2013/05/29

رشيد عساف: لا أخشى الجنوح نحو التطرف
رشيد عساف: لا أخشى الجنوح نحو التطرف


غيث حمّور – الحياة


سيكون النجم السوري رشيد عساف حاضراً في ثلاثة أعمال درامية خلال الموسم المقبل، إذ انتهى من تصوير دوره في مسلسل «حائرات» مع المخرج سمير الحسين، ويستعد ليبدأ تصوير مسلسل «طوق البنات» في منتصف الشهر الجاري، على أن يسافر إلى مصر منتصف الشهر المقبل لتجسيد شخصية الشيخ أحمد ياسين مؤسسة حركة «حماس» الفلسطينية.

وعن هذه المشاركات الثلاث قال عساف لـ «الحياة»: «أجسد في مسلسل «حائرات» شخصية «أحمد»، وهو رب أسرة تتكون من زوجة وثلاثة أولاد. والعمل باختصار يواكب الأحداث التي تمر في سورية وانعكاسها على الواقع المعيش للمرأة، وفيه أعود إلى الأعمال الاجتماعية بعد غياب لسنوات، وأعتقد بأنه سيقدمني بطريقة مختلفة، فالشخصية جديدة بالنسبة لي، وتحمل في طياتها تقلبات درامية مثيرة».

وأضاف: «العمل الثاني هو مسلسل «طوق البنات» مع شركة فبنض ومن المتوقع أن يبدأ التصوير في منتصف الشهر الجاري، ويرصد أواخر فترة الانتداب الفرنسي على سورية ومرحلة نيل الاستقلال. وهو عمل وطني ينطوي على الكثير من العقلانية في الطرح ويلخص فكرة الصراع بين المستعمر وابن البلد، بما يمثله من حال حضارية وثقافية بين المجتمعين العربي والغربي. وأسافر إلى مصر منتصف الشهر المقبل لتجسيد شخصية الشيخ أحمد ياسين، بعدما تأجل العمل أكثر من سنة ونصف السنة، وهو يحمل توقيع المخرج عبدالباري أبو الخير عن نص لمحمد عمر ومن إنتاج شركة «المها» للإنتاج الفني».

وأكد أن تجسيده شخصية حسن البنا مؤسس جماعة «الإخوان المسلمين»، أصبح ملغياً، على رغم أن الشركة المنتجة هي ذاتها منتجة مسلسل «الشيخ أحمد ياسين».

وعن خلفيته الدينية وتأثيرها في تجسيده أحد أعلام العالم الإسلامي، قال عساف: «تكلم بعضهم عن هذا الموضوع، وأرى أن من المعيب التحدث فيه، فبصرف النظر عن الخلفية الدينية (مسيحية أو مسلمة)، ثقافتنا واحدة، فأنا كمسيحي في سورية أملك الكثير من إسلام الآخر، والآخر كمسلم يملك الكثير من مسيحيتي، سورية فسيفساء عجيب لا يشابه أي مجتمع عربي آخر».

واعتبر عساف أن «من الطبيعي أن يتدنى عدد الأعمال الدرامية خلال هذا الموسم نتيجة الأحداث التي تمر فيها سورية». وقال: «علينا تحييد الحركة الثقافية الدرامية، فالدراما معنية بهموم الإنسان ومشاكله، ومهمتها تقديم الواقع، وهذا ما يحدث في الموسم الحالي مع بعض الأعمال التي تحوي إشارات وإدانات ومواقف، سواء تجاه السلطة أو المعارضة، ومهمتنا أن نقول رأينا كمواطنين أولاً وكفنانين ثانياً. علينا تهدئة الأمور، لتبرز سورية ذات المكون الضخم الحضاري والتاريخي، فالغرب يعرف ماذا يريد من تقسيم المنطقة. لهذا، أتمنى على المعارضة والسلطة الوصول إلى صيغة للحل، وكلامي ليس سياسياً بل إنسانياً».

وعن توجهه إلى تجسيد شخصيات سياسية إسلامية، وكيف يرى معادلة صعود التيار الإسلامي إلى السلطة في العالم العربي، قال: «لا أقدم وجهة نظر سياسية لمصلحة طرف على حساب آخر، بل وجهة نظري كفنان. فمثلاً عندما عرض علي دور حسن البنا قرأت عنه ووجدته رجلاً وسطياً وصاحب فكر تطويري وأعز أصدقائه من الأقباط، من هنا جاءت موافقتي، وليس لأسباب سياسية. والأمر تكرر مع شخصية الشيخ أحمد ياسين، فالحال الإنسانية هي الأساس، والشخصيات التي أجسدها أو سأجسدها وسطية، وهذا المطلوب في الإسلام، فمع وجود المتطرفين يمكن الفنان أن يقدم الوسطية، وأنا لا أملك حال رهاب وخوف من أن ما نقدمه سيجنح من الناحية السياسية نحو التطرف، لأننا نكرس حالاً من الوسطية».

وتطرق عساف إلى القضية الفلسطينية، معتبراً أنها «شمّاعة للحكام العرب الذين يكثرون من الكلام ولا يفعلون»، وأردف: «تعامل الحكام العرب مع هذه القضية أفرز حال غليان داخل المجتمع العربي على الصعيد الاجتماعي والحياتي، بخاصة أن المواطن العربي على المستوى الإنساني كرامته مهدورة، ويعاني من الحريات المفقودة، وعنفوانه مكسور أمام لقمة العيش، وهذا ما سلّم اللعبة للخارج الذي يستغل الوضع الداخلي المهزوز، ما أفرز حالاً من التطرف. من هنا، يأتي دور الفنان في دراسة الحال المجتمعية وتقويمها وتوجيهها نحو الاعتدال. وفي سورية علينا التعامل مع الجميع، فمهما كانت أفكار الآخر، فهو شريك في الوطن، وعلينا معرفة الطريقة المثلى للتعامل مع الآخر بمختلف شرائحه وانتماءاته واضعين نصب أعيننا الفكر الوسطي والمعتدل، طبعاً مع الحرص على الفسيفساء السوري الجميل الموجود».

وتمنى النجم السوري أن يسود الأمن والأمان في سورية، وتابع: «لا بد من التغيير في النظام وفي المعارضة لنصل إلى صيغة مشتركة لبناء سورية الحديثة والمتينة، وأعتقد بأن ذلك يتم عبر الحوار، فالسوريون ليسوا دعاة حرب، وللشعب مطالب محقة جداً، بخاصة من ناحية الحريات والكرامة ولقمة العيش. ومع هذه الثوابت سيكون الانتماء للوطن في أعلى درجاته، والصلح والحوار اللذان أتمناهما لا يمكن أن يتما على الطريقة المعتادة «تبويس شوارب» بل يجب أن يحاسب المذنب، ومهما طال أمد الاختلاف فإن طاولة الحوار هي الحل، لكي نصل إلى سورية متماسكة، من دون أن نعيش فراغاً سياسياً واجتماعياً وإنسانياً».