2016/02/27

«بلا غمد» أو كيف تغيّرنا الحرب
«بلا غمد» أو كيف تغيّرنا الحرب

السفير - روز سليمان

انتهى المخرج فهد ميري من تصوير مسلسل «بلا غمد»، عن فكرة بشار بشير، وسيناريو وحوار عثمان جحى ومؤيد النابلسي، وإنتاج «المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي ». وبذلك، يكون فريق العمل قد استكمل ثلاثة أشهر من التصوير، تنقّلت خلالها الكاميرا بين أكثر من مئة موقع داخل دمشق وريفها. تبقى بعض المشاهد الخارجيّة، تصوّرها قريباً الممثلة ديمة قندلفت بدور خولة.
في أحد منازل حي القشلة في الشام القديمة، صوّر المخرج حياة عائلة أبو عادل والد خولة (أسامة السيد يوسف)، وزوجته (سوسن أبو عفار). تعيش العائلة داخل حي للمسلحين في ريف المدينة. وانطلاقاً من هذه الفكرة، يسير العمل على خطين: خطّ بوليسي استخباري، والآخر اجتماعي عن التحوّلات التي تفرضها الحرب على الأفراد.
لا تتجاوز المرحلة الزمنية لأحداث «بلا غمد» الستة أشهر، وتتوقّف عند مرحلة بدء دخول الجماعات المسلحة إلى سوريا، خلال الشهرين الخامس والسادس من العام 2012. تستثمر الحبكة الواقع بشكل فعّال. فخارج الإطار المكانيّ المختار للعاصمة، يمكن للأحداث أن تدور في أيّ مدينة سوريّة تعيش الحرب بتفاصيلها كافّة.

يقول المخرج فهد ميري لـ «السفير»: «في العمل خطوط كثيرة ومتنوعة. سعيد (وائل رمضان) شخصية محورية ينخرط في الحراك المسلّح تحت حجج الدين والشريعة والجهاد. وبعد حصوله على تمويل يشتدّ جبروته، ويتمرّد على زوجته خولة وأهلها. لديه ابنتان تموت إحداهما نتيجة مرض عضال».
يحاول العمل مقاربة الخطّ الاستخباري بعيداً عن الكليشيهات. يقول ميري: «يتابع المسلسل شخصية مجد (محمد الأحمد) الضابط في الجيش العربي السوري، وهي شخصيّة منضبطة تحمل أبعاداً إنسانيّة وأخلاقيّة، تتعرض لمخاطر كبيرة، مع دخوله الحيّ متخفيّاً بشخصيّة مدرّس رياضة».

ويضيف: «يتناول العمل الخط الاستخباري من زاوية اجتماعيّة، وليس من زاوية «أكشن» استعراضيّة. نصوّر الضابط الجاهز لأداء مهمّته حتى لو تطلَّب الأمر أن يبذل حياته، والجميع يدرك أنه لولا المؤسسة العسكرية لم تكن أي مؤسسة قادرة على الاستمرار». يرى مخرج «المصابيح الزرق» (2012) أنّه من الصعب تناول أيّ أزمة في الدراما إن لم تكن مكتملة. «يقتصر العمل على المرحلة الأولى من الحرب والتي أصبحت معالمها واضحة للجميع».
يشارك في بطولة العمل بجانب وائل رمضان، وديمة قندلفت، نادين خوري، وخالد القيش ، ومرح جبر ، وروعة ياسين، ووجدي عبيدو، وعلا باشا، وغادة بشور، وحسين عباس، ولمى الحكيم ، وباسل حيدر وربى المأمون وغيرهم...
تؤدّي قندلفة دور خولة، وهي نموذج للمرأة السوريّة المتعلّمة والمثقّفة. وتقول لـ «السفير»: «لم تقبل خولة معلّمة المدرسة التوجه المتطرف الذي انتهجه البعض باسم الدين. تأتي الشخصيّة من بيئة متوسطة اجتماعياً ودينياً وثقافياً، مؤمنة ومحافظة لكنها ليست متزمّتة. تقاوم حتى اللحظة الأخيرة وتستغرب من استكانة أهل الحي، معتقدة أن بإمكانها أن تكون جزءاً من تيار مضاد. يمكن اعتبار خولة الوجه الحقيقي لسعيد، فهي تعرف زوجها الذي يفعل ما يفعله مقابل المال، ولثأر معيّن، وربما كيّ يعوّض إحساسه بالنقص تجاهها».
يؤدّي وائل رمضان دور سعيد، ويقول لـ«السفير»: «كلّ ما يمكن أن يحكى عن الشخصية الآن يبقى ضمن إطار تصوّر الممثل لها. وبالنهاية، يبقى تقييم الدور لاحقاً بيد المشاهدين». ويضيف: «الشيخ سعيد نموذج لقابليّة البعض على التحوّل بسبب ظروف الأزمة. فجأة يصير شيخاً وداعية متطرّفاً بأفكاره، ما ينعكس على حياته وعائلته. وتتطوّر الشخصيّة إلى الاتجاه المسلح مقابل المال، بعد تلقّيه دعماً ماليّاً وسلاحاً من الخارج». وفيما إذا كان العمل يقترب من الواقع يقول رمضان: «نحن نلامس الواقع ونعكس مفردات موجودة فيه، ومهما كان الفن مهمّاً، يبقى الواقع أعمق».