2014/01/10

الفنانة علا الباشا
الفنانة علا الباشا

 

بديع منير صنيج – تشرين

 

 

تكره النمطية التي يعتمدها بعض المخرجين في توزيع الأدوار، وتعدها أخطر ما يواجه الممثل في بداية طريقه الفني، كما أنها تعد الجرأة في هذا المضمار إحدى الوسائل الناجعة في اكتشاف النجوم.

 

تشارك في مسلسلين حتى الآن هما «القربان» الذي تنتجه المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي، و«سوبر فاميلي» بجزئه الثاني وعن طريقة عملها على الشخصيات التي تجسدها كان لتشرين الحوار الآتي:

 

 

* تعملين على شخصيتك في مسلسل «القربان» على أنها شخصية مسرحية، ما الذي أغراك لانتهاج هذه الأسلوبية؟

 

** بداية، وأنا أقرأ نص «القربان» لكاتبه «رامي كوسا»، أحسست أنني أقرأ رواية فالنص شدني كثيراً، وهناك الكثير من التفاصيل في شخصية «أمل» التي أجسدها وبعض الكلام المكتوب ضمن مشاهد أخرى جعلاني أبكي، هذا قبل أن أبدأ بالتحضير للشخصية بعد ذلك أحسست أن هناك ما يشدني لتجسيد تلك الشخصية بكل ما يعنيه ذلك من تواطؤ مسبق وتعاطف معها، وأحسست أن في ذلك فرصة لتقديم ذاتي فبدأت العمل عليها كشخصية مسرحية، من حيث كتابة تسلسل مشاهدي والتفكير فيها زمنياً، وتراكمها، فلم يعد الموضوع مجرد قراءة للمشهد وتمثيله، بل بت أعرف ما قبل هذا المشهد وما بعده، والحالة الانفعالية التي ينبغي أن أؤديها عبر تلك الشخصية، وتصاعد الحالة، بمعنى أنني اشتغلت على هذه الشخصية بطريقة مسرحية وهذا ما جعلني سعيدة بما أقدمه ومتحفزة  أكثر.

 

* تؤدين أمام ممثلين شركاء بعضهم من جيلك والآخر ممن هم أكبر منك ومنهم أساتذتك في المعهد كالدكتور سامر عمران بشخصية «عمر»، هل شكل لك ذلك نوعاً من التحدي؟

 

** دائماً أصادف من خلال عملي ممثلين شركاء من مختلف الأعمار، لكن الشيء الظريف ضمن هذا العمل أن «سامر اسماعيل» الذي يجسد شخصية «رشيد» هو أخي في المسلسل كان زميلي في المعهد، والدكتور سامر كان أستاذي. هذه المعرفة السابقة أدت إلى أريحية أكبر في الشغل، إضافة إلى أن كلاً من تلك الشخصيات يسعى ليبرز للآخر أين وصلت شخصيته في انفعالاتها وتبايناتها على صعيد التكوين النفسي والحركي وفهم الشخصية وما إلى هنالك.

 

* كيف كان وقع اسم المخرج علاء الدين كوكش عميد مخرجي الدراما السوريين عندما علمت أنه سيدير دفة هذا المسلسل؟

 

** إنها المرة الأولى التي أتعامل فيها مع الأستاذ «علاء»، لكنني وجدته هادئاً جداً، ويعطي مساحة للممثل بغية الوصول إلى الحالة الأمثل في الأداء، وهذا مريح وغير مربك وتالياً يجعلنا لا نحتاج كثيراً للإعادة، المخرج «كوكش» يشتغل بحب ومن دون عصبية، وهذا جعلني أهتم بشخصيتي أكثر من تركيزي على الأمور الأخرى التي  تحصل عادة في مواقع التصوير، بمعنى أنني أعطي الشخصية ما تحتاجه حسب تفكيري فيها، ووفق التسلسل الذي رسمته أثناء تحضيري لأدائها، في حين لو كانت ثمة شحنات سلبية تحيط بي في موقع التصوير فإن ذلك سينعكس على أدائي لها، ويجعلني لا أستطيع مقاربة التسلسل والتصاعد الدرامي للشخصية كما أراه.

 

* «أمل» إيجابية في تعاطيها مع أخيها «رشيد» ومع حبيبها «صافي» الشخصية التي يجسدها الفنان كرم شعراني، ما تفاصيل هذه الشخصية؟

 

** «أمل» يتيمة وتعيش مجمل حياتها مع أخيها لدرجة أنها تحبه أكثر من نفسها، وحبيبها تتعرف عليه في الحارة من خلال شخصية «عمر» المعتقل السياسي السابق، وتكون هناك مفاجآت ومفارقات كثيرة سأتركها لوقت العرض.

 

* ما مشاركاتك الأخرى لهذا الموسم؟

 

** أشارك في الجزء الثاني من مسلسل «سوبر فاميلي» الذي كتبه لهذا العمل كل من «أسامة كوكش» و«تاج عبيدو»، إنتاج شركة شاميانا وإخراج فادي سليم وهو عمل اجتماعي خفيف، أتابع فيه تجسيد شخصية «مي» ابنة فخري الذي يجسده الفنان «جرجس جبارة» التي تتطور كثيراً في هذا الجزء، إذ تتوجه نحو الفن والنجومية عموماً، ويتخلل الشخصية الكثير من المواقف الكوميدية.

 

* نص الجزء الأول كان ضعيفاً أين يكمن التطور في الجزء الجديد؟

 

** كتب الجزء الأول عدد من الكتاب، وكان حلقات متصلة منفصلة يصل كل منها أثناء التصوير، بمعنى أنه لم يكن جاهزاً بشكل كامل قبل التصوير، وليس فيه الكثير من الترابط، وهذا ما حمل المخرج والممثلين أعباء إضافية، بمعنى أن الممثل رسم في البداية الخطوط الرئيسة لكل شخصية بالاتفاق مع المخرج، ليقوما بعد ذلك بوضع تلك الشخصية ضمن الظرف الجديد وفق الحلقة الجديدة التي باتت جاهزة وهكذا.

أما في الجزء الثاني فبات الوضع أفضل بكثير إذ إنه حافظ على روح العائلات الثلاث الرئيسة، وباتت تفاصيل الشخصية واضحة من البداية وحتى النهاية بكامل مفاصلها، ولن توضع باختبار مفاجئ كما كان في السابق، بل وضعت في ظروفها الأفضل.

 

* الجزء الأول كان أول إنتاجات شركة شاميانا ألا تعدين التعامل معها مخاطرة نوعاً ما قبل أن تتوضح توجهاتها الفكرية  والفنية؟

 

** الجميل أن إدارة تلك الشركة كانت صريحة جداً، وأنا أعرف العديد منهم، وحبهم لتقديم الدراما كان واضحاً، لذلك أحببت أن أشارك في هذه المغامرة التي أعدها نجحت نسبياً، والدليل على ذلك هو وجود جزء ثان من العمل يتم تصويره الآن في ظروف أفضل من جزئه الأول في جميع النواحي.

 

* ما الصعوبات التي تواجهك كممثلة في بداية طريقها؟

 

** أتوقع أن من أكثر الصعوبات النمطية في توزيع الأدوار، والاستسهال في اختيار الممثلين من قبل المخرجين، وعدم الجرأة في استكشاف قدراتهم الكامنة، فحتى مؤسسة الإنتاج التلفزيوني والإذاعي في البداية كانت مترددة في إعطاء دور بطولة لي لكوني لست نجمة صف أول، لكنهم تجرؤوا في النهاية وخاضوا غمار هذه التجربة.

 

هذا الخوف قد يكون مبرراً بأن نجاح العمل قد يعتمد على النجم بنسبة ما لكن من المهم تجريب الممثلين بأدوار جديدة، وربما يتم ذلك بإخضاع الممثل لاختبارات علمية في أداء الشخصية، وغير ذلك من أساليب توزيع الأدوار والشخصيات على مؤديها، وذلك يتطابق مع ما قام به الأستاذ علاء الدين كوكش في مسلسل «القربان» إذ أخضع بعض الممثلين لاختبارات عبر إعطائهم بعض المشاهد لتمثيلها، وفي رأيي أن ذلك صحي جداً، وإيجابي، ومهم على صعيد اختيار الممثل.