2013/07/28

 بعد عشرين عاماً على إنتاجه: علية خمس نجوم... مازال قادراً على إضحاكنا... رغم المرارة
بعد عشرين عاماً على إنتاجه: علية خمس نجوم... مازال قادراً على إضحاكنا... رغم المرارة

بوسطة- محمد الأزن

وسط زحمة العروض الرمضانية، أصبح للكثير من السوريين موعد لا يخلفونه، مع  إعادة عرض مسلسل"عيلة خمس نجوم"  على تلفزيون "الجديد" وقت السحور.. هذه المحطّة اختارت بذكاء ملفت إدراج هذا العمل ضمن قائمة عروضها الرمضانية، بما يحتله من مكانة محببّة في ذاكرة المشاهد السوري الذي يتابعه هذا العام بكثيرٍ من المرح، والحب، والمرارة...

فبعد مضي عشرين عاماً على إنتاجه، ورغم عشرات العروض الاستعادية خلال تلك السنوات مازال نجوم هذا العمل ينجحونبرسم البسمة على وجوه المشاهدين، بل وإضحاكهم في الكثير من المواقف بأدائهم العفوي، والقريب من  المشاهد، لتستحق هذه العائلة لقلب"عيلة خمس نجوم" بجدارة.

أداء كفيلٌ بتذكيرك بشكل قاطع، لماذا أحببت أولئك الفنّانين: سامية الجزائري، أمل عرفة، فارس الحلو، وأندريه اسكاف؟... وإلى أي حد يمتلكون رصيداً في ذاكراتك، يجعلك تتجاوز عن هفواتهم أحياناً، وتبدو واثقاً أحياناً أخرى، وبشكلٍ مسبق بجمالية أي دور مستقبلي سيقدموه...  ويقودك للتساؤل أحياناً ثالثة كيف لفنّان قدّم هذه البداية الرائعة أن يصل إلى هنا؟!!

ومع هذا العرض يستعيد المشاهدون أيضاً، وبكثيرمن الحب، عفوية الإطلالات الأولى للكثير من فنّانيهم السوريين المفضلين، واللذين أصبحوا نجوماً اليوم، ومن بينهم: سلافة معمار، وشكران مرتجى، وآخرون..، إلى جانب شخصيات ظهرت في العملوتركت أثراً محبباً في ذاكرة المشاهد كشخصية "أبو وصفي- الدلال"، و"أبو محمود- السمّان"، "أم خالد- الجارة اللدودة"، و"أم تيسير- الصديقة الوفيّة لأم أحمد"، و"عوض"..

أما المرارة... فلحالنا الذي نعيشه اليوم، ونحن نرى محاولات عائلة سورية، وحِيَلها الطريفة للإستمرار رغم صعوبة الظروف الاقتصادية مطلع تسعينيات القرن الماضي، ونقارنها بما آلت إليه أوضاعنا مؤخراً، في ظل ظروف الحرب القاسية، لنجد الأسؤا بعد عشرين عاماً...

"عيلة خمس نجوم" كرّس حلقة كاملة تقريباً، لمراجعة "أم أحمد بلاليش" الدقيقة، لحساب "أبو محمود السمّان"، وحينما يخبرها بأن الحساب يتجاوز الخمسمئة ليرة بقليل، تسأله مستغربةً: "شو أنا اشتريت البزورية كلها"... مشاهد طريفة، تابعناها مع الكثير من الأسئلة المرّة عن حال الأسعار اليوم.

وفي حلقةٍ أخرى، ومشهد آخر، "عوض" التي تزور خالتها في دمشق، وسط معاناتها من فوبيا الحرب الأهلية اللبنانية؛ ترتعد خوفاً من اصطدام كرة بزجاج النافذة، وتصرخ: "يادلّي قصف... شو ننزل عالملجأ"، فتطمئنها "أم تيسير" قائلةً: "شو قصف، وقنص... نحن ما عنّا هالشغلات"... لنكتشف أن هذه الفوبيا أصبحت جزءاً من حياتنا اليومية كسوريين، ولكن بلا ملاجئ.

أما مشهد " الصوبية" التي نفثت "شحّارها" في وجه عائلة "أم أحمد"، فربما أثار شجون الكثير من السوريين، الذين قضوا الشتاء الماضي، وربّما ماقبله بدون "صوبية مازوت"، لأن "المازوت" أصبح رفاهيةً، إن توفّر بالأصل.

 وربما كل تلك الأحزان العابرة... لا تلبث أن تتلاشى ولو للحظة... أمام ضحكةٍ من القلب، لازال مسلسل "عيلة خمس نجوم" قادراً على منحنا إيّاها...