2019/01/31

بوسطة

يتابع الفنان جمال سليمان استعداداته للمشاركة ضمن مسلسل "الحرملك" الذي سيتولى تامر اسحق مهمة إخراجه في الإمارات، عن نص للكاتب سليمان عبد العزيز.

جمال أوضح أن ما جذبه للمشاركة ضمن هذا العمل، هو ثراء أحداث الفترة التاريخية التي يتناولها، وتقديم صورة لحالة التفاعل الذي كان موجوداً أواخر فترة الوجود العثماني بدمشق، مضيفاً في حواره مع موقع العين الإخبارية، "هي الفترة التي شهدت التغلغل الغربي بالحياة السورية، بينما بدأت الدولة العثمانية تتفكك لتنتشر الجريمة وأعمال الجاسوسية، وقتها ظهر ما يسمى بـ (ليالي الأنس)، وكذلك ظهور مفهوم (البنسيون)، حيث تقديم الخدمات والسهر وكانت هذه الأماكن مثالية لأعمال التجسس".

ولفت سليمان أنه يجسد في العمل شخصية (الكيخيا)، "ما تعني وقتها الرجل الذي يتولى قضايا الجيش والأمن"، منوهاً أنه يتولى الأمور على خلفية مقتل الكيخيا السابق له، ما ينبئ ببداية انفلات وظهور جريمة منظمة داخل أطراف الإمبراطورية العثمانية، وتابع: "حيث أبدأ بالتحقيق في كيفية مقتل من قبلي، لنكشف من خلال الأحداث الحياة اليومية والصراعات الاجتماعية بمزيج من القصص المشوقة".

فيما تطرق في حواره للحديث عن انتعاش القطاع الخاص السوري للإنتاج الدرامي، مؤكداً أن ذلك حصل منذ عام 2000 "بعد تراجع الإنتاج الرسمي كماً وكيفاً"، لافتاً بالقول: "هو أمر طبيعي مع وجود شركات خاصة بعيداً عن الأعباء البيروقراطية مع خصوصية العمل الفني"، ومثالاً على ذلك روى جمال موقفاً طريفاً، حيث قال: "عند تصوير أحد الأفلام السينمائية، كانوا يحتاجون لحمار أبيض، وقاموا بتأجير حمار من فلاح بمبلغ صغير، وأثناء التصوير مرض أحد أبطال الفيلم وتوقف العمل نحو شهر ونصف، ولأن الحمار تحول لـ "راكور" (أي أنه أصبح ثابتاً بنفس شكله وحجمه)، أصبح من المستحيل استبداله، ما دفع الفلاح لاستغلال الفرصة وطلب مبلغ كبير، وتم الإذعان لمطلبه، وبعد فترة جاءت جهة رقابية لتفتش في أوراق الفيلم فاكتشفوا أن أجر الحمار أكبر من أجر بعض الممثلين، وأن الثمن كان من الممكن أن يشتري حماراً وليس مجرد تأجيره، وهو ما يعني نوعاً من الفساد من وجهة نظر الإدارة، وهذه هي تكاليف البيروقراطية في الأعمال الفنية".

وأشار جمال إلى أن شخصية "ابن خلدون" التي قدمها عبر مسرحية سعد الله ونوس "منمنمات تاريخية" لازالت تشعره بالسعادة، منوهاً أنه مسكوناً بفكرة تحويل هذه المسرحية إلى فيلم سينمائي أو مسلسل درامي كبير، "أعتقد أنها مسرحية عظيمة، من روائع المسرح، خصوصاً أنها معاصرة بشكل كبير".

وإلى جانب هذه الشخصية يحلم جمال سليمان بتجسيد شخصية المتنبي "رغم تناقضات الشخصية"، مضيفاً "فالاثنان يجمعهما أنهما كانا أكبر من عصرهما وكانا يشعران أن الدنيا ضيقة عليهما، فهما عمالقة في زمن التهاوي".