2013/05/29

لا خوف على الدراما السورية...الأزمة أصابتها لكنها لم ولن تقتلها
لا خوف على الدراما السورية...الأزمة أصابتها لكنها لم ولن تقتلها


وائل العدس – الوطن السورية

في الوقت الذي ختم فيه وسيم السيد مشاهد مسلسله، قص مخرجون آخرون شريط أعمال جديدة تحضيراً للموسم الرمضاني القادم.

وبعكس التوقعات، فإن الدراما السورية تشهد نشاطاً أكثر من المعتاد لدرجة تبعث التفاؤل بنفوس أهل الفن الذين بدوا جديين بصناعة موسم درامي يليق بسمعة الدراما المحلية على صعيدي الكم والنوع.

وتتنوع الأعمال الجديدة بين الاجتماعية والكوميدية والبيئية، مع غياب الأعمال التاريخية التي تحتاج إلى إمكانيات إنتاجية ضخمة والكثير من الجهد والبشر.

أول الأعمال

«روزنامة» هو العمل الأول الذي أنهى كل مشاهده بمشاركة شبابية واسعة، ويتألف من 30 حلقة، تبلغ مدة كل واحدة نصف ساعة، وتدور كامل أحداثه في كلية الآداب، ويغوص في عوالم مجموعة من الطلبة الجامعيين الذين يمرون خلال «روزنامة» الفصل الدراسي بأحداث ومواقف متنوعة تضعهم في مواجهة ذواتهم وبعضهم بعضاً، ليظهر حرم كلية الآداب كمجتمع متكامل بأطياف وأنماط ومستويات متعدّدة أكثر من أنه مجرّد مكان للتحصيل العلمي، وهو من بطولة: جهاد سعد، رشا الزغبي، وسيم الرحبي، مازن عباس، رائد مشرف وآخرون.

البيئة الشامية

شارف المخرج المثنى صبح على الانتهاء من تصوير مسلسله «ياسمين عتيق» بعد نحو خمسين يوماً من العمل متنقلاً بين دمشق والسويداء. العمل من بطولة: سلاف فواخرجي، غسان مسعود، فادي صبيح، منى واصف، روعة ياسين، سلمى المصري، أمارات رزق.

ويغطي المسلسل مرحلة مهمة وثرية من تاريخ سورية عامة وخصوصاً دمشق في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، تبدأ بحكم الوالي رؤوف باشا على دمشق، مروراً بحكم الوالي علو باشا وسليم باشا وصولاً إلى حملة إبراهيم باشا والازدهار الذي سيحل بالبلاد. كل ذلك يُسرد ضمن أجواء البيئة الشامية المحببة وعبر حواراتها الحية، ومن خلال حكاية «جورية» المسلمة و«زمرد» المسيحية اللتين ستجمعهما الأقدار في مصادفة غريبة، تسوقهما بعد ذلك الأحداث الشيقة في رحلة طويلة ملأى بالمغامرات المثيرة في حواري الشام بين الجامع المعلق وكنيسة باب توما الأثرية.

وفي نفس السياق يخوض مروان بركات تجربته الإخراجية الأولى في البيئة الشامية في «قمر الشام» الذي يتنقل حالياً بين حارات الشام، وهو من بطولة: منى واصف، رفيق سبيعي، بسام كوسا، ديمة قندلفت، طارق مرعشلي، محمد كريم، فايز قزق، آل رشي، سليم كلاش، أحمد الأحمد.

أما أحمد إبراهيم الأحمد فباشر بالإعداد لجزء ثان من «زمن البرغوت» مع غياب عدد من نجوم الجزء الأول أمثال أيمن زيدان وأمل بوشوشة وعبد الهادي الصباغ.

هنا طرطوس

انطلقت أولى مشاهد «صرخة روح» للمخرج ناجي طعمة في طرطوس، وهو عمل فريد من نوعه باعتباره يتألف من ست خماسيات تتحدث في مجملها عن قصص الخيانة.

وحملت الحلقة الأولى اسم «الخيانة الخرساء» ولعب بطولتها كل من هبة نور ويزن السيد ومحمد خير الجراح وتولاي هارون، وقام بتأليفها لمى إبراهيم، في حين لم يتم الكشف عن أبطال باقي الحلقات.

العمل المؤلف من ثلاثين حلقة يتحدث عن قصص الخيانة الزوجية بطرح جريء وعميق، كما يتطرق إلى قصص الخيانة المحرمة من خيانة الأخت مع زوج أختها، وأم مع زوج ابنتها، وأخ مع زوج أخيه، وهكذا.

جزء مختلف

تبدو المقدمات مبشرة لإنتاج جزء عاشر مختلف ومستحدث من سلسلة «بقعة ضوء»، وخاصة أنه سيظهر بحلة جديدة في محاولة لتكريس كوميديا الموقف عبر الكلمة الهادفة والفكرة اللامعة، لتتركز سياسته في الخروج من المحلية إلى العربية والعالمية دون تجاوز هموم المواطن السوري والعربي ومعاناته في كل زمان ومكان، وفي رصد كوميدي ساخر لأبرز الظواهر والحكايات الشيقة، من خلال مجموعة من اللوحات الناقدة والهادفة.

العمل سيصور بعد نهاية العام الحالي، في حين لم تكشف هوية مخرجه حتى الآن.

مجموعة نساء

أيام قليلة وتدور كاميرا المخرج سمير حسين لتصوير مسلسل «نساء حائرات» وهو من بطولة: أسعد فضة، رشيد عساف، أيمن رضا، جهاد سعد، فاديا خطاب، وائل رمضان، مصطفى الخاني، نادين خوري، ضحى الدبس، سوزان نجم الدين، لينا دياب، ميلاد يوسف، تيسير إدريس، مروى أحمد، جيانا عنيد، ماسة زاهر. وتدور أحداث المسلسل الاجتماعي حول مجموعة من النساء ذوات أعمار مختلفة وأوضاع اجتماعية مختلفة ليتحدث عن تأثير العنوسة والطلاق والهجران الزوجي والرغبة في الإنجاب والعنف الجنسي وغيرها في حياتهن. يجتمع أبطال العمل بشكل رئيسي في إحدى الدوائر الحكومية كموظفين، لكل واحد منهم حياته وهمومه وأحلامه وآماله فتقوده دروب الحياة نحو مصائر قد تكون إيجابية أو سلبية حسب خيارا4ته.

من بيروت

على الجانب الآخر تستعد عدسة المخرج أسامة الحمد للدوران لتصوير مشاهد «نيران صديقة» في بيروت بمشاركة فنانين من الدراما السورية واللبنانية.

ومن الأبطال المشاركين: باسم ياخور، لورا أبو أسعد، محمد حداقي، ميسون أبو أسعد، فادي صبيح، أحمد الأحمد، أندريه سكاف وآخرون.

المسلسل اجتماعي كوميدي مبنية فرضياته على أساسيات العلاقات الاجتماعية الريفية من منطلق المجاورة الحدودية التي تفرضها الجغرافيا بين دولتين متجاورتين وطبيعة العلاقة الاجتماعية والاقتصادية بينهما وتعكس منطق هذه الشخصيات والبيئة والكم المعرفي لديها.

انحسار طبقة..

تزامناً مع انطلاقة العام الجديد، ينطلق مسلسل «سكر وسط» مع مخرج لم يعرف بعد، ليتحدث عن قضية هامة وحساسة وآنية تطرح للمرة الأولى على الشاشة السورية، إلا وهي انحسار الطبقة الوسطى في المجتمع، وتكبدها هزيمة ساحقة في ظل المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية الأخيرة التي أسفرت عن زيادة الهوة بين طبقتي المجتمع.

وسيسلّط المسلسل الضوء على أزمة غلاء العقارات التي يشهدها العالم، وخصوصاً سورية، والمضاربات الهائلة التي حدثت في هذه السوق عبر حكاية عائلة «أبي نبيل» المتوسطة الحال التي تعيش في منزل عادي وسط دمشق، لكنّها تضطر لبيع منزلها وهو كل ما تملك في هذه الحياة للانتقال إلى منزل آخر. بعدها، يجد أفراد العائلة أنفسهم وقد دخلوا في دوامة قاسية وأزمة حادة إلى أن ينتهي بهم الأمر في إحدى حارات العشوائيات التي تحيط بالمدينة. هذا الانتقال الحاد من بيئة دمشقية إلى بيئة عشوائية هجينة لها أمراضها وثقافتها وقوانينها الخاصة، سيحدث تغيرات جوهرية في بنية العائلة وعلاقاتها على كل المستويات. كما سيضيء المسلسل للمرة الأولى على مافيا الجمعيات التعاونية وعلى ملفّ الفساد المستشري في المحافظة عبر شخصية مهندسة المحافظة جومانة.

زمنان مختلفان

أما رشا شربتجي وقبل أن تبدأ بجزء ثالث من «الولادة من الخاصرة» تدخل في تصوير «حبة حلب» الذي تدور قصته في زمنين مختلفين الأول في سنوات الأربعينيات من القرن 20 والثاني بعد الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة الأميركية في 11 أيلول 2001، وانعكاسات ذلك على الوضع العام عربياً وعالمياً، كما يناقش العمل العديد من القضايا الاجتماعية مثل الحب والزواج ويعرّف بالمجتمع الحلبي.