2014/04/13

محمود عبد الواحد
محمود عبد الواحد

 

فؤاد مسعد – الثورة

 

 

بمناسبة مرور خمسين عاماً على تأسيس المؤسسة العامة للسينما انتهت عملية التصوير الخاصة بفيلم (اليوبيل الذهبي للمؤسسة العامة للسينما) الذي يرصد تاريخها منذ التأسيس ولغاية اليوم، مرورا بمراحل التطور التقني والفني والسينمائي

بمختلف أشكاله، وتسليط الضوء على أهم الرواد الذين ساهموا بشكل فعال في وضع اللبنات الاولى لها، الفيلم سيناريو واخراج محمود عبد الواحد الذي يقول عن الفيلم:‏‏

نعمل على صنع فيلم تسجيلي مكرس لمناسبة مرور خمسين سنة على إحداث المؤسسة العامة للسينما، يستعرض تاريخ هذه المؤسسة منذ ولادتها وحتى وقتنا الراهن، عبر أربعة محاور(الإنتاج السينمائي الطويل والقصير، القاعدة التقنية للمؤسسة، مهرجان دمشق السينمائي، والمطبوعات التي تصدرها المؤسسة)، مع إعطاء نبذة سريعة عن الوضع السينمائي في سورية في المراحل التي سبقت ولادتها، فمن المعروف أن أول فيلم سينمائي سوري هو (المتهم البريء) 1928، تبعه فيلم (تحت سماء دمشق) 1931، ولكن مسيرتها اللاحقة ظلت متعثرة بسبب غياب الخبرة والتمويل اللازمين لمثل هذه الصناعة الفتية والطارئة على المشهد السوري. وسنتحدث في الفيلم عن الفترة التي سبقت إحداث المؤسسة في وزارة الثقافة، وذلك عندما أنشئت في الوزارة دائرة صغيرة للإنتاج والتصوير السينمائي. وقد أنتجت عدة أفلام وثائقية أخرجها الخبير اليوغسلافي بوشكو فوتشينيتش والمصور اليوغسلافي أيضا توميسلاف بينتر. كما أخرج المخرج صلاح دهني عدة أفلام قصيرة.‏‏

الإنتاج السينمائي‏‏

حول المحور الأول الذي يتناول (الإنتاج السينمائي) يوضح الكاتب والمخرج محمود عبد الواحد أن المؤسسة أنتجت في السنوات السبع الأولى من نشاطها عددا من الأفلام القصيرة التي غطت مختلف مناحي الحياة في سورية. وفيلماً روائياً طويلاً (سائق الشاحنة) كتب قصته المحامي نجاة قصاب حسن وأخرجه بوشكو فوتشينيتش، وصوره مدير التصوير جورج لطفي الخوري.‏‏

ويتابع حديثه قائلاً: سنولي أهمية خاصة في الفيلم للمرحلة الممتدة ما بين عامي 1963- 1975، لأنها مرحلة التأسيس، التأسيس الفني والفكري والتقني. فعلى الصعيد التقني استكملت المؤسسة الأدوات والتقنيات الضرورية كي تعتمد على نفسها، وقد تمت هذه العملية تحديدا حتى عام 1970، باستثناء وحدة التحميض والطباعة الملونة التي استكملت وبدأت عملها عام 1975. كذلك تم وضع حجر الأساس للمدينة السينمائية.‏‏

وفكريا وفنيا لأنه في هذه المرحلة ستتحدد طائفة المواضيع التي ستعالجها السينما السورية (القضية الفلسطينية وانعكاسات الصراع العربي - الإسرائيلي على النواحي الحياتية والروحية للمواطن السوري. إضافة إلى الصراع الاجتماعي المحتدم بين من يملكون ومن لا يملكون وبين قوى الماضي وقوى المستقبل). كما تجلت هذه المرحلة بانفتاح السينما السورية على خيرة ممثلي السينما العربية الجادة وتعاونها معهم، وأبرزهم المخرج المصري توفيق صالح، والمخرج العراقي قيس الزبيدي، والمخرج اللبناني برهان علوية. كذلك سيتطرق الفيلم إلى المرحلة الجديدة التي عرفتها الثمانينيات وتمثلت بالسينمائيين الشبان الذين بدأوا يضخون دماء جديدة في السينما السورية (سمير ذكرى، عبد اللطيف عبد الحميد، ريمون بطرس، غسان شميط وغيرهم). ومع بداية الألفية الثالثة أيضا بدأ يفد دم جديد إلى المؤسسة والسينما السورية عموما متمثلا في المخرجين باسل الخطيب وجود سعيد ومحمد عبد العزيز.‏‏

القاعدة التقنية‏‏

أما المحور الثاني (القاعدة التقنية للمؤسسة) فيقول حوله: كان وضع حجر الأساس للمدينة السينمائية خطوة هامة للغاية على طريق النهوض بالصناعة السينمائية في سورية. فقد أتاحت هذه الخطوة توفير كل المستلزمات الضرورية من أجل صناعة الفيلم بالكامل بأيد سورية. وكذلك وفر التحديث المستمر لتجهيزات ومعدات المؤسسة أن تظل السينما السورية على اتصال بآخر إنجازات التقنية السينمائية. وبدءا من عام 2000 دخلت المؤسسة العامة للسينما مرحلة جديدة عنوانها التحديث الشامل لمختلف معداتها ووسائل عملها، فتم استقدام آلات طبع وإظهار سالب وموجب جديدة، وجرت عملية تطوير شاملة لقسمي الصوت والمونتاج، وفي عام 2006 تم تصوير أول فيلم روائي طويلة بكاميرا ديجيتال فائقة الجودة مما يبشر بأيام تصوير أقل ونفقات أقل ومرونة عالية في العمل. سيستعرض الفيلم مختلف جوانب عملية التحديث هذه.‏‏

مهرجان دمشق السينمائي‏‏

المحور الثالث خصص للحديث عن (مهرجان دمشق السينمائي) حيث يشير أنه في عام 1979 عقدت الدورة الأولى منه الذي ومنذ تأسيسه وضع لنفسه مهمة خلق علاقة متجددة مشتركة بين السينما والسينمائيين من جهة، والجمهور من جهة أخرى، وبناء جسور ثقافية وفكرية بين السينمائيين العرب بشكل خاص، وبينهم وبين السينمائيين في بلدان العالم كافة، وتنفيذ مهمات ثقافية وفنية وتربوية والاسهام في نشر الثقافة السينمائية. وقد تحوّل في دورته الثانية عشرة عام 2001 من مهرجان إقليمي مخصص لآسيا وأمريكا اللاتينية والبلدان العربية إلى مهرجان دولي يشرع أبوابه أمام مختلف دول العالم. وتحول في عام 2007 إلى مهرجان يقام سنويا بدلا من كل سنتين.‏‏

الدوريات والمطبوعات‏‏

وللدوريات والمطبوعات السينمائية حصة في الفيلم فقد خصص المحور الرابع للحديث عنها، حيث يوضح الأستاذ محمود عبد الواحد أنه في عام 1978 صدر العدد الأول من المجلة الفصلية (الحياة السينمائية) التي تصدر عن وزارة الثقافة، والتي تكاد تكون المجلة الأكاديمية الوحيدة المتخصصة في فن السينما على امتداد العالم العربي. كما تصدر المؤسسة العامة للسينما، في إطار إصدارات وزارة الثقافة، سلسلة دورية من الكتب تحت عنوان (الفن السابع).. وانتهى للقول: يستضيف الفيلم عدة شخصيات سينمائية للحديث عن مختلف جوانب المسيرة السينمائية السورية، وسيكون لنا وقفة خاصة كذلك مع جيل جديد من الهواة يحاول أن يفصح عن نفسه عبر المشروع الذي تقيمه المؤسسة: مشروع دعم سينما الشباب.‏‏