2012/07/04

أنزور: لتحليل واقع شباب يعيش مشاكل الانتماء
أنزور: لتحليل واقع شباب يعيش مشاكل الانتماء

ماهر منصور- السفير

يستشرف المخرج نجدة أنزور في مسلسله الجديد «شيفون» ما يجري اليوم من أحداث في المنطقة العربية، من دون أن يقاربها. فالعمل الذي وضع خطوطه الدرامية الرئيسية مع الكاتبة هالة دياب منذ نحو عام، يقدم قراءة واقعية لـ«الآن وهنا»، انطلاقاً من «تحليل واقع جيل شاب يعيش مشاكل الهوية الحائرة والانتماء».

وفي حواره مع «السفير» يؤكد أنزور أن «المسلسل سيأخذ من الأرضية الواقعية لحكايات أبطاله قدرته على الإقناع، ومبرره لطرح أسئلته عبر نقاش درامي هادئ». ويلفت إلى أن تلك «الأسئلة لا تبتعد كثيراً عما تشهده اليوم سوريا والمنطقة عموماً من حراك سياسي واجتماعي يتمثل بمظاهر متنوعة (تظاهرات - احتجاجات) وبوسائل الاتصال الحديثة».

ووسط هذا الحراك، يرى أنزور أنه «لا يمكن لمخلص الوقوف في منطقة رمادية، ولا سيما حين يتعلق الأمر بموقف النخب المثقفة. ويعتبر أن «براءة المرء من المواقف الرمادية، لا تأتي من تصريحاته الإعلامية، فذلك هو أضعف الإيمان الذي لا يليق بنخب مثقفة يفترض أنها تمتلك أدوات التأثير.. والشعارات من شأنها أن تصير عبئاً ما لم تتحول إلى تفاصيل ومرجعيات».

ويرى أنزور أن «مقاربات سطحية لما يحدث اليوم، في أي تحرك للنخب المثقفة، هو ليس أكثر من مراهقة ركوب الموجة، في وقت يطلب منها أن تمعن الفكر في كل ما يحدث اليوم من حراك، وأن تطرح أسئلة العقل القائمة على المعرفة المعمقة لحال الوطن وظروفه وإمكانياته، والخروج منها برؤى لا لبس فيها توفر إجابات عن تساؤلات جيل بكامله».

ويدلل على قناعته تلك، بما بدأه سابقاً في مسلسله «ما ملكت إيمانكم» عبر حوار حول قضايا إشكالية على رأسها «التطرف الديني»، كاشفاً أن نقاشاً حقيقياً يطال جوانب حياتنا اليومية، ويشكل الحامل الأساسي لما يحدث اليوم، سيشغل جزءاً لا بأس به من حوارات شخصيات عمله الجديد «شيفون».

وينقل مخرج «أخوة التراب» على لسان إحدى شخصيات «الشيفون» قولها: «القوانين والنظم هي التي تحفظ حقوق الحرية وأبعادها، وإلا سنتحول إلى مجتمع غوغائي.. كل واحد يعرّف حريته على مزاجه من دون احترام حرية الآخرين». ويلفت إلى أن «هذا الرأي يرد في المسلسل من خلال حوار يجري بين مجموعة من الشباب عبر «التشات» على موقع «فايسبوك» تحت عنوان «الديموقراطية والحـرية». وفي الحوار الافتراضي سنتعرف على مفاهيم متعددة ومتناقضة لمفهوم الحرية وتطبيـقها عند الشباب، وحوار تتصارع فيه الآراء على هذا النحو، من شأنه أن يفرز في النهاية بين الغث والسمين».

وانطلاقاً من أجواء مسلسله الجديد، يؤكد أنزور أن «منجزات كثيرة تحققت على المستوى الوطني والاجتماعي في سوريا، ونحن بحاجة لنقلة كبيرة تمس حياتنا الوطنية وترسخها. ولم يعد كافياً أن نسأل المرء عن واجباته ونحفظ له حقوقه، بل علينا أن نعلمه ما هي حقوقه لنقطع الطريق على الخصوم في التقاط الناس من حاجاتهم، وتجهيلهم بحقوقهم».

وكواحد من صناع الدراما، يرى المخرج أنزور أن «برنامج الإصلاح المنشود وخيار النسبة الساحقة بتبنيه، من شأنه أن يضع الدراما في منعطف حاسم، يستدعي منها أن تنتزع الريادة من جديد. ولكن توفر حرية الإبداع المسؤولة بعيداً عن قيود الرقابة البالية