2015/07/16

بسام كوسا في مشهد من العمل
بسام كوسا في مشهد من العمل

السفير - نينار الخطيب

في موسمه الثالث، يتابع «صرخة روح» ما بدأه قبل عامين من تناول لقضايا يعتبرها «شائكة» تتعلق بالعلاقات الزوجية والعاطفية، وما يتخللها من إشكاليات و «خيانات» يعتقد صناع المسلسل أنهم «يعالجونها». المسلسل مؤلّف من خماسيّات عدة، تتناول كلّ واحدة منها قصة بأبطال وشخصيّات مختلفة، امتاز هذا الموسم بفجاجة الطرح، لتتلخّص كلّ أطروحته بكاميرا تدور حول سرير.
في خماسيته الأولى بعنوان «الخلخال» تأليف ناديا الأحمر وإخراج إياد نحاس، من بطولة جيني إسبر، ومديحة كنيفاتي ، ويزن السيد، وخالد القيش ، تناول قصة مصور اعتاد على خيانة زوجته وإقامة علاقات عدة، أبرزها علاقة مع الصديقة الوحيدة لزوجته اليتيمة. تدخل حياته امرأة متزوّجة ومعنّفة، لينتهي به الأمر مخصياً ومقاداً إلى السجن مع الزوجة الخائنة. في وقت تتعرض فيه عشيقته السابقة، أي صديقة زوجته، للاغتصاب... دراما تشبه أسوأ أفلام بوليوود، ضمن حبكة ممطوطة بمشاهد لا معنى لها، سعياً لتحويل فكرة لا تحتمل سوى حلقة واحدة إلى خماسية.
في الخماسية الثانية بعنوان «عاشقة الورد»، وهي أيضاً من تأليف الأحمر وإخراج نحاس، ومن بطولة عبد المنعم عمايري ومديحة كنيفاتي وآخرين، يعتمد العمل أيضاً نمط الإطالة، عن طريق عرض الكثير من المشاهد المجانية في الملاهي الليلة، أو تخيلات الزوج (عمايري) لزوجته تارة ولعشيقته تارة أخرى على السرير، قبل أن ينتهي المطاف بالزوج مجنوناً، وتنتهي الخماسية أيضاً بجريمة قتل.

في حين تم اقتباس الخماسية الثالثة عن فيلم «عرض غير لائق»، الفيلم ذاته الذي اقتبس عنه مسلسل تشيللو، ويلعب بسام كوسا دور المليونير في الخماسية التي كتبتها هبة نوفل وأخرجها مروان بركات.
بالرغم من تعدد المخرجين (مروان بركات، إياد نحاس، تامر اسحاق، وائل أبو شعر)، لا تختلف أجواء الخماسيات، ولا يظهر أي اختلاف حقيقي بين خماسية وأخرى. تصر كل خماسية على الدوران في فلك السرير ومشاهد الملاهي الليلية، من دون أية مبررات درامية أو فنية، ما يحول معالجة قضايا حساسة وإنسانية إلى ما يشبه الأفلام الإباحية في الثمانينيات والتسعينيات.
تعرّف الشركة المنتجة للعمل «غولدن لاين» عنه بأنّه «دراما اجتماعية سورية تحاكي شخصيّات وأبطال يعيشون بيننا، نتفاعل معهم، نبكي لألمهم، نكره خيانتهم، نتفهم حاجتهم، نحكم عليهم، وقد نشفق على دموعهم، وبالنهاية سيبقون أناس من مجتمعنا، وقد يشبهوننا ولنا حق الرأي بهم، لتبقى العبرة الأهم لنا جميعاً، إنها الخيانة، الخط الأحمر، لا تقتربوه».

يظهر في تعريف العمل، أنّ هناك عدم وضوح في الرؤيا، بين الدعوة إلى «التفّهم»، والتحذير من «الخيانة». كما أنّه يبدو كمحاولة اقتراب من أحد أضلاع المحرمات الاجتماعية (الجنس)، في حين أنّه لا يكسر أيّ حاجز، بل يقارب القضايا عن السطح، ليظهر كفيديو كليب طويل مصوّر فوق سرير.
بعض النشطين السوريين هدّدوا برفع دعوى قضائية على صنّاع «صرخة روح» باعتباره «يهين المرأة السورية ويشوّه المجتمع السوري بقصص وعلاقات وهمية هدفها جذب المشاهدين». لكنّ أحداً لم يكن ليعير انتباهاً لتلك الاتهامات، لو أنّ طريقة معالجة القصص كانت أكثر نضوجاً، وجعلت من «محاولة» تحطيم المحرّمات لعبة مبتذلة.