2012/07/04

محاولات عديدة لإنشاء صناعة سينمائية في سورية
محاولات عديدة لإنشاء صناعة سينمائية في سورية

من "تحت سماء دمشق" إلى "نور وظلام" ثم النهضة الجديدة

حتى الآن لم تقم صناعة سينمائية محلية؟

حتى الآن، ما تزال سورية تعيش في الأفلام المستوردة، تأنينا من مصر  ومن الولايات المتحدة، ومن فرنسا ومن بريطانيا ومن الهند، ومن لبنان. لا يغني هذا أنه لم تبذل محاولات في الماضي، أو أن المحاولات قد جمدت وتوقفت، بل العكس ...إن المحاولات الآن تبدو على أنشط ما تكون عليه.

المحاولة الأولى

في سنة 1938 قامت المحاولة الأولى على يد أيوب بدري، وكانت محاولة لإنتاج فيلم صامت، وقد أنتج الفيلم فعلاً واسمه "تحت سماء دمشق"، غير أن في هذه اللحظة التي بدا فيها إنتاج الأفلام الصامتة في سورية، كان الفيلم الناطق قد بدأ يغزو الصالات القليلة الموجودة في المدن الرئيسية، مما أمات هذه المحاولة في مهدها وقد تبعت هذه المحاولة محاولات مماثلة قام بها أشخاص آخرون. غير أنها لم يكتب لها النجاح.

محاولة أخرى...

وأثناء الحرب العالمية الثانية جاء رجل إيراني، وكان يزعم انه يريد إنشاء صناعة سينمائية سورية، وإنتاج أفلام إيرانية سورية مشتركة، وقد اتفق مع المرحوم عبد الوهاب أبي السعود على كتابة سيناريو أول فيلم ، غير انه بعد كتابة السيناريو....ذهب الإيراني، ومات المشروع.

نور وظلام ...

وكان أول فيلم سوري ناطق وكامل هو فيلم نور وظلام الذي أنتجه استوديو نزيه شهبندر في دمشق عام 1947 ، وقد مثل ادوار البطولة فيه رفيق شكري وإيفيت فغالي وعبد الهادي الدركزلي  وأم كامل وأبو رشدي وغيرهم. وقد لاقى هذا الفيلم نجاحاً لا بأس به، وكان بحق باكورة الإنتاج المحلي.

وقد تبع هذا الفيلم.. فيلم "عابر سبيل" الذي قام بإنتاجه وتصويره وأخرجه أحمد عرفان، ومثله نجيب السراج، غير ان هذا الفيلم لم يكن في مستوى فيلم نور وظلام...قصةً وتكنيكاً.

استوديو الجيش

بعد ذلك بدأ الجيش السوري يهتم بالسينما.. وبدا يحاول تأسيس استوديو خاص به، وقد تم بالفعل تأسيس هذا الاستوديو، ويعتبر من أحسن الاستوديوهات في المنطقة.

ولم يكتب للسينما السورية أن ترى النور بشكل إنتاجي مستمر، بسب عدم إيمان الممولين بهذا الميدان الرابح، غير أن المحاولات الفردية استمرت، فأنتج زهير الشوا فيلماً سماه "الوادي الأخضر" عرض منذ مدة، ويحاول جوزيف فهدة إنتاج فيلم، كما يحاول خالد حمادة إنتاج وإخراج فيلم عن الثورة السورية، في حين تعمل وزارة الثقافة والإرشاد القومي ، واستوديو الجيش في إنتاج أفلام تسجيلية وإخبارية وتوثيقية عن معالم الحياة السورية.

الأمل...

والأمل الآن معقود على هذه المحاولات السينمائية التي يبدو لأول مرة، أنها ستوفر صناعة سينمائية سورية .... لأنها تتم بناء على دراسة مسبقة ، وخطوات وئيدة ولكنها مقدامة.

المـضحك المبكي21/10/1962