2016/09/21

موسم هجرة المذيعين من القنوات المصرية
موسم هجرة المذيعين من القنوات المصرية

الحياة - هبة ياسين

تشهد الخريطة الإعلامية المصرية تغييراً كبيراً وسريعاً يشير إلى أنها على أعتاب مرحلة جديدة تم تحديد ملامحها مسبقاً ويجري التنفيذ حالياً، عقب فترة من الانحسار والخسائر أصابت الفضائيات خلال العامين الماضيين. وشهد العام الحالي طفرة مختلفة السمات اذ بيعت قنوات واندمجت أخرى، فأعلنت قناتا «النهار» و«سي بي سي» عن اندماجهما الاقتصادي في أيار (مايو) الماضي، واشترى رجل الأعمال ومالك مجموعة إعلام المصريين أحمد أبو هشيمة شبكة قنوات «أون تي في» المملوكة لنجيب ساويرس. وأطلقت اخيراً مجموعة قنوات «دي أم سي» المملوكة لشركة «دي ميديا» التي أعلنت الاندماج مع مجموعة إعلام المصريين معللة ذلك بسعيها إلى إنشاء كيان إعلامي مصري قادر على المنافسة لاستعادة الدور الريادي للإعلام المصري إقليمياً ودولياً.

وتنافست القنوات على التعاقد مع نجوم المذيعين وشهدت عملية انتقال واسعة من قناة إلى أخرى فتعاقدت قناة «أون تي في» مع المذيع عمرو أديب الذي غادر شبكة تلفزيون «أوربت» بعدما عمل فيها نحو 20 عاماً، وتعاقدت القناة ذاتها مع الفنانة رجاء الجداوي والداعية سعد الهلالي ليشاركا أديب تقديم برنامجه.

وتغزو قناة «دي أم سي» السوق الإعلامية بموازنة ضخمة من خلال مجموعة من القنوات، فتعاقدت مع مذيعة قناة «المحور» إيمان الحصري ورامي رضوان الذي كان يقدم برنامج «البيت بيتك» على قناة «تن»، كما ضمت محمد عبدالرحمن وعمرو خليل وكلاهما عملا مذيعين في قناة «سي بي سي إكسترا» الإخبارية. واجتذبت «دي أم سي» الفريق الإخباري الخاص بـ «سي بي سي إكسترا» بكامله وعلى رأسه رئيس تحرير القناة منال الدفتار التي انتقلت بكامل فريقها من المحررين الإخباريين، ما أصاب القناة بارتباك حاولت تجاوزه بتعاقدات جديدة كان أبرزها محمد حلمي - رئيس قناة «أون تي في لايف» - والتحق به عدد من فريق عمله من معدين ومحررين، إضافة إلى بعض المراسلين ومن بينهم كبير مراسلي قناة «أون تي في» محمد الحداد. وتنوي «سي بي سي اكسترا» اعتماد خطة جديدة تستهدف تغيير خريطتها البرامجية تمهيداً للاندماج مع قناة «النهار اليوم» لتصبح «اكسترا اليوم»، وستعتمد على التغطية الإخبارية في شكل أساسي، وتقلص نسبة البرامج على مدار ساعات بثها.

وبدأ انطلاق شبكة قنوات «دي أم سي» بقناة «دي ام سي سبورت» قبل أيام وضمت نخبة من نجوم الإعلاميين الرياضيين منهم إبراهيم فايق الذي انتقل من قناة «سي بي سي» ليقدم برنامج «الحريف»، إضافة إلى حسن المستكاوي وحسن شحاتة وزكريا ناصف وأحمد حسن. وتعاقدت القناة مع مذيع قناة «ام بي سي مصر» إبراهيم عبدالجواد ليقدم برنامجاً رياضياً باسم «حصاد الأسبوع».

وانتقل أخيراً المذيع معتز الدمرداش من «ام بي سي مصر» إلى قناة «المحور» ليعاود تقديم برنامج «90 دقيقة»، وتقاسمه تقديم البرنامج المذيعة إيمان عز الدين التي انتقلت من قناة «الحياة» قبل شهور.

وعلى صعيد آخر قرر مالك شبكة قنوات العاصمة سعيد حساسين تطويرها وأسند المهمة إلى رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون الأسبق أسامة الشيخ الذي أعلن إطلاق قناة «العاصمة الجديدة» خلال الشهر الجاري. واستعان الشيخ بالمذيعة السابقة في قناة «دريم» منى سلمان لتقديم البرنامج المسائي الرئيسي (451 فهرنهايت). كما ضمت العاصمة المذيع السابق في قناة «أون تي في» جابر القرموطي ليقدم برنامج «مانشيت القرموطي»، فضلاً عن مذيعة التلفزيون المصري بثينة كامل التي ستقدم برنامجاً اجتماعياً باسم «اعترافات بثينة»، وأسُند للإذاعية إيناس جوهر مهمة التعليقات الصوتية للتنويه عن برامج القناة.

وأكدت المذيعة منى سلمان لـ «الحياة» أنه من المقرر انطلاق برنامجها الحواري على قناة «العاصمة الجديدة» في 25 أيلول (سبتمبر) الجاري.

وأجابت سلمان عن تساؤلات واستغراب بعضهم قـــرار انضمامها إلى «العاصمة» قائلة: «هي قناة جـــديدة قلباً وقالباً يأتي على رأسها المهندس أسامـــة الشيخ، وهو من تواصل معي وأقنعني بقرار الانضــمـــام إلى القناة باعتبارها ستكون ذات سياسة تحريــرية مختلفة، كما أنه ليس بالضرورة أن أتوافق بنســـبة 100 في المئة مع كل ما يقدم على القناة، فكل القنوات التي عملت فيها لم أكن متوافقة مع سياستها التحريرية تماماً وكذلك الأمر مع «العاصمة»، فلابد أن تكون هناك دائماً مساحة تنوع لتقديم ما ارتضيه ولا يخالف ما اعتاده وينتظره جمهوري».

وأضافت سلمان: «تلقيت وعوداً وتطميـــنات مـــــن جانب الشيخ في شأن الاستقلال التحريري للقناة، كما أن مالك القناة أكد عدم تدخله فـي السياسة التحريرية، وأنا أعمل بمساحة من الاحتراف فلست هاوية فـــي مجال الإعلام وأتمنى أن تكون تـــجــــربة ناجحة، فالقناة تضم مجموعة مــن الأسماء الإعلامية المحترمة التي ستحــاول أن تقدم تجربة متميزة، وكل شيء خاضع للتجربة أولاً وأخيراً».

وعن رأيها في فكرة الاندماج بين القنوات، قالت: «هذه خطوة تأخرت وستساعد على خلق كيانات كبيرة قادرة على المنافسة في السوق المصرية والعربية لأن وجود عدد كبير من الكيانات الصغيرة لن يستطيع تقديم محتوى إعلامي بخاصة أن المضمون الإعلامي يحتاج إلى نفقات طائلة».

وحول المخاوف التي يطرحها بعضهم حول أن اعلام الصوت الواحد سيكون سمة المرحلة المقبلة، قالت: «أتمنى ألا يكون الأمر على هذه الصورة لأنه إذا غابت الأصوات المتعددة فسنفقد الجمهور الذي سيبحث عن اختيارات أخرى وقنوات تستغل هذا الفراغ كي تبث دعاية كاذبة أو سيلجأ إلى قنوات معادية مثل قنوات «الإخوان» التي ستكتسب أرضية جديدة بفعل ذلك، فالاختلاف سنة الحياة ولابد ألا تغيب الأصوات المختلفة طالما كانت على أرضية وطنية».