2012/07/04

بشّار يوسف نافذة شبه مغلقة للتواصل الاجتماعيّ: على الرغم من أنّ موقع فَيس بوك (facebook) محجوبٌ في سورية، إلا أنّك تجد عدداً كبيراً من الأشخاص السوريّين، ذكوراً وإناثاً، ومن مختلف الأعمار، قد أدرجوا صفحاتهم الخاصّة على هذا الموقع، ويلعبون لعبة القطّ والفأر مع البروكسي (proxy) الجديد، ليتناقلوه فيما بينهم بشكلٍ أسرع من انتقال الإنفلونزا، وصارت هذه الصفحات وسيلةً للتواصل فيما بينهم، ولتمرير الرسائل والصور والأحداث الهامّة. ما يُلاحظ بسرعة، أنّ معظم الفنّانين السوريّين، ممثِّلين ومخرجين وكلّ من له علاقة بالوسط الفنيّ، قد أدرجوا صفحاتهم الخاصّة أيضاً، ليعرضوا من خلالها ما يستجدّ على صعيد عملهم، أو أحدث الجوائز التي نالوها، أو صوراً أو مقابلاتٍ لهم، كوسيلة جديدة للدعاية وإلقاء الضوء على التطوّرات الحاصلة في الوسط الدراميّ السوريّ. مقارنة بسيطة: لكن، إذا ما قارنّا بين مشاهيرنا ومشاهير الغرب، نلحظ أنّ مشاهيرهم لا يدرجون صفحاتهم الخاصّة إلا نادراً، إلا أنّ لكلٍّ منهم صفحة أو مجموعة يديرها معجبو الفنان/ة، لتأتي الإضافة على هذه الصفحة تحت اسم مُعجَب (fan) وليس صديق (friend). الأسباب: عند الرجوع إلى سبب اتّجاه الفنّانين السوريّين إلى هذا النوع من الدعاية والترويج سيكون السبب الرئيس لذلك غياب دور الإعلام السوريّ، أو بالأحرى قصوره، في مواكبة التطوّرات الكبيرة التي تُنجز على صعيد الدراما السوريّة، كما كان ذلك سبباً في توجّه الممثِّلين والمخرجين والكتّاب، على حدّ سواء، إلى شركات الإنتاج غير السوريّة، وإطلاق معظم أعمالهم في محطّات غير سوريّة أيضاً. ففي ظلّ العدد القليل من الفضائيّات السوريّة، الرسميّة والخاصّة، ونتيجةً لضعف الإمكانات الماديّة لهذه المحطّات، غابت التغطية الإعلاميّة والمتابعة الفاعلة لأخبار الممثِّلين والمسلسلات التي تُنتج بأعداد كبيرة سنويّاً، حتّى إنّ قناة الدراما السوريّة وموقع "بوسطة" لن يستطيعا، رغم تخصّصهما في الدراما، مواكبة كلّ هذه الأعمال نظراً للكمّ الكبير من التغطية الذي تحتاجه. بناءً على ما تقدَّم، ونتيجةً لتواصل الممثِّل السوريّ مع المُشاهِد السوريّ عبر محطّات غير سوريّة، قد تعمد إلى تغطية أعمالها الوطنيّة أكثر من السوريّة، وجد ممثِّلونا وسيلةً جديدةً لإحياء التواصل بينهم وبين المشاهد السوريّ، ألا وهي موقع فَيس بوك (facebook) المحجوب-المفتوح. لمحة تاريخيّة: وفقاً للموسوعة الحرّة (ويكيبيديا) فقد قام مارك زوكربيرج بتأسيس الفيس بوك بالاشتراك مع كلّ من داستين موسكوفيتز وكريس هيوز، الذَين تخصَّصا في دراسة علوم الحاسب وكانا رفيقَي زوكربيرج في سكن الجامعة عندما كان طالباً في جامعة هارفارد، وكانت عضويّة الموقع مقتصرةً في بداية الأمر على طلبة جامعة هارفارد، ولكنّها امتدّت بعد ذلك لتشمل الكليّات الأخرى في مدينة بوسطن وجامعة آيفي ليج وجامعة ستانفورد، ثمَّ اتّسعت دائرة الموقع لتشمل أيّ طالب جامعيّ، ثمَّ طلبة المدارس الثانويّة، وأخيراً أيّ شخص يبلغ من العمر 13 عاماً فأكثر. ويضمّ الموقع حاليّاً أكثر من350  مليون مستخدم على مستوى العالم. الجدل القائم حول الموقع: يذكر المصدر السابق نفسه أنّه قد أُثير الكثير من الجدل حول موقع الفيس بوك على مدار الأعوام القليلة الماضية. فقد تمّ حظر استخدام الموقع في العديد من الدول خلال فترات متفاوتة، كما حدث في سورية وإيران، دون أسباب ظاهرة، كما تمّ حظر استخدام الموقع في العديد من جهات العمل لإثناء الموظفين عن إهدار أوقاتهم في استخدام خدمات هذا الموقع وتطبيقاته، كذلك مثّلت الخصوصيّة واحدة من المشكلات التي يواجهها روّاد الموقع، وكثيراً ما تمّت تسوية هذا الأمر بين طرفَي النزاع. كما يواجه موقع فيس بوك العديد من الدعاوى القضائيّة من عدد من رفاق زوكربيرج السابقين الذين يزعمون أنّ فيس بوك اعتمد على سرقة الكود الرئيسيّ الخاصّ بهم وبعض الملكيّات الفكريّة الأخرى. طبيعة الموقع: يقدِّم الموقع خدماته للمستخدمين مجاناً، ويجني أرباحه من الإعلانات بما في ذلك إعلانات الشعار، ويمكن للمستخدمين إنشاء ملفّات شخصيّة تتضمّن بعض الصور وقوائم الاهتمامات الشخصيّة، ويمكن تبادل الرسائل العامّة أو الخاصّة والانضمام إلى مجموعات من الأصدقاء، وكوضع افتراضيّ، فإنّ عرض البيانات التفصيليّة للملف الشخصيّ يكون مقتصراً على المستخدمين من الشبكة الواحدة وبعض الاستثناءات المحدودة الأخرى. اعتراف المَحاكِم بالموقع: في شهر كانون الثاني من عام ألفين وثمانية قضت المحكمة العليا لمقاطعة العاصمة الأستراليّة بأنّ موقع فيس بوك يمثِّل بروتوكولاً صالحاً لتقديم إخطارات المحكمة إلى المدَّعى عليهم، ويُعتقد أنّ هذا هو أوّل حكم قضائيّ في العالم يشير إلى الاستدعاءات التي تُقدَم من خلال موقع فيس بوك على أنّها مُلزَمة من الناحية القانونيّة. بوّابة ليست الأفضل ولكنّها من القليل المُتاح: وفقاً لما تقدّم من إيضاح لندرة المتابعة الإعلاميّة السوريّة للدراما السوريّة ونجومها واقتصارها على محطّة فضائيّة واحدة وموقع الكترونيّ متخصّص واحد، ونتيجة للخصائص الفريدة التي يقدِّمها موقع فيس بوك لتنمية التواصل بين الطرفَين القريبَين-البعيدَين، لجأ العديد من نجوم الدراما السوريّة، لا سيّما الشباب منهم، إلى استغلال هذه البوّابة في محاولةً لاستدراك العجز، من باب "ليس الأفضل ولكنّه المُتاح." ليست الدراما فقط! الجدير بالذكر أنّ الأمر لا يقتصر على نجوم الدراما فقط، بل الأمر ذاته ينطبق على الموسيقيّين والرسّامين والإعلاميين..إلخ، للأسباب ذاتها، ولكن باختلاف المُسمَّيات والأسماء.هي فسحة لمقالات ضيوف البوسطة.. نقدم فيها مقالات جادة تشكل بنية لحوار طموح في شؤون الفن في سورية والعالم العربي.. ويدفعنا الأمل بمشاركة كل كتابنا الغيورين على الفن الجميل. ملاحظة: لا تعبر آراء الكتاب بالضرورة عن رأي الموقع. حفظ كملف PDF