2012/07/04

نهار جديد.. نهار التسطيح
نهار جديد.. نهار التسطيح

خاص بوسطة- ملاذ الزعبي


تسعى شاشتنا الوطنية إلى خلع ثوب الجمود والرتابة الذي ترتديه مختلف القنوات العربية الرسمية من محيطها إلى خليجها، لكنها في مسعاها هذا تنتقل من قطب إلى آخر غير قادرة على الاستقرار في منطقة "وسط" تستطيع فيها تجنب التفاهة من جهة ونسيان الوعظ من جهة أخرى.

برنامج "نهار جديد" الذي تعرضه القناة الأولى صباح كل يوم كان من البرامج القليلة التي نجحت على مدى العامين الماضيين في خلق حالة استثنائية بين البرامج التي تعرض على الشاشات السورية، فتمكن من استقطاب شريحة كبيرة ومتنوعة من المشاهدين، وقارب العديد من المشاكل التي تعاني منها مناطق متعددة من باب الهوى شمالاً إلى نصيب جنوباً، ودَأبَ على طرح العديد من المواضيع المختلفة بطريقة بعيدة عن الجمود والتكرار.

وبدلاًَ من استثمار هذا النجاح والمتابعة الجماهيرية في مقاربة مواضيع تحتاج إلى التوعية، فاجأنا معدو البرنامج بضيف جديد أصبح ثابتاً أكثر من المقدمين الذي يتناوبون على تقديمه يومياً، هكذا تتم استضافة خبيرة أرقام ولثلاثة أيام أسبوعياً لتجيب على اتصالات المتفرجين وتكشف لهم عن مسار درب مستقبلهم الغامض.

البرنامج، الذي دأب على استضافة أساتذة جامعيين وأطباء واختصاصيين نفسيين وفنانين وفاعلين ثقافيين وأصحاب قرار، لم يعد يستسيغ آراء هؤلاء جميعاً، أصبحت هذه (الخبيرة) قادرة على تقديم ما يعوض عن حضورهم، شعبيتها التي حققتها في أيام دفعت إلى الإعلان عن البرنامج والترويج له وتذكير المشاهدين أن أختنا (الخبيرة) ستكون حاضرة في أيام ثلاثة محددة، وكأنها دعوة في الوقت ذاته إلى المتفرج كي لا يُتابع البرنامج بقية أيام الأسبوع.

لا تكبر الفجوة المعرفية التي تفصلنا عن الغرب لوحدها، نبدو نحن مصرين دائما على زيادة اتساعها عبر ضخ موجات من التسطيح في عقل المشاهد الذي لم يعد يجد وسيلة غير "علم الأرقام" للتخطيط لمستقبله.