2019/05/30

بوسطة

يعتبر الممثل عباس النوري، صاحب شخصية نجيب في "ترجمان الأشواق" (محمد عبد العزيز، بشار عباس) أن رهان الممثل الحقيقي يكون بالأعمال الاجتماعية سواء كوميدية أو غيرها "إذا لم يكن الممثل يشبه الحياة فعلاً، سيسقط بنظر الناس"، مبيناً أن كل الأعمال الاجتماعية التي قدمها خلال مسيرته كانت تمسه، وأردف "الممثل يحسب النتيجة وفقاً للجمهور، والناس تعجب بالأثر الذي يتركه الممثل، والاحتفاء بالأثر أهم من الاحتفاء بالشخص".

وخلال حوارٍ أجرته إذاعة "شام إف إم" مع النوري ببرنامج "دراما وأشياء أخرى"، تحدث عن تاريخ علاقته بمسلسل باب الحارة، مبيناً أنه يتقاطع مع تاريخ علاقته بصاحب المشروع، بسام الملا، وأكد أن الخصومة حول العمل بينه وبين الملا هي اختلاف وجهات نظر، من تاريخ البدء بالمسلسل، وتابع: "كنا شركاء في العمل وليس فقط ممثلاً ومخرجاً، ودخلنا على العمل باعتبار أنه قد يجذب المشاهد برمضان، والذي يحب متابعة هذا النوع من الأعمال التي تذكر بالقيم الجميلة في الزمن الماضي، كما تحدث عن كتلة الانتقاد الكبيرة التي تعرض لها المسلسل وأنه لم يكن هناك من يعرف سماع هذا الانتقاد، والممثلون يرونها بالشارع وفي التاكسي، وبمكان العمل، مضيفاً: "الناس شتمت ما تم فعله بالمسلسل، من حيث التكرار والاجترار والملل، وهذا من حق الناس، ولا يمكن أن نصادر حق الناس إلا إذا أردنا أن نكون متعسفين".

وبين عباس أن الابتعاد قد أتى مصادفة لكن أيضاً بقرار منه، وأعلن أن لا علاقة له بالمسلسل من قريب أو بعيد، خاصة بعد الخلافات القضائية، "هو كعكة ولا أدري كم طرف يريد الهجوم عليها"، وقال: "هناك فارق كبير بين شخصية أبو عصام ونجيب في ترجمان الأشواق".

وعن الإطالة والبطء التي تظهر في مسلسل "ترجمان الأشواق" قال النوري: "هذا يعود لامتلاكه لغة بصرية وسردية مختلفة وجديدة على تقليد المتابعة الرمضانية"، لافتاً إلى أن التفاصيل التي تم إقحامها بنص المسلسل بعد مروره تحت مقص الرقيب لا يمكن اعتبارها إضافات ذكية" يضيف: "حتى الرقابة كان فيها شيء مزعج، هناك مسافة بين الرقيب والمنجز"، وأضاف: "قرار إنتاج ترجمان الأشواق كان في منتهى الديناميكية، والجرأة والقدرة الفكرية والمعرفية هذا ما قبل مشروع خبز الحياة الذي أطلقته المؤسسة".

واعتبر النوري أن مسلسل "ترجمان الأشواق" تمت مصادرته، وذهب إلى أماكن لا تشبهه على الإطلاق، وقال: " لم يعرف أحد كيف يقرأ النص كما كان سابقاً ولا الصورة كما هي محققة"، وبين أنه بعد إعلان عرضه في رمضان الماضي وإطلاق البرومو الخاص به، على أكثر من قناة ومنها خارجية، تمت إعادة النظر فيه وتوقف و٦صدرت الرقابة بياناً بخصوصه حينها.

كما تحدث النوري عن جاذبية هذا العمل، مؤكداً أنها قائمة على كل ما هو ممنوع في الوقت الراهن "هذا المسلسل يدخل بالسياسة ويرى الشارع السياسي، وهو حلم لـ ثلاثة أشخاص هم: نجيب، وكمال وزهير، المثقفون الذين ذهبوا إلى العمل السياسي ودفعوا أثماناً"، مشيراً إلى أن المسلسل يتكلم عن رومانسية اليسار الفاشلة، التي لم تحقق لها شارعاً سياسياً، وأردف: "هذه محاولة نريد أن نحكيها وليست تهمة لما حصل، هذا الجانب لم تفهمه الرقابة ولذلك أدخلت ما أدخلت، على طريقة خبطة قدمكن عالأرض هدارة"، وتابع: "لن أقول إنه تم الاعتداء على المسلسل، لكن يجب ألا يكون حصل ذلك وأنا كنت أقول إنه مشروع خارج رمضان ليس نخبوياً لكن لا يناسب ثقافة المشاهدة في رمضان".

وخلال اللقاء، تكلم النوري عن أداء بعض الممثلات، قائلاً: ثناء الدبسي، حضور وتجربة مبدعة تقول كل ثقافة الواقع، شكران مرتجى: الكثيرات تحت عباءتها لكنها لا تشعر بذلك"، وعن رنا ريشة تحدث: "التجسيد كما هو في الحياة"، وأضاف: " نوار يوسف موهبة عاصفة تؤكد حضور فن التمثيل دون بوتكس، وولاء عزام العملاقة الصغيرة"، مؤكداً أن من ذكرهن قدمن أدوارهن دون مكياج تجميلي متعمد على الإطلاق.

وبختام اللقاء أكد النوري أنه ينبغي علينا تحرير أنفسنا من الخوف وألا نفتح كتاب التاريخ كأنه كتاب مقدس "هو ليس كالقرآن الكريم علينا أن نتوضأ قبل أن نفتحه، هذا للتفكير وليس للاستصغار"، وأضاف: أوجه اعتذاري للجمهور عن الفهم الخاطئ الذي تم تداوله على لساني بإحدى اللقاءات الاذاعية السابقة وأعترف دائماً بأن الجمهور على حق".