2012/07/04

الفنانة كندة علوش
الفنانة كندة علوش

  *   مشروعي الأساسي كان في الإخراج أكثر من التمثيل.. *  هذا العام شاركت مع المخرج المصري شريف عرفة بفيلم "أولاد العمة" وقد صورنا في جنوب أفريقيا وسيعرض الفيلم في العيد.. *  الفنان السوري لديه تعطش كبير للسينما. *  مشروعي ليس مجرد تواجد على الشاشة وأن أكون موجودة، فأنا أبحث عما هو متميز ومختلف وخاص. *  على ماذا "سيكبر رأسي" فلم أقدم ما يستدعي ذلك، فمشاركاتي لم تكن كلها بأدوار كبيرة..   بوسطة- علي أحمد   مع أن الفنانة كندة علوش درست النقد المسرحي إلا أنها أثبتت من خلال مشاركتها التمثيلية أنها تمتلك موهبة فنية عالية في التمثيل حيث جسدت العديد من الشخصيات الدرامية الهامة. وأكثر ما يميز أداء الفنانة كندة أنها طبيعية وغير متصنعة، وهي تماما كما تصف نفسها واقعية.. وإن كنا نميل أكثر لوصف آخر وهو أنها "جدية" بمعنى أنها تعرف تماما ما لها وما عليها، والأهم أنها تعرف هدفها وتسعى للوصول إليه بجدارتها.. وكان لبوسطة اللقاء التالي مع الفنانة الشابة الواعدة..   *ماذا عن مشاركتك في الفيلم "مرة أخرى"؟ **كانت الفكرة مغرية بالنسبة لي، من كل الجوانب ، من حيث أنه فيلم سينمائي طويل من إنتاج المؤسسة العامة للسينما وبمشاركة القطاع الخاص، والنص مختلف عن كل ما شاهدت في السينما السورية، وهو معاصر من حيث فكرته وأسلوب طرحه، والدور الذي أسند لي كان عاملاً مغرياً في هذه التجربة، فهو من الأدوار القليلة التي اشتغلتها في التلفزيون والسينما، إذ تشعر أنها حياتية من لحم ودم، ليس لها لون واحد فهي متعددة الألوان، وتفاجأ الآخرين بردود أفعالها، فلا يتوقع أحد ما ستفعل، فنرى منها لحظات إيجابية وسلبية وفي لحظات تكون غاية في الطيبة، فالدور فيه تلون ومغري فيه الكثير من المتناقضات وخطه البياني ليس ثابتاً.  بالإضافة إلى المشاركة مع مخرج شاب (جود) في تجربته السينمائية الأولى، وأنا على معرفة به وبتجاربه السابقة، وهذا ما شعرنا به في لحظات التصوير، إذ شعرت أنه يوجد نفس جديد بالتعامل مع السينما والممثل والتوجه العام للفيلم، وهذا ما أوجد حس جماعي لدى المشاركين في الفيلم، فالكل لديه شعور بتبني العمل وكأن المشروع مشروعهم، وهذا الكلام ليس للدعاية، فتجد أن هناك ألفة بين الجميع. أتمنى أن تكون هذه المشاعر والتبني، أن ينعكس على نتيجة الفيلم ويشعر به الجمهور. *إلى أي درجة تشعرين أن ردود أفعال الشخصية مقنعة وحقيقية؟ **الشخصية مكتوبة في سيناريو العمل بتقنية عالية، وتبقى وظيفة الممثل أن تقنع الجمهور بأفعاله وردودها، فلا يوجد فعل تقوم به كندة نشاز، فالأفعال ضمن خط الشخصية وتأتي بصورة مدروسة ومنطقية. *كيف تعملين على الشخصيات التي تمثلينها؟ **قبل أي فعل أقوم به أحاول فهم الشخصية التي سأمثلها، فأتبناها وأهضمها وأصدقها، فأحاول أن يكون أدائي لها حقيقي وليس فعه افتعال أو أدعاء، صحيح أنه تمثيل لكن المشاعر تخرج من العمق. *كثير من الشخصيات التي لعبتها يغلب عليها الطابع الرومانسي؟ **هذا ليس خياري، إنما خيار المخرجين، الذين يرون عندي إحساس معين أو في شكلي، فيأخذوني بتوجه محدد نحو أدوار ما يشعرون أنني أناسبها. *وأنت ماذا عنك؟ **دوماً أسعى إلى تقديم أكبر قدر من الشخصيات المتنوعة، ولا تكون تتجه نحو أطار واحد، فقد أكون في أعمال رومانسية أو أم شخصية مرحة أو حزينة، كل الطيف المتعدد من المشاعر والشخصيات، وهذا يبعدني على أكون في لون واحد من الشخصيات. *هل ترتبط خيارتك التمثيلية بدراستك للنقد؟ **بكل تأكيد، فأتروى كثير قبل الموافقة على أية فرصة تقدم لي، فعندما أشعر أن التجربة والدور لا يوجد عنصر هام، فلا يعنيني أن أكون جزء من هذه التجربة، فمشروعي ليس مجرد تواجد على الشاشة وأن أكون موجودة، فأنا أبحث عما هو متميز ومختلف وخاص. *قد يكون التواجد في البداية؟ **لا أعرف إذا ما كان الأمر كذلك، فلا أعتبر أنني عملت كماً كبيراً من الأعمال، مع أنه قد لا يتاح لي الاختيار بشكل دائم، فضمن المتاح أختار الأقرب إليّ والاهم. *عندما كنت طالبة في المعهد العالي في قسم النقد، كانت فكرة التمثيل من أهدافك؟ **كانت واردة في خيارتي، ومشروعي الأساسي كان في الإخراج أكثر من التمثيل، وعندما اخترت النقد كان الأقرب إلى خيار الإخراج، وقد كان التمثيل وارد في حساباتي، لكنني لم أكن أظهره للعلن فبقي في حيز اللاوعي، ولم أترجم ذلك وأخرجه في حيز التنفيذ، كنت أفكر وأحبه وتدغدغني هذه الرغبة. وعندما جاءت الفرصة الأولى مع المخرجة رشا شربتجي في مسلسل "أشواك ناعمة"، والجرأة التي وافقت فيها على الدخول في مجال التمثيل بينت حبي ورغبتي وشغفي لهذه المهنة، وفوراً وافقت ولم أتردد، ومن وقتها لم أتوقف العمل.**إلى حد ما هي جيدة، وهذا العام كانت نوعية، فكما قلت أنني أبحث عن المميز والنوعي فيكفي هذا العام أنني شاركت في ثلاثة أفلام روائية سينمائية طويلة، ولم يمضي على مسيرتي الفنية أربع سنوات، وهذا بالنسبة لممثل سوري  شيء هام.. فهناك نجوم لا يوجد في أرشيفهم أية مشاركة سينمائية. *ما هي هذه المشاركات؟ **التجربة الأولى بفيلم قصير مع المخرج حاتم علي، وثم مع المخرج هيثم حقي في التجلي الأخير لغيلان دمشق، وهذا العام شاركت مع المخرج المصري شريف عرفة بفيلم "أولاد العمة" وقد صورنا في جنوب أفريقيا وسيعرض الفيلم في العيد وسيكون من الأفلام الهامة في مصر والمخرج من المخرجين الهامين في مصر، كما شاركت في الفيلم الإيراني "اليقظة" الذي يتناول القضية الفلسطينية، وهو للمخرج الإيراني عباس رافعي، وكانت خطوة هامة مع مخرج مميز ومع السينما الإيرانية التي تقدم تجارب هامة في العالم ولها خطها الخاص. وأخيراً فيلم "مرة أخرى" مع المخرج جود سعيد. وهو من أهم التجارب إن كان على مستوى الشخصية التي ألعبها أو مستوى المشاركة أو حتى كتجربة، وبصرف النظر عن أهمية المشاركات التلفزيونية هذا العام، إلا أنني أعتبر مشاركتي السينمائية في ثلاثة أفلام هي ترجمة للهدف الذي أسعى إليه طيلة الفترة الماضية، وشعرت أنني بدأت الوصول إلى ما كنت أحلم به، وإنشاء الله أن تبقى متاحة لنا مثل هذه الفرص.**أنا سعيدة بهذه التجارب، وأرى في الحالة الجانب الإيجابي فيها، مع أن الموضوع يبعث على القلق، خاصة أن فرص العمل السينمائية في سوريا قليلة، وقد لا تتكرر الفرصة بعد ذلك إلا بعد مرور وقت طويل. وطالما نحن نتحدث عن السينما أتمنى يبقى في سوريا حراك سينمائي سواء من جهة القطاع الخاص أو العام، فالفنان السوري لديه تعطش كبير للسينما. *تعدد الفرص المتاح لك، ألا يمكن أن يحد من مشاركتك القادمة، وتصبح خياراتك أصعب؟ **لا أعتقد أنه يمكن أن يحصل معي ذلك، فأنا واقعية، ولأنني أعرف حال الدراما السورية وكيف تسير الأمور فيها، وأعلم أن ما حصل معي هذا العام ليس حالة عامة ولن يدوم، فقد كنت محظوظة بهذه الفرص، وسأعمل بكل جهد عندي من أجل أن يتكرر ذلك معي، وإذا لم يحصل ذلك، فسأتعامل بجدية مع الفرص التي تقدم لي. *يغلب عليك الجانب العملي في شخصيتك؟ **نعم أنا عملية ولست رومانسية وأتعامل مع الأمور بمنطق وواقعية، وعندما لا تأتي الفرص لا أصاب بالإحباط، فلا أنتظر وأحلم ، فحيز أحلامي مسيطر عليه. *ألا تخشين من أن يكبر رأسك؟ **إنشاء الله لا أصاب بهذه الحالة، ثم على ماذا سيكبر رأسي فلم أقدم ما يستدعي ذلك، فمشاركاتي لم تكن كلها بأدوار كبيرة. وطالما أن الإنسان مرتبط بالأرض، فإنه يعرف تماماً الأجواء المحيطة به، ويعمل على ذاته فإنه سيبقى متوازن.   *ماذا عن مشاركتك التلفزيونية؟ **شاركت مع المخرج مروان بركات في مسلسل "سحابة صيف" ثم شاركت مع المخرج فهد ميري في مسلسل "صراع المال" ومشاركة مع المخرج شوقي الماجري في مسلسل "هدوء نسبي" وأشارك مع المخرج رامي حنا في بتجربته التلفزيونية "على قيد الحياة" من إنتاج أوربت. *في زحمة العمل متى تلتقين بزوجك؟ **هو مشغول بعمله في تلفزيون المشرق، ونلتقي في أوقات قليلة، ونحن ندعم بعضنا في عملنا، فلم يحاول أن يضغط عليّ رغم غيابي الكبير عن البيت، وربما يكون ذلك إيجابي في حياتي، وهذه الحالة لن تستمر طويلاً ففي المستقبل سيصبح عندنا أولاد وتتغير ظروف حياتنا.