2013/07/09

كاتبات.. مخرجات.. ممثلات المسرح السوري.. نهج مبتكر.. ونظرة مغايرة
كاتبات.. مخرجات.. ممثلات المسرح السوري.. نهج مبتكر.. ونظرة مغايرة

 

الثورة – مسرح

 

غابت المرأة في بدايات المسرح العربي.. وبالذات السوري .. أو كان في شبه غياب، فقام بعض المخرجين والمؤلفين بمحاولات تعويضية في القرن التاسع عشر منهم الرائد المسرحي السوري أبو خليل القباني

بالاستعانة بفنانات من لبنان، في تلك الفترة كان ظهور المرأة في المسرح الجاد مغامرة وشكلاً نضالياً مريراً دفع بالقباني (ولأسباب أخرى) للرحيل من دمشق إلى القاهرة.‏

وفي فترة الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي برزت الأختان ميليا ومارغريت شمعون في فرقة نادي العريس والأخوات شارلوت وياسمين وفيكتوريا نجيب في فرقة محمد علي عبده كلير وفريال حداد وفاتن أحمد في فرقة عبد اللطيف فتحي.‏

في الخمسينيات حدث تحول جدي بظهور جيل من الممثلات السوريات نذكر منهن ملك وأمل سكر ،ثناء وثراد دبسي، أرليت عنجوري، منى واصف وأنطوانيت نجيب..‏

لم يكن تعداد الفنانات السوريات المشتغلات بالفن عموما وبالمسرح على وجه التجريد بالمستوى المطلوب فقد شكل تواجدهن نحو الثلث فقط من فرق التمثيل.‏

وذكرت الوثاثق والكتب التي أرخت للحركة المسرحية في سورية بأن أول سيدة اشتغلت وأسست فرقة مسرحية،، كانت السيدة ناديا العريس وهي من أصول لبنانية تأسست فرقتها عام 1939 وقدمت العريس عروضاً مسرحية راقية على خلاف الفرق التجارية..‏

نائلة الأطرش قبلت التحدي بأعلى مستوياته العلمية وجاءت بعد عقود طويلة من دخول المرأة المسرح درست الإخراج وعادت لتصنع الأصول لمسرح سوري بقيادة امرأة.. لتواكب مسار التحول والتطور.. بشكل عام بعد نيلها لدرجة الماجستير في الإخراج المسرحي، وهي أحد المساهمين في تأسيس المعهد العالي للفنون المسرحية، وبرزت كناشطة مسرحية في المسرح الجامعي وهي من ركائز المسرح القومي السوري.. ولقيت أعمالها الإخراجية سهرة مع سعد الله ونوس ومنمنمات تاريخية وليل العبيد وغيرها إقبالاً جماهيرياً كبيراً لما تحمل هذه العروض من هموم سياسية واجتماعية وتعكس حالة التوق لمجتمع مغاير مجتمع ترى فيه حلما يسمو للأمام.‏

تقول تهامة الجندي.. إن الممثلة ندى الحمصي هي ثاني شخصية نسائية قامت بنشاط تأسيسي في تاريخ المسرح السوري ففي العام 1986 أسهمت مع د. رياض نعسان آغا في تأسيس مركز إيماء دمشق وساهمت مع عدد من الفنانين بتأسيس موزاييك للإنتاج الفني وقدمت عرضي مونودراما إخراج محمد قارصلي. ويمكن اعتبار ندى الحمصي أول من حاولت كتابة نص مسرحي بتأليفها مونودراما الاختيار.‏

وتضيف تهامة: حمل العقد الأخير من القرن العشرين تطورا ملحوظا في إسهام المرأة في المسرح السوري بجهود خريجات المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق ففي العام 1996 أسست المخرجة رولا فتال فرقة الرصيف مع الكاتب التونسي حكيم المرزوقي.. حيث قدمت عيشة اسماعيل هاملت، ذاكرة الرماد.‏

بعدها أسست الفنانة نورا مراد فرقة ليش وقدمت عرضها الأول بعد كل هالوقت وأعمالاً أخرى.. وفي 2005 أسست الفنانة مها صالح فرقة موال بأول عرض لها بعنوان شجرة الدر وقبل ذلك قامت بإخراج مسرحية خطبة لاذعة ضد رجل جالس.‏

تجاوزت المرأة المسرحية في سورية في السبعينيات والثمانييات وبعدها أدوارها التقليدية من حيث التنوع والإبداع ونشطت في مجالات الإخراج والكتابة والتدريس والتمثيل والتقنيات والبحث والنقد المسرحي.‏

كان للمرأة السورية السبق الحقيقي عن زميلاتها في مصر وسبقت أقرانها إلى الصعود إلى خشبة المسرح.‏

لا يمكن ذكر المسرح السوري دون المرور بـ الفنانة منى واصف التي قدمت أكثر من خمس عشرة مسرحية لكبار الكتاب المسرحيين العالميين والعرب.‏

ولدت منى واصف لتكون فنانة مسرحية بالدرجة الأولى.. فكانت ملهمة للكثيرات من الأجيال القادمة بعدها..‏

ويبقى ملف المرأة السورية في المسرح السوري زاخراً بأسماء كثيرة رسمت ملامح مبتكرة في مسيرة تجاربها.‏