2013/05/29

ساعات الجمر... جرعة زائدة من النجوم... جرعة زائدة من العنف
ساعات الجمر... جرعة زائدة من النجوم... جرعة زائدة من العنف

خاص بوسطة- محمد الأزن

شهدت الحلقة الخامسة من مسلسل "ساعات الجمر" للكاتب سامر رضوان، والمخرجة رشا شربتجي الظهور الأولّ للفنّان باسم ياخور في المسلسل، ظهور أقل ما يمكن أن يقال عنه بأنه دموي، وربما يحمل جرعة زائدةً من العنف خاصّة حينما يتعلق الأمر بدراما تلفزيونية  مازال معظم النقّاد يعتبر أن وظيفتها هي الترفيه بالدرجة الأولى.

وإليكم القصة:

الكل يعرف "أبو مقداد" الانتهازي والشرير والذي لقب نفسه في الجزء الثاني لمسلسل "الولادة من الخاصرة" بالـ"هارون"، "أبو مقداد" أو فادي صبيح الذي سرق بالتعاون مع "أبو اليمان" ملفات السيدات اللواتي أجرين عمليات إجهاض في عيادة الدكتور منصور، وعمل مع شريكه على ابتزازهن بالمال وبأشياء أخرى مقابل عدم فضح أسرارهن، وآخر ضحاياهما تمكنت من استدراج  "أبو مقداد" للفخ، ليجد نفسه في مواجهة "أبو نبال" شيخ الوادي أو باسم ياخور، لتكون النتيجة وبدون مقدمّات قطع رجل  "أبو مقداد" بنصل منشرة الخشب بمشهدٍ دموي للغاية قد يتفوق على دموية نشرات الأخبار التي نشاهدها عن بلادنا مؤخراً.

والسؤال الذي نطرحه إذا كان سامر رضوان قدّم في الجزء الأول المبررات الإنسانية لقسوة كل شخصياته التي تبدو خارجة عن السيطرة في بعض الأحيان، فماذا يمكن أن يقدّم تبريراً لشخصيةٍ افتتحت ظهورها في المسلسل  بمشهد  ربما يكون مستوحى من أكثر الأفلام الهوليودية دمويةً؟

سامر كان قد أشار في مقابلةٍ سابقة مع موقع «بوسطة» إلى أنه يعتمد في رسم شخصياته على علم النفس التحليلي لــ"سيغموند فرويد" قائلاً:  "فرويد" وتلامذته لا يغادرونني على الإطلاق، ومواصفات المرض النفسي هي التي تشكل بالنسبة لي ملامح الشخصية، إلى جانب أنني ابن بيئتي في النهاية، فأنا متعدد البيئات، ولدت في مكان وعشت في عدد هائل من الأمكنة، وارتبط بشبكة كبيرة من العلاقات والحكايات والإرث، هذا إضافةً إلى القراءات، وكل ذلك يشكل مخيّلة أتمنى أن تكون قادرة في كل مرّة على أن تقدم شيئاً معقولاً، ومحترماً.

واعتبر الكاتب  سامر رضوان في المقابلة ذاتها أن مسلسل "الولادة من الخاصرة" ما هو إلا قرآءة موضوعية لثقافة السراديب التي تنمو في مجتمعاتنا.

وهناك من يتساءل أيضاً عن مدى اتقان فادي صبيح لأداء هذا المشهد، وكيف يمكن أن يطغى خوفه من شخصية "أبو ريبال" على ألم فقدانه لرجله؟

وإذا كان "أبو نبال" أعلن ظهوره في مسلسل "ساعات الجمر" على  النحو الذي ذكرناه، والكل يتوقع من "رؤوف" الكثير في الجزء الثاني للـ"ولادة من الخاصرة"، و"جابر" بدأ التحوّل إلى مسار آخر على وقع الإحساس الطاغي بالظلم، و"عقيل" يسعى للتآلف مع مشاهد الدماء، و"وليد" يسعى إلى إطفاء نيران الحقد في داخله، و"أم حازم" تسعى إلى الانتقام..... فهذا يعني أن "ساعات الجمر" ربما يحمل في حلقاته المقبلة جرعة زائدة من العنف، إلى جانب الجرعة الزائدة التي يقدّمها من نجوم الصف الأول في الدراما السورية...