2012/07/04

أبُكاليبس.. فنٌ من ألم
أبُكاليبس.. فنٌ من ألم

خاص بوسطة- رامـي بـاره

"أبُكاليبس: الحرب العالمية الثانية" هو عنوان السلسلة الوثائقية المدبلجة إلى العربية، والتي بدأت محطة ناشيونال جيوغرافيك بعرضها بشكل أسبوعي.

لعلنا اعتدنا على مشاهد الدمار والموت التي صنعتها الحرب النازية، والتي كثيراً ما رأيناها في الأفلام الوثائقية، ولكن رؤيتها اليوم بالألوان أضافت إليها الكثير من المشاعر والأحاسيس الجديدة التي لم نعشها من قبل، فبعد أن كنا نواسي أنفسنا باعتبار أن تلك الأحداث المدمرة التي شاهدناها بالأبيض والأسود مجرد صور تاريخية منهكة مشوشة ومنخفضة الجودة، عدنا لنتابعها اليوم بعد أن دبت فيها الحياة والألوان، لنكون على موعد في مساء كل خميس مع جزء من ملحمة وثائقية أبطالها "هتلر" المجنون، و"تشرشل" الأنيق، و"ديغول" الضخم، يؤدون سيناريو محكم من تأليفهم لن يُكرر ثانيةً، مع لقطاتٍ استثنائية في معانيها التي تحمل شحناتٍ لا تنتهي من الدلالات، ولو قام بتصوير جزءٍ كبيرٍ منها بعض الموهوبين غير المحترفين، كالمقربين من هتلر.

ناهيك عن كم الكبير من المعلومات العسكرية والتاريخية التي يتخللها تعليقات تفصيلية ملفتة، بالإضافة إلى العنوان الموحي الذي يحمله كل جزء من السلسلة، لتشكل هذه المجموعة المنتقاة من كل ما صوّر عن حرب العالم الثانية ستة أجزاء استثنائية في تاريخ السينما الوثائقية.

فإن شاهدنا هذه الملحمة أو حلقةً منها، بالتأكيد سندرك كيف يمكن لمادةٍ وثائقية أحياناً، وبعد هذه السنوات، أن تنافس وبقوة ما تنتجه الدراما المعاصرة اليوم.