2014/09/25

خاص بوسطة

عقدت المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي؛ ورشة عمل بعنوان "مستقبل الدراما السورية الاستحقاقات والاحتياجات" الأربعاء 24 أيلول/سبتمبر 2014 وتستمر الورشة التي ترعاها وزارة الإعلام ليومين في فندق شيراتون دمشق.

العديد من وسائل الإعلام غطت الملتقى الذي امتد لثلاث جلسات خصصت كل منها لمناقشة محور من محاور الورشة التي استمرت لسبع ساعات تخللتها استراحتان بين بين الجلسات.

وافتتحت السيدة ديانا جبور الورشة بعبارة "ما استدعى قيام هذه الورشة أن الدراما السورية ليست بخير" ولخصت الخطوط العامة للملتقى بالتأكيد على وجود آليات لتطبيق المقترحات التي ستخرج بها الورشة ضمن فترات زمنية مع حث الجميع على إبداء الآراء بشفافية وصراحة.

بدأ بعدها نقاش المحور الأول الذي كان بعنوان : "العقبات التي اعترضت الدراما السوريّة، وأعاقت تقدّمها وتكاملها" وأدار النقاش الصحفي سامر محمد اسماعيل

بدأ الحديث خلاله الكاتب حسن م يوسف عن العقبات التي أجملها بـ : ضعف القدرة المالية للمنتجين والاتكاء على ممولين خارجيين يفرضن رغباتهم على مختلف مراحل العملية الإنتاجية، بدءاً من النص ما أسهم ويسهم في تشويه هوية المنتج الدرامي السوري.

وتسيب عملية الإنتاج في الدراما وعدم وجود ضوابط، ونظام داخلي للدراما يضمن نقاء هويتها.

تكلم بعده الفنان زهير رمضان الذي انتقد بشدة دخول الرساميل العربية للاستثمار في الدراما السورية وحملها مسئولية الانحدار الذي بدأت تنحوه في السنوات الماضية وأشار إلى وجود شركات إنتاج في سوريا تلعب دور "المنتج المنفذ" لشركات خليجية.

ونبه إلى وجود دراما تطلق على نفسها اسم "دراما وطنية لمجرد بقائها في البلد اليوم"

كما أضاف بالنسبة للعقبات التي تواجه الدراما السورية "ذهنية الفرد وعدم التنسيق والموائمة بين المؤسسات المعنية بهذا المنتج في سوريا، إضافة إلى قرار المحطات الخليجية باتخاذ قرار بمقاطعة المسلسلات السورية، مما ساهم بتغير نوعية المواضيع المقدمة في الدراما ودخول مواضيع الجنس والخيانة وسفاح القربى".

وفتح بعدها المجال للتعقيبات على هذا المحور من قبل الحاضرين علق خلالها المخرج زياد الريس على ابتعاد الدراما السورية عن الشارع السوري منتقداً عدم التأسيس لمدرسة حقيقية تحمل جذور مع وجود قرار حكومي صارم.

أما الكاتب عثمان جحا فركز على موضوع الرقابة التي تعمل مقصها في نصوص الكتاب، مستغرباً "كيف لرقيب جاهل أن يقيم نتاج كاتب" واقترح استبدال الرقابة الموجودة حالياً برقابة أكثر خبرة. وتخفيض أجور النجوم الكبار ليتسنى لباقي الفنانين العمل بشكل يليق بهم.

المخرج فردوس أتاسي لخص عوامل نجاح العمل الدرامي بـ "نص جيد قوي يطرح فكرة جريئة تهم أكبر شريحة من الناس، أو تفسر التاريخ تفسيراً جديداً وثانياً المخرج الموهوب، والفنان المناسب بعيداً عن المحسوبيات والصداقة بالإضافة إلى شركة الإنتاج التي تمول احتياجات العمل"

فنان الشعب رفيق سبيعي شكر جميع من يعمل لخدمة الفن الدرامي في الوطن عبر عن فرحه بما أدركته الدراما السورية في الأعوام الماضية حين وصلت إلى جميع الشاشات العربية محققة آمال الرواد الأوائل الذين أسسوا لها وأعتبر أن ماتعانيه الدراما اليوم يعود إلى مسببات أهمها وجود أشخاص في مناصب وصلو إليها عن طريق المحسوبيات والواسطة، كما أن سيطرة الجهل على مختلف مقومات العمل كان لها دور في هذا التراجع.

 

وبعد استراحة نصف ساعة بدأ نقاش المحور الثاني الذي تعرض لـ"السلبيات التي وسمت المنتج الدرامي خلال الفترة الماضية"

وتولى إدارة النقاش في هذا المحور الكاتبة ديانا فارس

افتتح الحديث حول المحور الفنانمصطفى الخاني الذي بدأ كلامه بالتنويه إلى خطوات سابقة للورشة لم تصل إلى حيز التنفيذ وأجمل السلبيات بـ "صورة المجتمع السوري المقدمة من خلال الدراما التي قدمت نماذجاً شاذة لا يمكن تعميمها" واضاف " الرقابة تتعامل بمزاجية وليس بفكر مؤسساتي وهذا ما لا يخدم الدراما السورية" وضرب أمثلة على ذلك بـ"أعمال تم الموافقة على نصوصها ومن ثم تم رفضها بعد تصويرها"

ورأى أن مؤسسة الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني استطاعت خلال الأزمة استطاعت الحفاظ على استمرار الدراما السورية لكنها ــ ضمن ما لجيها من صعوبات ــ لم تتمكن من تقديم عمل جماهيري وختم بالإشارة إلى خطورة الأعمال ذات الإنتاجات المشتركة على هوية الدراما السورية

أما الفنان عارف الطويل فانتقد بشدة القيم والأفكارالمقدمة من خلال بعض الأعمال والرسائل السياسية التي تمررها هذه الأعمال. بالإضافة إلى ابتعاد الدراما السورية عن استخدام التقنيات الحديثة في الإنتاج التلفزيوني.

الناقد السينمائي والدرامي خليل صويلح قدم ملخصاً عن أهم ما واجهته الدراما السورية في الأعوام الماضية وبدأ "كنا نصدر بضاعة بلا هوية وفقاً لمتطلبات السوق الخليجية، وذلك بعد اقتحام الهواة العاطلين عن العمل لباب الدراما المفتوح على مصراعيه"، وأضاف "تفتت الهوية الدرامية على مراحل بداية بإعادة الاعتبار للأعمال البدوية ثم أتت موجة الفانتازيا التاريخية التي عملت على إقصاء التاريخ والجغرافيا معاً، ثم جاءت موجة البيئة الشامية التي أعادت إنتاج التخلف ممزوجاً بعسل الحنين نساء مجللات بالسواد ورجال بشوارب مفتولة وبقي التاريخ الوطني بأيدي القهوجي والحلاق وقطاع الطرق" وأكمل : "ما أن اكتفى صاحب رأس المال الوافد من الغنج الشامي القديم حتى التفت إلى الغنج المعاصر فأمر بخلع العباءة وما تحتها ليفتتح المشهد هذه المرة بأعمال من طراز صبايا" وأردف : " دون أن ننسى دراما العشوائيات تلك التي فتحت المجال للفرجة على ناس منكوبين دون أن تشير بعمق على أسباب ذلك" أما الحل برأي الناقد صويلح فهو "وجود رأس مال وطني نظيف وإبعاد الهواة والتجار" وختم "بإمكاننا أن نحول الدراما إلى صناعة ثقيلة لماذا نكتفي بوصفها كمجرد بسطة"

 

المحور الثالث : الرسائل والقيم التي يفترض، ويمكن للدراما السوريّة أن ترّوج لها.

وأدار النقاش في هذا المحور الفنان سعد مينة

أول المتحدثين كان السيد فادي عبد النور الذي ألقى كلمة المخرج نجدة اسماعيل أنزور. أكد أنزور فيها على أن "الدراما الوطنية هي التي تلتزم بالقضايا الوطنية والتقدم الاجتماعي والعدالة الإنسانية في سياق فني راقي وأوضح "إن معركتنا سياسية بشكل سافر أعداؤنا يستهدفون نسف البنى الوطنية عبر تمزيق النسيج الوطني والديني والثقافي لذلك لا يمكننا الهروب من المآل السياسي للدراما دون السقوط في الفجاجة والمباشرة والشعاراتية ولا بالسكوت على الفساد والمفسدين وتجار الأزمة والأغبياء والحمقى واللاعبين بالمصير العام" وختم بالتأكيد على ضرورة تمثل الدراما لـ" بطولات وآلام جنود وأطفال وأمهات سوريا"

 

الفنانة شكران مرتجى قالت بأن المأمول من الدراما هو "عدم التعصب لأي فكرة أو انتماء محدود غير واسع الأفق، والانتباه إلى انهيار النظم الأخلاقية والاجتماعية وظهورها على السطح بشكل فاضح، وضرورة أن تتضمن الأعمال الفائدة والمتعة التي ينتظرها المشاهد بعيداً عن التحول إلى أعمال استهلاكية تجارية وفقدان الخصوصية".

واختتمت الجلسة بعد مشاركة الكثير من الحضور بالآراء والمقترحات حول محور الجلسة ومواضيع أخرى تركت لجلسة المقترحات.

أما السيدة ديانا جبور فاعتبرت في تصريح لـ "بوسطة" أن أهم ما أنجزته الورشة في اليوم الأول أنها "جمعت صناع الدراما في مكان واحد وتوصلت إلى توافقات حول ضرورة وأهمية نهضة الدراما السورية التي لا يمكن إنقاذها إذا لم يحضر أصحاب الشأن ليتباحثوا في ذلك في هذا الإطار أقول أن الورشة كانت موفقة في اليوم الأول".

وستناقش الورشة في اليوم الثاني (الخميس 25 أيلول /سبتمبر) الاقتراحات الكفيلة بدعم الدراما السورّية.