً تهتم بالدرجة الأولى بالنوعية وتسعى لتقديم أفضل ما يمكن للمستمع، تحترم
المستمع وتقدم مادة إذاعية برامجية بهدف إرضائه وإفادته.
في كل دورة برامجية جديدة نقوم ببعض التعديلات كإضافة بعض البرامج أو إيقاف بعضها في حال أدت الغرض المطلوب منها، وفي المبدأ العام لكل دوائر الإذاعة الهدف دائماً
هو تلبية حاجات المستمع ، وجعل أكبر قدر ممكن من البرامج على تواصل معه فهذا يعطي البرامج حيوية وتكون ردة فعل المستمع مباشرة بالتالي تعرف نتيجة ما تقدمه
مباشرة وهذا يجعل الإذاعة قريبة من المستمع، لكنه لا يلغي بقية الأشكال البرامجية في الإذاعة والتي قد لا تستوجب الاتصال مع المستمع مباشرة، وإن كنا نحاول
تقليلها.