2013/11/10

الفنان علي الإبراهيم
الفنان علي الإبراهيم

 

بديع منير صنيج – تشرين

 

 

تنوعت مشاركات الفنان علي الإبراهيم في الموسم الدرامي الماضي، حيث قدم شخصية «رامي» في مسلسل «سوبر فاميلي» الابن الوحيد للمحامي النزيه «رشيد» والذي يخالفه الطباع والآراء بالمجمل،

ويسير في طريق لا يتقاطع مع رؤية والده للصواب في شيء، إلى جانب عمله في عدد من لوحات «مرايا 2013»، فضلاً عن أدائه شخصية «خالد» في مسلسل «حدث في دمشق» للمخرج باسل الخطيب الشاب اللامبالي في معظم الأحيان، والذي يهمل امرأته ويعيش حياته من دون تحمله لأي مسؤولية، لكنه في النهاية يتحمس للقضية الفلسطينية، فيذهب للقتال في سبيلها، يضاف إلى ذلك عمله مع المخرج «نجدت إسماعيل أنزور» في مسلسل «تحت سماء الوطن»، عن رأيه بما قدمته الدراما السورية ومشاركاته كان لتشرين الحوار الأتي:

 

كيف تنظر إلى ما قدمته الدراما السورية في الموسم الماضي؟

 

أرى أن ما حققته الدراما السورية في رمضان الماضي إنجاز لها وللبلد، حيث إنها تحدت كل من كان يراهن على توقف الحياة في سورية، وأعتقد أن معظم الفنانين السوريين المشاركين في تلك الأعمال كانوا يضعون نصب أعينهم أهمية العمل رغم صعوبات الظرف الراهن، وأكثر ما كان يواسيهم هو الأصداء الجميلة التي يتلقونها عن أدائهم من المشاهدين.

 

ماذا تقول للذين يتذرعون بالظروف الراهنة لتقديم مستوى درامي غير جيد؟

 

في رأيي، لا يجوز وضع مثل هذه التبريرات.. لأننا في ظل ما تعيشه سورية الآن علينا بذل قصارى جهدنا لتكون الأعمال الدرامية بمستوى ممتاز، وعدم الاكتفاء بكونها جيدة فقط، لأننا ينبغي أن نعمل من أجل سورية وليس من أجل أنفسنا فقط.

لا بد من حماية درامانا عبر ورشة متكاملة تبدأ بالكتاب، وتمر عبر الممثلين والمخرجين، وجميع التقنيين والفنيين العاملين ضمن هذه الصناعة الفنية، لاسيما أن سورية تمتلك الكثير من المخرجين المميزين، والممثلين المبدعين، لكنني أعتقد أن الحلقة الأضعف في الدراما السورية هي في النصوص مع أنها حجر الأساس للعمل الدرامي.

أعتقد أن حماية الدراما -بشكل أو بآخر- هي حماية لثقافة سورية، إذ لا نستطيع إنكار أنها الوجه الثقافي لسورية في الخارج، كما أنه لا ينبغي الارتهان لرأس المال الخارجي في توجيه دفة الدراما السورية، ولاسيما في ظل وجود المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، ومديرية الإنتاج ضمن الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وغيرهما من شركات الإنتاج الوطنية.

 

حظيت منذ تخرجك عام 2010 بمجموعة من الفرص المهمة كفنان شاب منها مشاركتك في مسلسل «بقعة ضوء» بجزأيه الثامن والتاسع تحت إدارة المخرج عامر فهد، ومع المثنى صبح في «رفة عين» إلى جانب عملك مع «الليث حجو» كضيف في مسلسل «خربة» وضمن خماسية «بيت عامر» وتحت إدارة المخرج القدير «هشام شربتجي» في مسلسل «المفتاح»، هل كنت تقبل كل ما يقدم لك أم هناك معايير محددة؟

 

بصراحة، إن أي فنان في بداية طريقه لا بد من أن يعتمد على ثلاثة أشياء أساسية هي الموهبة والفرصة والحظ، وبالنسبة لي كنت وما زلت أوازن بين رسالة المسلسل ككل، ومحبتي للشخصية التي أؤديها فيه، لأنني إن لم أحب العمل فستكون هناك حلقة ناقصة تضعف من أدائي، لكن وبصراحة أكثر، لكوني ما زلت أُعَدّ من الخريجين الجدد لا أستطيع أن أرفض ما يأتيني من أدوار، لأنني ينبغي أن أقدم نفسي حتى يعرفني الناس والمخرجون على حد سواء، مع حرصي الكبير ألا أقع فريسة التنميط فهو من أكبر أخطاء الممثل، ويضع حداً لمسيرة الفنان، أو على الأقل يقلل من فرصه في إبراز موهبته ومقدراته في فن التمثيل، ولاسيما أنه على الممثل أن يكون قادراً على تجسيد مختلف الشخصيات التي توكل إليه بغض النظر عن تصنيفات الدراما بين الكوميدي والاجتماعي والتاريخي وغيرها.

 

وكانت لك أيضاً فرص ذهبية في السينما؟

 

صحيح، فمنذ كنت في السنة الثالثة ضمن المعهد شاركت مع المخرج «جود سعيد» في فيلم «مرة أخرى»، وفي السنة الرابعة لعبت دور البطولة ضمن فيلم روسي بعنوان «كيفورك ورطنيان» بشخصية «آشور» أحد المراهقين الذين تم تجنيدهم لمصلحة المخابرات الروسية في الحرب العالمية الثانية.

كما شاركت المخرجة السورية العالمية «إيفا داوود» بفيلمها القصير «في غيابات الحب» وفي فيلم «خطوة» للمخرج «بيان طربيه» من إنتاج القناة التربوية السورية، ومع المخرج «أوس محمد» لعبت دور البطولة في فيلم «جدارية الحب» لشاب يعيش حالة صراع بين حبيبته وأنثى أخرى تعرض عليه الحب مقابل المال، لكنه ينتصر للحب في النهاية، والفيلم من إنتاج مؤسسة السينما.

 

ماذا عن المسرح؟

 

لم أتخل عن المسرح وعن حلمي به، فبعد تخرجي قمت مع مجموعة من زملائي بتأسيس فرقة مسرحية يقوم أعضاؤها بكتابة النصوص والتمثيل والإخراج، حتى إن مرحلة التحضيرات الأساسية اكتملت من حيث قراءة النصوص وما يستتبعها، لكن ما تعيشه سورية حال دون الاستمرار بتحقـيق ذاك الحلم.