2014/06/02

أيمن رضا في شخصية عادل في مسلسل حقائب
أيمن رضا في شخصية عادل في مسلسل حقائب

 

سامر محمد إسماعيل – تشرين

 

 

بدأ أيمن رضا مشروعه في الكوميديا السورية مطلع تسعينيات القرن الفائت مع كل من هشام شربتجي وباسم ياخور مع سلسلة «عيلة خمس نجوم» وانتهى وقتذاك بإغلاق شركة «الشام الدولية»- 1998؛ وها هو النجم السوري يخوض تجربة خاصة مع الليث حجو في مسلسله الجديد ««حقائب- ضبوا الشناتي» بعد اعتذاره عن العمل معه في مسلسله «خربة» لكن رضا يرفض أن يطلق على مسلسل «حقائب» صفة الكوميديا: «دعنا نقول إنه عمل اجتماعي، كونه يعتمد على كوميديا الموقف أكثر من اعتماده على كوميديا الكاركترات، لا أريد أن نقول إننا نصنع كوميديا ومن ثم يفاجأ الجمهور بأن المسلسل ليس كوميدياً بحتاً».

 

يقوم «رضا» بأداء شخصية «عادل» الابن الأكبر في أسرة «خليل- بسام كوسا» والمهندس الموظف. دفاعه عن الدولة ومؤسساتها يجعله في نظر الآخرين مقرباً من ذوي النفوذ،  وهو الابن الأكبر لرب الأسرة «خليل-بسام كوسا» فلا يخفي صاحب شخصية «أبو ليلى» إعجابه بنص «حقائب» الذي كتبه ممدوح حمادة: «وافقت على أداء شخصية عادل كونها شخصية بسيطة تستوجب مشاركة الممثل في صياغتها، ناهيك بأن الممثلين المشاركين في المسلسل لم يُفرضوا فرضاً على العمل، بل هم توليفة جيدة ومناسبة لإدارة اللعب وصناعة المفارقة مثل بسام كوسا وجمال العلي وجريس جبارة وفايز قزق وندين تحسين بك وضحى الدبس، وهي التجربة الثانية لي مع الليث حجو بعد عملي معه في مسلسل (الانتظار) وذلك بعد اعتذاري له عن عملين هما (فنجان الدم) و( خربة) وفي هذا الأخير انسحبت منه لكوني لم ألتقط روح اللهجة، فالممثل الكوميدي يجب أن تكون لديه دراية كبيرة بالبيئة وباللهجة وتفاصيل حركة الكاركترات.. ويوضح النجم السوري من أصل عراقي: يقولون عني إنني خزانة كاركترات لكن هذا ليس توصيفاً دقيقاً؛ في الواقع أنا لم أنفصل عن الواقع وعن الناس، ومازلتُ أعيش بينهم وأستمع لقصصهم وشجونهم اليومية من خلال عيشي في حارة مئذنة الشحم في حي مدحت باشا في مدينة دمشق القديمة، وهذا ما وفر لي مخزوناً هائلاً من الأنماط البشرية التي ألتقطها يومياً من تفاصيل حياتي الشخصية، ومن احتكاكي اليومي بأهل حارتي الذين أحبهم وأعيش بينهم منذ سنوات طويلة».

وعن شكل الشخصية التي يقوم بأدائها يحدثنا رضا» الشخصية التي أقوم بها هي من الشخصيات التي أكرهها إذا ما صادفتها في الحياة اليومية، لكنني بحثتُ عن تفاصيل هذه الشخصية التي تبدو لي هندسياً أنها شكلها مربع ويصبغ شعره، وهي شخصية تشبه كثيراً المثل الشامي القائل: (على فشتو وعلى بشتو زبال وشاكل وردة) ولذلك استفدت في أدائي لشخصية (عادل) من كاركترات عديدة رأيتها وحايثتها في الواقع؛ لكنها في المسلسل ستكون أقرب إلى شخصية مذيع معروف على شاشة التلفزيون السوري!.

يعد خريج قسم التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق- 1984 أن ما تشهده سورية في المرحلة الحالية هو بسبب غياب استراتيجية واضحة لدينا كسوريين، وهذا ما واجهته في الجزء الثاني من مسلسل (بقعة ضوء) حين تعرضتُ لهجوم حاد عندما طرحتُ فكرة تعدد المخرجين لهذا العمل الكوميدي؛ لكون كل لوحة لها عالمها الخاص واللوحات ليست لها وحدة أسلوب، مع أن الشركات المنتجة تتبنى آراء ممثلين بعينهم لكونهم يتبعون لها وفق شبكة علاقات عامة يتقنون صناعتها عبر الإعلام والصحافة والمتنفذين... هم يريدون منذ زمن بعيد أن يحسبوني على شلة فنية مثل شلة الفنان أيمن زيدان؛ لكنني لم أكن يوماً ممثلاً في شلة، كنتُ أريد أن أعمل وأن أقدم شخصيات مختلفة ومغايرة في الكوميديا الاجتماعية

لا شراكة في الوسط الفني يمكن أن تحققها كفنان؛ لكونك تتعامل في النهاية مع مشاعر وأحاسيس، لا مع قوائم وأرقام- يقول رضا: كان طموحي دائماً أن أشتغل فناً، بينما كان البعض يسعى بأسنانه إلى أن يقيم علاقات مع المسؤولين، فأنا ليس لدي استعداد لتقديم الهدايا والتدليس لأحد؛ أعترف اليوم أن لساني وصراحتي وعدم سماحي لأحد أن يدوس على كرامتي الشخصية هي أسباب جوهرية في إبعادي في كثير من الأوقات» لكن كان لديك مؤخراً شراكة فنية مع الفنان سامر المصري ماذا حدث لها؟ يأخذ رضا مجة من سيجارته وفنجان قهوته ويبتسم قائلاً: في الدراما السورية من النادر جداً أن يكون لممثل أقل من أربعين مشهداً ويقضي على بطل المسلسل، وهذا ما لم يناسب سامر المصري الذي عملت معه من باب الزمالة في مشروع  (أبوجانتي- ملك التاكسي) الذي قام بإنتاجه مقابل نصف أجر تلقيته منه؛ وهذا ما حدث معي أنا وأحمد الأحمد وأندريه سكاف عندما تقدمنا بقوة إلى واجهة المسلسل؛ مشكلة حقيقية بالنسبة للبعض أن يكون لديك دراجة هوائية وتسبق أصحاب السيارات الفارهة.

وعن الكوميديا السورية يقول رضا: الكوميديا السورية لم تنته، لكن شركات الإنتاج مازالت تعامل الأعمال الكوميدية وفق فهم سافل وسخيف، ومعد للتصدير إلى الخارج؛ فأعمال مثل  صبايا؛ بناتي حياتي؛ وباب الحارة هي أعمال ليست لنا بل هي مشاريع قمنا بتنفيذها حسبما يريده الخارج منا،  وهذا في رأيي خطأ يقع على كاهل وزارة الإعلام فمثل هذه الأعمال ولاسيما أعمال البيئة الشامية هي سبب جوهري لما وصلنا إليه اليوم كسوريين؛ وأعترف بأن شخصية (أبو عرب) التي قمتُ بأدائها في الجزء الثالث من (باب الحارة) كانت شخصية سخيفة وفشلت  بسبب عدم السماح لي من قبل المخرج بتطويرها لكنني كنتُ مضطراً لأدائها للظهور على إم بي سي، الشاشة الأكثر هيمنة في المحطات العربية؛ والدليل على كلامي أن شخصية مثل ( أبو عصام) ماتت منذ الجزء الثاني، هاهم يعيدونها إلى الحياة!

وعن الأعمال التي يؤديها هذا الموسم قال رضا: شاركتُ في أكثر من عمل منها الجزء العاشر من بقعة ضوء، ومسلسل «زنود الست» ومسلسل نساء من هذا الزمن مع المخرج أحمد إبراهيم أحمد الذي أشارك معه في مسلسله القادم «عناية مشددة».