2014/02/13

مهرجان خطوات الدولي
مهرجان خطوات الدولي

 

عاطف عفيف – تشرين

 

 

بخطوات واثقة ووسط حضور جماهيري مميز انطلق مهرجان خطوات الدولي السينمائي للأفلام القصيرة بدورته الثانية هذا العام على خشبة المسرح القومي في اللاذقية، ويقيم هذا المهرجان مجلس الشباب السوري تحت رعاية وزارة الثقافة وبالتعاون بين وزارة السياحة والمؤسسة العامة للسينما وفعاليات اقتصادية.

حراك سينمائي   

ويقول مدير المهرجان مجد أحمد إن المهرجان عبارة عن مبادرة وطنية تهتم بالشباب وإبداعهم من أجل تفعيل طاقاتهم الإبداعية في حماية الثقافة والذاكرة الوطنية من خلال إنتاجهم السينمائي والذي يعد صناعة محلية تؤسس لحراك سينمائي شبابي يصور قضيتنا وثقافتنا وحقيقة مجتمعنا بلغة سينمائية نابضة بالروح، ومهرجان خطوات هو رؤية سينمائية شبابية.

ومن أهداف المهرجان خلق حالة سينمائية تراكمية تؤدي إلى جعل المنتج السينمائي يتطور بتطور الأدوات باعتبار المهرجان يشكل حالة تجريبية لجهة اختبار الأدوات واكتشاف المواهب واحتضانها، وتوفير البيئة الحاضنة لإبداعات الشباب وتفعيلها كرافد أساس للفن السينمائي، والدفع في عجلة تطوير السينما السورية إلى جانب المؤسسة العامة للسينما.

والجديد في الدورة الحالية للمهرجان أنه انتقل من المحلية إلى الدولية بمشاركة أفلام من خارج سورية من ألمانيا وبولندا والإمارات العربية وفلسطين...

مرآة للواقع

وقدم محافظ اللاذقية أحمد شيخ عبد القادر خلال حفل الافتتاح كلمة مثّل فيها وزيرة الثقافة راعية المهرجان الدكتورة لبانة مشوح، عبّر من خلالها عن أهمية النشاطات والمهرجانات ومن بينها هذا المهرجان ولاسيما أن الانتشار الثقافي في ظل العولمة يشكل ببعض أجزائه تهديداً حقيقياً، لا سيما بالجانب المعنوي المتمثل بالتأثير بالقيم والاتجاهات وأنماط السلوك الموجهة عبر القنوات الفضائية التي تكرس العنف واستثارة الغرائز والشهوات، مشيراً إلى أن بناء الإنسان فكرياً وخلقياً هو غاية الفنان، وإن لم يكن الفنان بأدائه وفنه مرآة للواقع ولحاجات المجتمع ومعاناته فإن فنه لن يكون صادقاً.

مهرجان شاب        

في حين أشار باسم خباز ممثل المؤسسة العامة للسينما إلى أن المهرجان هو مهرجان سينمائي سوري شاب يجسد ثباتاً في إرادة العمل نحو فعل سينمائي حقيقي ومفيد، وآمنّا منذ انطلاقته الأولى بأهمية التجربة وضرورتها ولذلك نحن الآن نشارك مجدداً في دورته الثانية من خلال سلسلة الفن السابع التي تصدر كتباً سينمائية والمعروضة في معرض الكتب في بهو المسرح القومي، إضافة لعرض مجموعة من أفلام مشروع دعم سينما الشباب ضمن عروض المهرجان، وكذلك من خلال مجلة آفاق السينمائية الإلكترونية والتي خصصت نافذة باسم المهرجان على مدار أيامه الستة، كما قررت المؤسسة اعتماد فيلمين يرشحهما المهرجان ليكونا ضمن ثلاثين فيلماً التي ستعتمدها المؤسسة ضمن مشروع دعم سينما الشباب لموسم عام 2014.

دعم وتشجيع

الكاتب محمود عبد الواحد أكد أهمية المهرجان بالنسبة للطاقات الشابة والإبداعية في مجال السينما، مشيراً إلى ضرورة أن تلقى مثل هذه النشاطات كامل الدعم والتشجيع من قبل المؤسسات المعنية في الدولة والفعاليات الاقتصادية والمجتمع الأهلي، ويرى أن هذه التظاهرة مهمة جداً ويجب أن تستمر ولكي تنجح تحتاج وقتاً ولاسيما بالنسبة لصناعة مكلفة ومعقدة مثل السينما.

أما الصحفي والناقد السينمائي نضال قوشحة فقال: الشباب هم الأفكار الجديدة والخلاقة وهم يمثلون الغد، /خطوات/ باختصار هو الغد، هو إحدى حالات الغد السينمائي الذي نطمح له في السينما السورية، إن وجود مثل هذا المهرجان في اللاذقية يسجل نقطة إيجابية للمهرجان، ومن الضروري عدم التركيز السينمائي ببقعة واحدة ولو كانت العاصمة، ففي عصر الميديا يمكن للشخص التواصل مع أي بقعة في العالم.

رسالة حضارية

وترى الفنانة سلاف فواخرجي أن الرسالة التي يمكن أن نستخلصها من المهرجان هي أننا نحن –السوريين- سنبقى نعمل ونؤدي رسالة لكل الناس وهي أن سورية بلد الحضارة بلد التاريخ، وليس بالإمكان أن يتغير التاريخ رغم الحرب ورغم الدم المسفوك على الأرض السورية الطاهرة نحن باقون وسننجح ونقدم فناً مهماً وراقياً.

ويرى الكاتب حسن م يوسف أن الأمة لا يمكن أن يكون لها مستقبل إلا إذا كان جزء منه موجوداً في اللحظة الراهنة، والشباب يمثلون المستقبل باللحظة الراهنة، مشيراً في رؤية نقدية إلى أن الأفلام التي تم عرضها في حفل الافتتاح مرتبكة من ناحية الدلالة والرسالة، وعلى الشباب الذين يشتغلون في قطاع السينما حالياً الاهتمام أكثر بالنص، فالشباب يكتبون لأنفسهم وهذه صرعة بالسينما السورية يريدون أن يكتبوا ويخرجوا ويمثلوا ويقوموا بكل شيء، وهذه حالة غير صحية يجب أن يكون هناك تخصص في هذه العملية لكل دوره المخرج والكاتب ووو..، نحن بحاجة لجنود حقيقيين في مجال الفن يعرفون القضية التي يريدون الدفاع عنها.

تطور ملحوظ

وتجدر الإشارة إلى أنه لوحظ في المهرجان تطور ملحوظ من ناحية طريقة التقديم والتنظيم وبشكل خاص حفل الافتتاح، فالكثير من الأخطاء والعثرات التي وقع المهرجان فيها بدورته الأولى العام الماضي تم تجاوزها.

ويستمر المهرجان حتى الثالث عشر من الشهر الجاري ويعرض خلال هذه الفترة 27 فيلماً قصيراً منها 15 فيلماً ستشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان والتي ستتنافس على ثلاث جوائز، وهي: 100 ألف ل.س جائزة لأفضل فيلم، 75 ألف ل.س جائزة لأفضل إخراج، و35 ألف ل.س جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم الذي تختاره اللجنة، وهذه الجوائز تحمل قيمة رمزية وتهدف إلى تشجيع مواهب الشباب وتحريك وتطوير إبداعاتهم.

كما ويقام على هامش المهرجان معرض للكتب ولاسيما الخاصة بالفن السابع، ورشة عمل بعنوان كتابة وإخراج الفيلم القصير، ندوة بعنوان سينما الشباب دورها وأهميتها في المجتمع.