2013/08/02

كوميديا تبحث عن الضحك
كوميديا تبحث عن الضحك

 

سلوان حاتم – الثورة

 

 

تطل علينا دراما هذا العام حاملة في جعبتها ما كنا نظنه وجبة دسمة من الكوميديا ، وخاصة بعد أن سمعنا عن العديد من الأعمال التي ستقدم هذا الموسم

ولكن انتظارنا جاء على غير ما كنا نتوقع ولن نقول :إنه جاء بخيبة أمل للموسم الثاني على التوالي مما كنا نظن أنه قد يكون وسيلة ترفيه ولو قليلاً عن المشاهد.‏

المسلسلات الكوميدية السورية تغزو سوق الفضائيات هذا العام ومنها سوبر فاميلي- شاميات تو- حدود شقيقة- فتت لعبت- خرزة زرقة وغيرها من المسلسلات وإذا ما استثنينا مسلسل مرايا الذي له نهج معين يتبعه منذ سنوات الفنان القدير ياسر العظمة فإن معظمها جاء بطريقة لم يستطع استقطاب المتابع له وربما إذا ما نظرنا إلى الأعمال بشكل عام سنجد خلوها من بعض الأسماء التي نجحت في الكوميديا لتبرهن لنا كوميديا هذا الموسم أن نجاح الكوميديا يتوقف ليس على الممثل فقط بل على المخرج والكاتب الذي عليه أن يعرف بالتعاون مع الممثلين طريقة استخراج البسمة من المشاهد.‏

ربما يلقي البعض أسباب هذا التراجع على الأحداث في سورية ولو أننا لا ننكر دور ذلك إلا أنه ليس السبب الرئيسي, كما أن الاعتماد على الوجوه الشابة لم يختلف عن الاعتماد على النجوم المعروفين, ولم يأت التصوير خارج سورية بفائدة أكبر من التصوير في الداخل أي إن الحجج معدة مسبقاً لتبرير فشل أي عمل كان, وإن كانت كوميديا اللهجات مستمرة فإن هذا الموسم حمل فكرة جميلة ورائعة فيما لو استطاع مسلسل حدود شقيقة أن يرسم قصة أو نصاً بشكل أفضل لأنه جاء مليئاً بالنجوم الذين لهم باع طويل في هكذا أعمال, في حين لم يستطع شاميات تو أن يقدم (النكتة) بالطريقة المثلى لأنه اعتمد كثيراً على نفس الشخصيات التي رافقت المخرج منذ أولى أعماله فبدا وكأنه يراوح في مكانه, كذلك رأى الكثير من المتابعين أن مسلسل فتت لعبت هو استمرار لمسلسل أيام الدراسة ولو أن الأخير كان في رأي الكثيرين أفضل مما يقدم حالياً.‏

الفضائيات في رمضان تنافست بشكل كبير على عرض الأعمال السورية كونها تعلم أن الكوميديا الباقية سواء المصرية أو حتى الخليجية واللبنانية لا تقدم ما هو جيد ما يعني أن الممثلين السوريين استطاعوا أن يحتكروا موضوع الكوميديا ويأخذوه على عاتقهم بعد النجاح الذي حققته في السنوات الماضية, وفي ظل ابتعاد بقعة ضوء عن العرض هذا الموسم جاءت كوميديا المواقف بعيدة عن روح الكوميديا وحتى السوداء منها.‏

عبر العصور حملت الملهاة على عاتقها ترفيه الشعوب وتسليتهم عبر المسرح واليوم بات الهدف من المسلسلات إيصال الابتسامة للمشاهد ولكن ليس عن طريق التهريج لأن زمن التهريج في الكوميديا مررنا به وتجاوزناه ولا نريد له أن يعود فإما أن نقدم كوميديا لطيفة أو نترك المضمار لمن استطاع أن يقدم لنا ما يرسم الابتسامة ويستحق المتابعة.‏