2016/06/13

تترات الدراما السورية: معارك ضارية!
تترات الدراما السورية: معارك ضارية!
الأخبار - وسام كنعان

في الموسم الماضي، اشتعلت حرب خفية بسبب شارة مسلسل «غداً نلتقي» (إياد أبو الشامات ورامي حنا)، ولم يشفع الإجماع الذي حققه المسلسل في تخطي المسائل الشكلية لدى نجومه. عموماً، انطلقت قبل فترة معارك الشارات وترتيب الأسماء ولا يمكن لها بعد الآن أن تقف عند حد معين أو تنتهي، إلى درجة أن طريقة عرض الاسم صارت تدرج ضمن بنود العقود المبرمة بين بعض الممثلين وشركات الإنتاج! هكذا، راحت التترات تلعب دور جوائز الترضية للممثلين، الذين يعتقدون أن كيفية ظهورهم في افتتاحية أعمالهم هي التي تحدد أهميتهم على رقعة الشطرنج.

هذا العام، لم تمض سوى ساعات معدودة على بدء الموسم، حتى اعترضت النجمة أمل عرفة على طريقة التعاطي مع اسمها في مسلسل «جريمة شغف» (نور شيشكلي و وليد ناصيف). وأوضحت من خلال صفحتها الشخصية أنها اتفقت مع الشركة على ظهور لقطة معيّنة لها في كليب الشارة التي يؤديها المغني اللبناني ملحم زين، على أن يأتي اسمها متأخراً حتى عن اسم الفنيين، ويسبق فقط اسم المخرج والكاتبة في آخر الشارة، لكن اللقطة المتفقة عليها حذفت. لذا هددت بتبرئها من التجربة إن لم يصحح الخطأ الذي كان على وشك أن يفتح حرباً كلامياً بين صنّاع هذا المسلسل، لكنه لملم واعتبر الطرفان أنّ خطأ تقنياً وقع وقد حلت القصة!
على ضفة مقابلة، يمرّ اسم متخرجة برنامج «ستار أكاديمي» أمل بوشوشة بطريقة مستفزّة تمنحها لقب «الفنانة القديرة» على شارة مسلسل «سمرقند» ا(محمد البطوش وإياد الخزوز) فيما تطل كل من ديمة الجندي وجيني اسبر كبطلتي الجزء الثاني من «العرّاب» (تأليف خالد خليفة وأحمد القصّار وإخراج حاتم علي)، ويصرّ «باب الحارة8» (سليمان عبد العزيز وناجي طعمي وبسّام الملا) على أن يكون صاحب الفضل الأكبر في المهازل الفنية بدءاً من دفّته الافتتاحية الأولى هذا الموسم التي حوّلها «الآغا» إلى مسرح يقام عليه حفل توزيع الجوائز وفقاً لمنطقه الشخصي. طيلة السنوات الماضية، كان يظهر اسم النجم عبّاس النوري قبل اسم المسلسل ثم يمنح العمل كل من يريد لقب القدير وغيره! هذه المرّة غيّر صاحب «مشهد عرباية الفول الشهير» تكتيكه الإبداعي كون «الحارة» خاوية حتى من «ضرب الشبريات» و«البعبعة» في الزواريب، بل انفتحت «حارة الضبع» أكثر وأكثر على شخصيات معاصرة بالأسلوب التعيس ذاته. لكنّ يبقى للشارة حصة الاسد من هذا الخواء الفني. يرفع الملّا الستار عن اسم المسلسل واسمه مع مخرجه الجديد ناجي طعمي، ثم يهرع لتوزيع الألقاب وفقاً لقناعاته الشخصية كأنه يصنع الإلياذة. يبدأ بـ «الفنان الكبير» عباس النوري، ثم «القديرة» صباح الجزائري ومجدداً «النجم العربي» مصطفى الخاني، و«المتألق» ميلاد يوسف، و«القديرة» مرّة ثانية وفاء موصلي، ومن ثم «النجمة المتألقة» هذه المرّة كندة حنا! و«نجمي الكوميديا» محمد خير الجرّاح وشكران مرتجى...
حتى على مستوى التتر، يفتقر «باب الحارة» للخيال، ويغرق في إنشائية، وتكرار ممجوج في توزيع الألقاب، من دون أن نفهم السبب بهذه الألقاب، وماذا تقدّم للعمل ولصاحبه.
كمّ المواهب القديرة والمتألقة والهامة التي تمرّ على التترات تشي بمستقبل مدهش للدراما السورية لكن ما كل هذا التردي في نتاج هذا العام؟!