2012/07/04

"سلاف فواخرجي".. "مريم" 1967
"سلاف فواخرجي".. "مريم" 1967

خاص بوسطة- محمد الأزن

اجتازت "سلاف فواخرجي" أياماً صعبة في تصوير المشاهد الخاصّة بدورها في فيلم "مريم"، حيث استعادت النجمة السورية فصلاً من ذكريات نكسة حزيران 1967 المريرة أمام كاميرا المخرج "باسل الخطيب"، وتؤدي "فواخرجي" في الفيلم شخصية سيدة مسيحية من مدينة القنيطرة تعيش ويلات العدوان الإسرائيلي على أرض مدينةٍ مهزومة، انسحب جيشها تحت وطأة الحرب، وترك أهلها لمواجهة مصائرهم.

أيام التصوير في مدينة القنيطرة مع مشاهد التفجيرات والحرائق التي تستعيد ذكريات الحرب بدت صعبةً جداً لكل من تابع وقائعها، لكنّها أيضاً تكتسب معانٍ أخرى ربما تكون أكثر عمقاً، عبرتّ عنها النجمة "سلاف فواخرجي" بالقول: "شعرنا بالألم حينما رأينا آثار الدمار على هذه الأرض السورية، واجتاحنا الإحساس ببشاعة الحرب بينما كنّا نستعيد أثناء التصوير ذكريات سمعنا أو قرأنا عنها في التاريخ القريب جداً، ونرجو من الله أن يبعدها عن سورية والسوريين."

ووصفت "فواخرجي" فيلم "مريم" بأنّه من "الوزن الثقيل"، وأشارت إلى جمالية وعمق السيناريو الذي كتبه "باسل الخطيب" للفيلم بالشراكة مع شقيقه "تليد"، وتوقّعت أن يلقى الفيلم صدىً طيباً يدفع الناس لمتابعته: "بما يليق بالسينما السورية"، واعترف "سلاف" بصعوبة المشاهد التي تؤديها، لكنّها الصعوبة التي تعادل متعتها كممثلة في خلق شخصيةٍ جديدة .

وربما شاءت الصُدف أن تؤدي "سلاف فواخرجي" شخصيتين نسائيتين في موسم 2012 إحداهما للسينما والأخرى للتلفزيون، لكن كلاهما عاشتا في مراحل حاسمة في تاريخ سورية، وتجرّعتا مرارة الحرب وتأثيرها في حياتهما؛ "رندة" في مسلسل "المصابيح الزرق"، و"مريم" في فيلم يحمل الاسم ذاته، الأمر الذي دفعنا للسؤال بماذا تتوجه "فواخرجي" للنساء السوريات اللواتي يعشن ظروفاً مشابهه بسبب الأوضاع التي تعيشها البلاد مؤخراً؟، فعلقّت قائلةً:"نحن مَن نتعلم مِن صبرّهن، وقوتهن، وسوريّتِهن، فماذا عساي أن أقول لهن؟!"

وتجدر الإشارة إلى أنّ فيلم "مريم" هو سابع الأفلام السينمائية في مسيرة "سلاف فواخرجي"، وهو من إنتاج المؤسسة العامة للسينما، بالتعاون مع شركة "جوى"، ويقدم "باسل الخطيب" عبر هذا الفيلم قرآءة متداخلة لتأثير الحرب بأشكالها المختلفة في مصائر ثلاث سيدات سوريات، يحملن الاسم ذاته، إلا أنهن يعشن في أزمنةٍ متباعدة خلال المئة سنةٍ الأخيرة من تاريخ سورية الحديث.