2014/02/19

مشهد من العمل
مشهد من العمل

 

روز سليمان – السفير

 

 

 

استباحةٌ للتفاصيل، وكأنّ لا شيء يُغرِق ذلك المكان، سواها. ذلك ما يشي به موقع تصوير مسلسل "بواب الريح" في حارات دمشق القديمة. وكأنّ قدر أبواب المدينة أن تبقى مفتوحةً للريح دائماً؟ عودة المخرج المثنى صبح للاشتغال على تاريخ دمشق، بعدما خاض التجربة في مسلسل "ياسمين عتيق" العام الماضي، ليست منهجاً، بقدر ما هي مصادفة.

المخرج "المنظّم" في موقع التصوير، والمشحون بالتفاصيل، وجد في نصّ "بواب الريح"، "حكايا شاميّة جديدة على المشاهد العربي". ويعد في حديثٍ لـ"السفير" بتقديم عمل جديد نصّاً وإخراجاً. يقول: "رغم أنّ أحداث "ياسمين عتيق" كانت تدور في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، إلا أنّه قلب كل المفاهيم حول الدراما الشامية، مقدّماً دمشق على حقيقتها خلال فترة تاريخية محدّدة. وكان العمل بمثابة مغامرة حقّقت نجاحها، من خلال الإبهار البصري".

اعتاد صبح منذ مسلسل "القعقاع" العام 2010، على اعتماد لغة الإبهار. بالنسبة له، فإنَّ "القعقاع" شكّل نقلة جديّة في مفهوم الدراما التاريخيّة، فهو "من أول الأعمال الضخمة التي بدأتُ من خلالها أصنع رؤيتي البصرية الخاصة، وقد تمّ تقليده لاحقاً من قبل آخرين". يرى أيضاً في "جلسات نسائية" الذي أنجزه العام 2011، نقلة على صعيد تمتين العلاقة بين الصورة والمضمون في مجال الدراما".

تدور أحداث "بواب الريح" خلال فتنة 1860، و"التي امتدَّت من جبل لبنان إلى الشام، بتوجّه من الدولة العثمانية، بغية تحقيق هدف سياسي إستراتيجي، وتخلّي فرنسا عن حماية المسيحيين، إلى جانب القضاء على صناعة الحرير في دمشق، إذ احترق ما يقارب الستة آلاف نول في باب توما حينها". بحسب مؤلف العمل خلدون قتلان أنّ أحداثه حقيقيّة، تثبتها المراجع بالأسماء وليست مجرّد إسقاط درامي. "من ضمن شخصيّات العمل توأم ملتصق، كان مشهوراً في الحي المسيحي". لكنّه يشير في المقابل إلى أنّ المسلسل لن يحمل صبغة توثيقيّة لفتنة 1860، مكتفياً بقراءة الحقائق من وجهة نظر دراميّة.

ومع قلّة المراجع التي توثّق شكل الملابس في تلك الفترة، تمّ الاعتماد على المتوفِّر منها، وعلى لوحات بعض المستشرقين. وتقول مصمّمة الملابس في العمل تولين قات لـ"السفير": "تحمل أزياء "بواب الريح" طابعاً لونيّاً وشكليّاً يبتعد عن الشامي التقليدي، وعن الفانتازيا، يحاول أن يجمع الاثنين معاً، بشكل يشبه "ياسمين عتيق" من ناحية الملابس، إلَّا أنَّ درجات اللون ستكون أخفّ".

يشارك في بطولة العمل سليم صبري، غسان مسعود، ضحى الدبس، فادي صبيح، مصطفى الخاني، إمارات رزق وآخرون... ويجسّد الممثل أندريه اسكاف شخصية رضائي آغا، مخصيّ من قبل السلطان عبد المجيد (المعروف بإقدامه على خصي من يعملون عنده). يقول اسكاف لـ"السفير": "رضائي كان واحداً من الأسباب التي ساعدت في خروج العثمانيين من الشام، الشخصية "المخصيّة" التي أصبح لديها نقمة على السلاطين، فكان يحرّك الناس، وحتى أنّه كان يحضّ جهات غربية كالانكليز والفرنسيين على التخلّص من العثمانيين". تشارك في العمل أيضاً الممثلة ريم عبد العزيز، وتقول إنّ "الأنثى فيه ضيفة شرف، بما أنّ عدد مشاهد الأدوار النسائية قليل". وتؤدّي عبد العزيز دور نبيلة زوجة هاشم آغا (غسان مسعود)، قائمقام دمشق في تلك الفترة.

هناك المزيد من التفاصيل في كواليس "بواب الريح"، ولكن تجنّباً لاستباحتها كلّها، سننتظر ريثما يحين موعد العرض في رمضان 2014.