2016/10/18

دراما «الوصفة الجاهزة».. دراما «الجديد»
دراما «الوصفة الجاهزة».. دراما «الجديد»

مجلة نقاد الدراما - علي وجيه

منذ بضعة سنوات، أنجزتُ وصديقي رامي كوسا 17 حلقة من نصّ تلفزيوني بعنوان «الأرق». كنتُ مشحوناً بنظرة حادّة تجاه ما يُصنَع في الدراما السورية، على اعتبار أنّه «يُمَل» من هذه القوالب المكرورة، إلى درجة باتت حكاية أيّ عمل ومساره بل وجزء من حواراته متوقعاً. تمكّنتُ من إقناع شريكي بضرورة الهرب من معتقل السائد والـ «كليشيه»، متأثّراً بمخزون هائل من أفلام متنوّعة الجنسيات ومسلسلات أميركية شهيرة. مع تواتر الحلقات، ظننّا أنّنا نسطّر الإلياذة الجديدة، أو مهدي الدراما المنتظر. ما حصل أنّ النص لم يثر حماساً عند التسويق، بسبب استغراب القرّاء من التكنيك والعوالم. جواب الخبراء جاء واضحاً: «لن يخاطر أحد بتبنّي سيناريو كهذا». بكلّ مراهقة ونزق، اعتبرنا أنّنا الصواب وأصحاب الرؤية الرائدة التي لم يتمكّن أحد من اللحاق بها. اليوم، أدرك خطأ ما كنّا عليه. الجديد لا يكون بجلب عوالم وأساليب بعيدة تماماً عن محيطنا وطرق تفكيرنا، بل بالتنويع الواعي على ما يمكن للمشاهد أن يتفاعل معه. للجانب التقني جديده أيضاً، خصوصاً أنّنا نعاني قصوراً مخيفاً في هذا المجال. هذا بحث آخر لا مجال للخوض فيه الآن.

ولكن، هل يعني هذا الركون إلى ما مللنا منه فعلاً؟ كيف نخرج عن دراما «الوصفة الجاهزة» التي باتت معروفة المكوّنات والمقادير إلى «الجديد» شكلاً ومضموناً؟ هل يقدم الصانع الذي هلّل لـ «أفراح القبّة» على مغامرة مماثلة؟ هل نحن بحاجة إلى ذلك أصلاً؟ شخصياً، اختبرتُ بناء الخطوط التقليدي في «عناية مشددة»، والمختلف الذي يقترح بحثاً وتجريباً في الزمان والمكان في «أحمر»، وكلاهما مع الشريك يامن الحجلي. من التجربة الأخيرة، أقول إنّ نجاح «الجديد» بحاجة ماسّة إلى اقتناع وتبنّي العناصر البديهية لأيّ مسلسل: شركة الإنتاج والممثّلين والمخرج. في «أحمر»، آمنت الجهة المنتجة بالمشروع، ووفّرت له كل ما يلزم. بعض الممثّلين تحمّسوا بكلّ كيانهم، فيما عمل آخرون ضدّه من أجل حساباتهم الشخصية. المخرج حضر بأثر سلبي. النتيجة جاءت دون التوقعات والطموح. لا سرّ في أنّ العديد من المنتجين والمخرجين فقدوا الحماس لدراما «الجديد» إثر تجربة كهذه.

بالمقابل، تبشّرنا بداية الموسم بتجربة في دراما الرعب Horror هي «الرابوص»، إخراج إياد نحاس عن نص لسعيد الحنّاوي. بغضّ النظر عن النتيجة التي نترقبها لدى العرض، ومع ضرورة التنبّه إلى أنّ التلفزيون يدخل كلّ بيت، يبقى مبدأ «الجديد» في الدراما باعثاً على التفاؤل. أيها الصانع: هل تمتلك الشجاعة؟