2012/07/04

عبادة تقلا بعد سنوات طويلة من سيطرة الفيلم العربي على سهرة يوم الخميس على شاشة قناتنا الأولى، جاء برنامج "أنت و نجمك" الذي سبق عرضه على الفضائية السورية  ليسحب البساط من تحت أقدام الفيلم العربي، ويترك جمهور يوم الخميس مع سهرة مع أحد نجوم الدراما التلفزيونية السورية في برنامج لا يبدو أكثر من تعويض عن تلك المحاولة الفاشلة التي قام بها  صناع برنامجنا الأبدي "غداً نلتقي" قبل أكثر من أربع سنوات عندما قرروا إعادة تأهيل برنامجهم و ضخ الدم في عروقه الجافة، فاستقدموا  لذلك معداً ثانياً – هو بالمناسبة معد برنامج "أنت ونجمك"-  وكلفوه باللقاءات الخارجية  التي تعتمد على أسئلة توجه للجمهور عن أبراجهم و أبراج فنانيهم ، ثم قاموا أسبوعياً باستضافة نجم و توجيه أسئلة له من قبل جمهور عاشقي فنه أو طلته، مع المحافظة على فقرة الأبراج التي استبدلت بها في برنامج أ"نت ونجمك" فقرة خبير علم الفراسة. كما عملوا في برنامج "أنت ونجمك" على الدخول إلى منزل الفنان المستضاف، ومحاولة نبش عوالمه الداخلية في فقرة أطلقوا عليها تسمية: كيفك إنت؟ مع أن المتابع لها يجد أنه كان من الأفضل تسميتها: هيا بنا نبكي! إذ يبدو المعد وقد استنفر كل ما لديه من أسلحة لإيصال الضيف إلى حافة البكاء التي يراها أو يعتقد أنها تمثل بالنسبة له ولبرنامجه دليلاً دامغاً على النجاح! أما مسألة إسناد تقديم البرنامج  إلى ممثلين معروفين  فلا نعتقد أنها تحتاج إلى كثير من الكلام كونها لا تتعدى في أحسن حالاتها  أن تكون محاولة فاشلة لتلميع البرنامج، لكن المصيبة أن التقديم سجل نقطة ضعف جديدة في البرنامج ليس إلا. بعيداً عن كل ذلك الشجن البرامجي الذي لا نعتقد أننا سننجح في الخروج منه إن نحن لم نسمح لأفكار جديدة و أسماء جديدة بالإطلالة على شاشتنا لتقول كلمتها، نتوقف عند حلقة الفنان أيمن رضا، والتي تابع  فيها ذلك الممثل الكوميدي الاستثنائي بث آرائه الجريئة التي اعتدنا على سماعها منه بين فترة وأخرى. ففي حديثه مع مستضيفه نضال سيجري  عن مسلسل  "ضيعة ضايعة"  الذي لعب نضال أحد الأدوار الرئيسية فيه، صرح أيمن أن المسلسل المذكور كان سيلقى الفشل فيما لو تم تنفيذه باللهجة الشامية، كونه مسلسلاً يعتمد على اللهجة في المقام الأول.   أعادني رأي أيمن رضا، الذي قال إنه لا يرى نفسه صالحاً للقاءات، إلى جملة آراء جريئة ومختلفة أطلقها  في السنوات الأخيرة، طال بعضها أعمالاً شارك فيها، من بينها  مسلسل " بكرا أحلى"  الذي لم يرى فيه الفنان المتمرس في دراما اللوحات أكثر من لوحة، و هو الأمر الذي بدا واضحاً لمن تابع المسلسل المذكور. كما أتوقف عند رأيه في المشاركة في الأعمال التاريخية، إذ قال أيمن أكثر من مرة إنه لا يحبذ العمل في تلك الأعمال  كونها تضيق مساحة الممثل، فاللحية واللباس والأسلحة وكل تلك الإضافات التي تلتصق بالممثل  تؤثر على حضوره و مساحته. آخر الآراء الملفتة التي سمعتها من أيمن تصنيفه لمسلسل" ليل و رجال"، الذي قدم قبل موسمين رمضانيين، أنه أسوأ ما تم تقديمه في ذلك الموسم  كونه أراد تنبيه الناس إلى خطر السحر و شروره و أكاذيب  الدجالين،  فأوقعهم أكثر في براثنه و براثنهم. حتى  و جهة نظر أيمن في طريقة تقديم مسلسل "بقعة ضوء" في جزئه السابع الذي يتم تجهيزه حالياً، بدت وجهة نظر مختلفة فقد أراد أيمن أن يتصدى أكثر من مخرج تلفزيوني لتلك المهمة، وهو أمر كان من الممكن، فيما لو تحقق، أن يضعنا أمام أشكال جديدة وإمكانية خلق أجواء منافسة بين مخرجين يفترض أن يحمل كل واحد منهم رؤيته الخاصة، و طريقة تنفيذه للوحات، ولكن و بعد  حصول أيمن على موافقة شركة سورية الدولية على الفكرة  ظهرت أسباب جديدة نحت الفكرة جانباً ليبقى العمل الجماهيري المنتظر  بين يدي مخرج واحد. [email protected] مرحبا هي فسحة لمقالات ضيوف البوسطة.. نقدم فيها مقالات جادة تشكل بنية لحوار طموح في شؤون الفن في سورية والعالم العربي.. ويدفعنا الأمل بمشاركة كل كتابنا الغيورين على الفن الجميل. ملاحظة: لا تعبر آراء الكتاب بالضرورة عن رأي الموقع.