2014/02/18

بواب الريح
بواب الريح

 

معد استانبولي – تشرين

 

 

لقد أصبح للدراما السورية عنوان رئيسي وهو - الثقة- هذه الدراما التي عودت المشاهد العربي منذ سنوات عديدة على كل جديد ورائع وهادف وإنساني ووطني وقومي وصادق فقدمت أهم المسلسلات التلفزيونية منها (صلاح الدين الأيوبي- التغريبة الفلسطينية- الزير سالم- ياسمين عتيق- إلى جانب سلسلة بقعة ضوء وغيرهم).

 

واليوم ورغم الأزمة الحالية الضارية والظرف الراهن الذي أصبح مادة غنية للكتاب ولشركات الإنتاج التي استمرت في عملية الإنتاج الدرامي، فقد بدأت مؤخراً شركة سما الفن بتصوير مسلسلها الجديد بواب الريح وهو من تأليف الكاتب خلدون قتلان ومن إخراج- المثنى صبح- ويشارك فيه إلى الآن كل من الممثلين (غسان مسعود- سليم صبري- حسام تحسين بك- ضحى الدبس- فادي صبيح- إمارات رزق- مصطفى الخاني وغيرهم).

يقول الكاتب- خلدون قتلان- في مقدمة مسلسله بواب الريح /عام 1860/ من أهم أحداث القرن التاسع عشر والتي يجب أن تعاد قراءتها بموضوعية ولاسيما وأن دمشق كانت هي المدينة التي نافست أوروبا وخصوصاً فرنسا في صناعة الحرير عماد التجارة العالمية آن ذاك.

وللأمانة حاول الكاتب وصف تلك الفترة بكل صدق ومن جميع النواحي القومية والوطنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والإنسانية.. وبطريقة تحليلية سلسة ومشوقة مستنداً إلى العديد من المراجع التاريخية منها- تاريخ الفنون والصناعات الدمشقية وقاموس الصناعات الشامية للشيخ ظافر القاسمي وغيرها من الكتب والمراجع التاريخية.

أما عن أسباب انتقاء هذا النص تقول الدكتورة- رانية الجبان- المستشارة الدرامية في الشركة: (تم اختيار- بواب الريح- لهذا العام حرصاً من الشركة على إكمال مشروعها في ترسيخ التراث الدمشقي الأصيل وإعادة إحيائه ممزوجاً بالحكاية الشعبية المشوقة، أما تحقيقه كنص درامي فيبقى ضمن المعادلة الصعبة التي وبكل ثقة تجاوزناها والتي كانت تقوم على جمع الحكاية التراثية الشائقة مع تاريخ دمشق الحافل بالأسرار والخبايا التي لم تكشف بعد ومن أهمها الفتنة الطائفية الشهيرة التي حصلت في لبنان عام 1860 والتي امتد لهيبها إلى دمشق لتطيح بالعديد من الآلاف، واليوم تقف سورية في وجه حرب كونية أشعلت فتيلها أصابع خارجية امتدت إلى قلب الوطن والمواطن السوري لتضرم فيه ناراً أحرقت الكثير وما زالت وما أحوجنا اليوم إلى إعادة قراءة تاريخنا بكثير من التأمل والتأني والتبصر لما قد تحمله هذه الأصابع النارية من كوارث متنوعة علينا منها الطائفية والسياسية إلى ...، وكل ذلك تم ضمن إطار الصورة البصرية التي نحن الآن بصدد تقديمها في شهر رمضان المبارك القادم).

فسورية كانت ومازالت ميداناً «واسعاً» للرياح العاتية ولاسيما الرياح الغربية، وقاسيون كان ومازال يقف في وجه تلك الرياح ويسد أبوابها.