2015/06/12

دنيا و طرفة
دنيا و طرفة

بوسطة- دراما رمضان 2015

محمد الأزن

وعادت "دنيا أسعد سعيد" بعد ستّة عشر عاماً لتقدّم شهادتها على ما آلت عليه دنيا السوريين اليوم، وتصرخ في وجه الجميع "تعبنااا حااااج.. حااااج"، مغامراتٌ جديدة ستقودها مجدداً من "بيت شقاع.. لبيت رقاع" بصحبة صديقتها الصدوقة "طرفة العبد"، ترويان عبرها بكوميديا مريرة، حكايا الناس البسطاء الذين أكلتهم الحرب بين "هدوليك وهلدلنك"، وخلفت جروحها العميقة في أرواحهم.

الصديقتان لم تتغييرا كثيراً، ولازالتا يحتفظان بالصدق، والعفوية، والطرافة ذاتها، إلا أنّ الزمن هو الذي تغيّر عليهما، كما تغيّر علينا، فترصدان عبر مغامراتهما صورة البلد اليوم، بلدُ "الخيار والفقوّس، والاحتيال، والقذائف، والخطف، والتهجير، وكراتين المساعدات، والبوتوكس، والسيلفي، والفيسبوك "... والحب لأنّ "الإنسانية ما ماتت" مادام هناك مَن يشبه "دنيا وطرفة" من السوريين.

فور الإعلان عن المشروع من إنتاج شركة "غولدن لاين" لموسم دراما رمضان 2015، قوبل الحدث السعيد بحفاوةْ كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي والصحافة السوريّة والعربيّة، التي واكبت يوميّات التصوير أولاً بأول منذ انطلاقته أواخر شهر آذار مارس/ الفائت ، وحتى انتهائه مطلع حزيران/ يونيو 2015.

كما كان ظهور "دنيا" و"طرفة" في شوارع دمشق أثناءَ تصوير العمل، مثاراً للبهجة، والاحتفاء، خاصةً من الأطفال، الذين كانوا يصرّون على التقاط الصور معهما وسط ترحيب النجمتين بذلك، هكذا بدا الحال أيضاً طيلة أيّام التصوير بأحد بيوت حي العمارة الدمشقي، حيث كان العديد منهم يقصدون الموقع مراراً، تبلغ ذروتها وقت عودتهم من مدارسهم، وينتظرون بهمسٍ طفولي مرح لحظة صورة منتظرة، يفوزون بها في استراحةٍ بين مشهدين.

 هذا البيت الذي يؤجّره صاحبه "جودت" (الممثل نزار أبو حجر ) غرفه، لمهجري الحرب، ومن بين سكّانه "طرفة العبد"، مع زوجها "محروس" (أيمن رضا) مع ضرّتها "خضرة" (تولين البكري)، وتترد عليه "دنيا" في زياراتٍ لصديقة العمر، بانتظار مغامراتٍ جديدة.

كما شهد أحد أزقّة شارع بغداد، حالاً مماثلاً لأيّام، من ازدحام الأطفال، والناس لمراقبة مجريات التصوير، بينما كانت "دنيا" تصوّر مشاهدها بدكان "أبو كاسم الكوّا" (أحمد خليفة)، الذي تعتبره بمثابة والدها، ولازالت تلجأ إليه كلما ضاقت بها الدنيا، ليحيطها برعايته، ويقدّم لها المأوى والنصيحة.

عودة "دنيا" للحارة القديمة التي انطلقت منها مغامراتها الأولى بدمشق، تبدو بمثابة إطارٍ يكتشف المشاهد عبره، ما طرأ على سكّانها من تحولات، ولن يظهر في المشهد سوى عددٍ قليل منهم، كـ"سحر" (وفاء موصللي) "ابنة ام رامي" التي اختفى زوجها، وكبر ابنها "عبوّدة" (فادي الشامي)، بينما عاد "حسن" (حسام الشاه ) إلى الحارة بخسائر كبيرة خلفتها الحرب.

أما "طرفة" فكبرت ابنتاها التوأم "دودي" و"رودي"، ودخل زوجها "محروس" في حالة ضياع بسبب ما يجري، لكنّها ما زالت تكافح، وتعمل، بكل ما تتمتع به من "طاقة، وحربقة."

كل ماحدث، ويحدث، لم يزد "دنيا" إلى طيبةً، تلامس حدود السذاجة أحياناً، فها هي تربح نمرة "يانصيب" مصادفةً، وتبددها بين ليلةِ وضحاها، وسط دهشة صديقتها، التي تنجح بإنقاذها من زواجٍ كاد أن يوقعها بورطة، وورطاتٍ كثيرة أخرى، بينما لا تزال تنتظر الحب.

ورغم أن المشاهد التي سربتّها الشركة المنتجة من العمل على موقع "يوتيوب"، كشفت من أحداثه أكثر مما ينبغي، لكنّه يبقى أبرز العروض الرمضانية المنتظرة هذا الموسم.

يحل على حلقات "دنيا 2015"، الكثير من الضيوف، بشخصياتٍ متنوعة، أدّاها: عبد المنعم عمايري، ديمة قندلفت، صباح جزائري، سيف الدين سبيعي، خالد القيش ، محمود نصر، ندين تحسين بيك، ليليا الأطرش ، جيني إسبر، رواد عليو، حسام الشاه، أندريه اسكاف، أحمد خليفة، سليم صبري، نادين خوري، أنطوانيت نجيب، عبد الفتاح مزين، زهير رمضان، أمانة والي، لينا حوارنة، آمال سعد الدين، وممثلون كثر آخرون، بعضهم يقف  أمام الكاميرا لأول مرّة، أو يخوض تجربته الكوميدية الأولى.