2015/11/03

غادة بشور
غادة بشور

السفير - سوسن سلمان

شهدت الأيام الماضية، محاولات من نجوم الدراما السورية للظهور في مجال التقديم من خلال برامج اجتماعية تلامس هموم المواطنين ووجعهم، بقالب لا يخلو من الدراما. هكذا، كان التلفزيون حصة الممثلة غادة بشور، والإذاعة حصّة الممثل أندرية سكاف، في حين استعان الممثل أيمن رضا بجواله ليسجل أفلاماً قصيرة، بقالب كوميدي أساسه الأزمة السورية.

ما يجمع بين التجارب الثلاث، أنّها تعتمد نمطاً تفاعلياً، وتعطي مساحة كلام للمشاهدين أو المستمعين أو المارّة في الشارع للحديث بحريّة وتلقائيّة.

يقول رضا لـ «السفير»، إنه مسجّل في دوائر الدولة كعراقي، لكن أحداً لا ينافسه على دمشقيته. ويضيف: «ما أقوم به من تصوير أفلام في الشارع أطلقت عليه لقب الدراما الحديثة، وهدفي السخرية من المحللين السياسيين بالقول إنّ مَن ألتقي بهم خلال التصوير أفهم منكم». ويشير إلى أن الأمور في البداية كانت صعبة، «الناس ظنت أني أسخر منها ولكن الخوف الأكبر كان أن تنهزّ صورتي الفنية بهذه الفكرة. بدأت تصوير أفلامي منذ ثلاث سنوات وحتى اليوم عندما أتأخّر عن موعد نشر الفيلم يبدأ السؤال: وين غايب؟».

يصنّف رضا كأحد أكثر نجوم الدراما السوريّة تواصلاً مع الجمهور، ويحظى بشعبيّة كبيرة على مواقع التواصل، إذ إنّه ينشر الأفلام التي يصوّرها على صفحة «فايسبوك» الخاصة به حيث تحظى بإعجاب الآلاف.

من جانبها، قدّمت الممثلة غادة بشور برامج تلفزيونيّة عدّة، منها برنامج «حكي نسوان» على محطّة «هنا بغداد»، و «يخت النجوم» على قناة «السومريّة». تقول إنها لم تفكر يوماً بتقديم البرامج لأن التقديم له خصوصية، وتضيف: «الله يكون بعون المذيعات». تجربتها الأولى في سوريا كانت على قناة «سوريا دراما»، ضمن برنامج «استراحة مع غادة»، حيث اعتمد البرنامج على ضيوف من الفنانين، والحديث معهم عن المهنة التي عمل بها الفنان قبل دخوله عالم الفن.

وتقول بشور لـ «السفير» إن إيقاع البرنامج، منذ الحلقات الأولى، «بين كادر العمل من جهة وردّة فعل المشاهدين من جهة أخرى، بالإضافة إلى تشجيع الزملاء الفنانين لمتابعة تقديم البرنامج كان أمراً جميلاً ومشجعاً على الاستمرار».

في مرحلة لاحقة، تقول بشور، «أصبح البرنامج أوسع على المستوى الشعبي، إذ انتقلت الكاميرا إلى المواطنين في الشارع، من أجل الحديث عن مشاكلهم وهمومهم بعفوية وبساطة». وتتابع: «بعض الناس عندما يشاهدون الفنان في الشارع يتهافتون عليه ويُسارعون للكلام معه، حتى مشكلة الظهور أمام الكاميرا تتلاشى، فأخذ البرنامج طابع الدردشة».

بشور، المنشغلة حالياً بتصوير مسلسل «سليم وحريمو»، تؤكد أن تجربة التقديم جميلة، رغم الانتقادات التي وجّهت إليها، «فليس المطلوب مني الجدية فأنا لست مذيعة ولن أكون وسأعيد الكرة بالبرنامج نفسه قريباً».

«علماً لا نريد به الإفادة يكون مفيداً لمن يريد أن يستفيد»، بهذه العبارة الجدلية والإشكالية، يبدأ الممثل السوري أندريه سكاف برنامجه عبر إذاعة «فيوز أف أم». يحمل البرنامج اسم «والله لنكيِّف» وبدأ سكاف تقديمه في رمضان الماضي. يقول سكاف لـ «السفير» إنه صاحب فكرة البرنامج، وعمل على تسويقها عبر أكثر من إذاعة. ويلفت إلى أن هدفه كان التقرّب من الناس والتواصل معهم، من خلال قضايا تلامس يومياتهم وهمومهم، لكن بطريقة كوميدية بسيطة. ويضيف: «أنا أصنّف هذا البرنامج من نوع تدوير الكلام، هامش الحرية في العمل الإذاعي أوسع مما هو عليه في التلفزيون».

بالنسبة إلى سكاف، من الصعب جداً ابتكار فكرة جديدة وعرضها على المستمع للمرّة الأولى، ومن ثم إقناعه بها وجعله يتقبّلها بكل رحابة صدر، إلا أنه يؤكد أن الجمهور تفاعل معه بشكل جيد. «هنا لست ممثلاً أمام الكاميرا بل مقدم خلف مذياع، وعليّ نقل الفكرة إلى المستمعين بصوتي». يأخذ سكاف استراحة قصيرة من تقديم البرنامج لتصوير بعض الأعمال الدراميّة، على أن يعود إليه قريباً.

خاض عدد من النجوم السوريين تجربة تقديم البرامج التلفزيونيّة، مثل برامج المسابقات كما في تجربة أيمن زيدان، أو برامج ذات طابع كوميدي مثل دريد لحام. يأخذ أيمن رضا، وغادة بشور، وأندريه سكاف، تجاربهم إلى مساحة جديدة، تقوم على التفاعل المباشر مع الناس. يجلبون نمط مواقع التواصل، إلى الإعلام التقليدي، معوّلين على رصيدهم كوجوه محبوبة في مجال الدراما.