2014/05/02

الناقد الفني المصري طارق الشناوي
الناقد الفني المصري طارق الشناوي

 

 

أمنية حسن – 5الحواس

 

 

ازدهار واضح، وحضور مميز، شهدته الدراما بشكل عام خلال السنوات الأخيرة، خاصة مع دخول جيل جديد من الشباب، أشعل الحماسة من جديد في مغامرات درامية، سواء من ناحية الشكل أو المضمون.. هكذا يقول الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«البيان»، مشيراً إلى خفوت بريق كثير من النجوم، سواء ممثلين أو مخرجين، ويرجع ذلك في نظره؛ بسبب الطفرة التي تشهدها الدراما والفن بشكل عام، عبر ظهور فكر جديد مختلف، وأسماء شبابية ذات رؤية جديدة، كما حدث العام الماضي، منهم على سبيل المثال محمد ياسين مخرج مسلسل «موجه حارة»، وتامر حسن مخرج مسلسل «بدون ذكر أسماء»، وكاملة أبو ذكري، ومريم نعوم في مسلسل «ذات»، كل هؤلاء وغيرهم كان لهم رؤية خاصة، نقلت المشاهد الرمضاني لمستوى جديد من المشاهدة لم يعتد عليه.

خارج المعادلة

وأوضح الشناوي، أن المعادلة أصبحت مختلفة عن ذي قبل، فالجيل القديم أصبح خارج تلك المعادلة، خاصة مع محاولاتهم للحفاظ على استمرارية الشكل النمطي المأخوذ عن السينما، وهو فكرة وجود نجم تُرسَم ملامح عمل ملائمة له، وهو الأسلوب الذي لم يعد محبباً لدى المشاهد.

وأوضح الناقد الفني، أن هذا الأمر لا ينتقص من قدر النجوم الكبار، خاصة مع تعاون بعضهم مع المبدعين الجدد، مثل محمود حميدة في مسلسل «باب الخروج»، مع المخرجة غادة سليم، التي قدمت من قبل مع الفنانة يسرا مسلسل «خاص جدا»، كما قدم يحيى الفخراني مع شادي الفخراني مسلسل «الخواجة عبد القادر»، وكان له نصيب وافر من النجاح، وفي طريقه لتعاون ثان بمسلسله «دهشة».

دراما رمضان

وحول «دراما رمضان»، استنكر الشناوي ظاهرة تكثيف كل الأعمال في شهر واحد، وهي فترة لا تكفي لظهور كل الأعمال، كما أنه يُمثل زخماً، وتكون الفرصة صعبة، سواء للمبدعين أو الجمهور، وبالتالي أكد أن إهدار النفقات على تلك المسلسلات في شهر واحد يعد إهداراً للمال العام، بحسب وصفه.

وعن ظاهرة الأعمال الأدبية التي يتم تجسيدها في رمضان المقبل، التي اجتاحت الدراما الرمضانية خلال السنوات الأخيرة، قال: إن العمل الإبداعي الناجح سواء كان روائياً أو مسرحياً ليس بالضرورة أن يكون عملاً فنياً ناجحاً ومميزاً، ومسألة الإخلاص للعمل الأدبي كنص أصلي، لم تعد في جميع الأحيان ذا فائدة.

أعمال عديدة

وفسر ذلك بأن هناك العديد من الأعمال الأدبية التي تم تحويلها للتلفزيون أو السينما، وكانت مخلصة بشكل كامل للنص الأدبي، ولم تحظ بنجاح كبير، ومنها «ثلاثية نجيب محفوظ» التي قدمت للتلفزيون في ثمانينيات القرن الماضي بطولة محمود مرسي، كذلك مسلسلات مثل «رد قلبي» وغيرها، فالعمل الأدبي بنجاحه لا يضمن للدراما النجاح نفسه، بل يمكن أن يكون هو سبب فشله، إن لم يكن على قدر نجاح العمل الأدبي.

وأشار إلى أنه لا توجد قاعدة للنجاح، فالتصاق الدراما وإخلاصها للنص الأدبي لا يُمثل بالضرورة نجاح العمل، فالمقياس في النهاية هو جودة العمل، وتأثيره لدى الجمهور، خاصة أن تحويل الأعمال الأدبية لها أصول ومعايير.

نجاحات

عن وضع الدراما المصرية في خريطة الدراما العربية، قال طارق الشناوي: الجيل الجديد يتقدم بقوة؛ لإعادة مكانة مصر من جديد على الساحة الدرامية، بعد إخفاق سنوات عديدة وإهمال من جانب الفنانين المصريين، وانتصارات متلاحقة للمبدعين العرب.

 وتابع:النجاح ليس حكراً على أحد، ولكن عودة أسماء مصرية على الخريطة الدرامية بالسنوات السابقة، يُعد خطوة مهمة في استعادة مجد مصر الفني، وفي النهاية الدراما المصرية جزء من الدراما العربية، والنجاح مشترك.