2014/02/12

مرح جبر
مرح جبر

 

إيناس محيسن – الإمارات اليوم

 

 

على الرغم من الظروف الصعبة تعيش الدراما السورية حالة من الانتعاش اللافت للنظر، مع تزايد أعداد الأعمال الدرامية التي يتم الإعلان عنها يوماً بعد يوم. ويمثل ذلك تحدياً من صنّاع الدراما والفنانين للظروف السياسية والأمنية والمعيشية أثناء الأحداث التي تشهدها سورية حالياً. كما يمثل مؤشراً إلى ان الدراما لم تعد مجرد أعمال متفرقة تنجز من وقت لآخر، وفق طموح شخصي لمخرج أو منتج، لكنها صناعة يتمسك القائمون عليها بالحفاظ على استمراريتها وتكريس النجاحات التي حققتها في المواسم المتتالية منافسة قوية على الساحة.

سيطرة شامية

تسيطر الأعمال الشامية على الإنتاج الدرامي السوري العام الجاري، إلا ان الأوضاع الحالية اثناء الثورة وما تمر به سورية، كانت حاضرة في مقاربات حمل بعضها طابعاً اجتماعياً، واستعان البعض الآخر بالكوميديا ليعبر عما يمر به المواطن السوري في ظل هذه الأحداث.


أعمال في الانتظار

هناك أعمال انتهى تصويرها قبل نهاية 2013، تمهيداً لعرضها في السباق الرمضاني المقبل، منها «نساء هذا الزمان» للمخرج أحمد إبراهيم أحمد، و«زنود الست 3» لتامر إسحاق، و«خان الدراويش» لسالم سويد، و«فوق الموج» لهيثم الزرزوري. ويتناول «فوق الموج» آثار الثورة والصراع في سورية في حياة الناس وقدراتهم الإبداعية. ويقوم ممثل مسرحي بجمع عائلات متنوعة داخل مدرسة في قرى اللاذقية، ويدرب الأطفال على التمثيل، إذ يكتشف أن لديهم قدرات إبداعية مميزة، ليؤسس بهم فرقة مسرحية.


أعمال

يشارك المخرج فادي سليم الموسم المقبل في الجزء الثاني من مسلسل «سوبر فاميلي»، الذي تنتجه شركة «شاميانا»، وهو من تأليف أسامة كوكش وتاج عبيدو، وتنتقل أحداث العمل بين طرطوس ودمشق، ويشارك فيه زهير رمضان، وسلمى المصري، وتولاي هارون، ويزن السيّد. ويتوجه المخرج سيف الدين السبيعي نحو دبي، التي اختارها مكاناً لتصوير أحداث مسلسل «الدومري».


أزمة

مسلسل «بواب الريح» يصور واقع الأزمة الحالية من خلال قصة عائلة سورية تقرر السفر إلى الخارج بعد تعرضها إلى العديد من الضغوط في ظل الأوضاع الراهنة التي تعيشها البلاد بعد الثورة، كما يحمل المسلسل طابع الكوميديا السوداء التي تحاكي الواقع الحالي.

تصوير المسلسلات خارج سورية كان حلاً اتجه إليه عدد غير قليل من المنتجين السوريين، وكانت الإمارات واحدة من الوجهات التي اختارها أغلبهم لتصوير أعمالهم فيها، بينها مسلسل «الأخوة»، الذي يجري تصويره في أبوظبي.

عمل آخر من المقرر ان يصور بين أبوظبي ودمشق، هو المسلسل الشامي «دهب عتيق»، من اخراج مؤمن الملا، الذي قام بإخراج مسلسل «حمام شامي»، الذي يعتبر أول مسلسل سوري يتم تصويره بالكامل في أبوظبي، بالتعاون بين شركة الأدهم للانتاج الفني و«توفور 54» في أبوظبي، وقد تم تأجيل عرض «حمام شامي» في اللحظات الأخيرة، لينتظر فرص تسويقية أفضل في الموسم الرمضاني المقبل.

بعد فترة توقف طويلة، وجدل كبير، يعود مسلسل «باب الحارة»، الذي من المقرر تصوير الجزء السادس منه بين دمشق والإمارات، كما ترددت أخبار عن تصوير بعض مشاهده في استديوهات بيروت، وهو من إخراج عزّام فوق العادة وبسّام الملا، وتأليف عثمان حجي وسليمان عبدالعزيز. ويشهد الجزء الجديد عودة «أبوعصام»، الذي يؤدي دوره الفنان عباس النوري، وانضمام الفنان أيمن زيدان إلى أسرة العمل التي تضم مصطفى الخاني، وصباح الجزائري، ومرح جبر، ووفاء موصللي، وزهير رمضان، ومحمد خير الجراح، وشكران مرتجى وغيرهم.

بدوره يتوجه المخرج سيف الدين السبيعي نحو دبي، التي اختارها مكاناً لتصوير أحداث مسلسل «الدومري»، الذي تنتجه «شركة كلاكيت للإنتاج والتوزيع الفني»، وأثار اسم العمل خلافاً بين منتجيه من جهة ورسام الكاركاتير علي فرزات، الذي اعتبر نفسه صاحب حق استخدام اسم «الدومري»، الذي اطلقه على مجلة اصدرها منذ سنوات وتم اغلاقها من السلطات السورية، وهو ما جعل منتجي العمل يلجأون إلى تغيير اسمه إلى «ليالي الشام». ويتنقل تصوير المسلسل الذي قام بكتابته عثمان جحا وسليمان عبدالعزيز بين دمشق وبيروت ودبي. وتدور أحداثه حول الصراع على المفاتيح الاقتصادية لآغوات الشام، الذين كانوا يسيطرون على الاقتصاد الدمشقي، في العهد العثماني في الفترة من 1940 حتى 1960. وكان السبيعي انهى منذ فترة وجيزة تصوير خماسية من مسلسل «صرخة روح 2»، حملت عنوان «خيانة مؤجلة»، وهو من تأليف ناديا الأحمر وإنتاج شركة «غولدن لاين للإنتاج والتوزيع الفني»، وشارك في المسلسل أيمن زيدان ومرح جابر ومديحة كنفاني وسحر فوزي وغيرهم، ويتحدث العمل عن فترة الحكم المملوكي.

في المقابل فضل مخرجون آخرون تصوير أعمالهم في سورية رغم الأخطار، ومن هذه الأعمال سلسلة «بقعة ضوء»، التي ستحافظ أيضاً على حضورها في موسم رمضان المقبل من خلال الجزء الـ10، الذي اعلنت الشركة المنتجة «سما الفن للإنتاج الفني»، الشروع في تصويره خلال أيام، واستمرّ العمل على نصوصه لعامين كاملين، وسيكون للسياسة حصّة كبيرة في لوحات المسلسل، في سياق يركّز على «تأثير السياسة في الحياة الاجتماعيّة، في قالب كوميدي ناقد»، بحسب ما ذكرت الشركة المنتجة. وقام بكتابة الجزء الجديد من «بقعة ضوء» مجموعة من الكتّاب المقيمين في سوريّة، مع متابعة التعاون مع الزميل نائب رئيس قسم الثقافة في جريدة «الإمارات اليوم» حازم سليمان، كونه كاتباً رئيساً ومُعداً ويتولّى الإخراج عامر فهد.

كما تقوم «سما الفن» باستكمال أربعة أعمال لرمضان المقبل، وتصويرها في دمشق، هي: «بواب الريح» للكاتب خلدون قتلان وإخراج المثنى صبح، ومن بطولة غسان مسعود، وسليم صبري، وضحى الدبس، ومسلسل «رقّ الحبيب» من تأليف عبدالمجيد حيدر وفادي زيفا وإخراج رشا شربتجي، و«حقائب»، الذي يشهد عودة الثنائي ممدوح حمادة والليث حجو، بعد تعاونهما الأخير في «الخربة» في العام 2011.