2012/07/04

من أجل تخفيف الضغط عن زهرات شاشتنا
من أجل تخفيف الضغط عن زهرات شاشتنا

عبادة تقلا

وجوه جديدة من المذيعين و المذيعات قد تنضم إلى طاقم العمل على شاشتنا، و ذلك بعد الإعلان عن مسابقة لتعيين عشرة مذيعين و مذيعات! و من الممكن أيضاً ألا  نرى إلا المذيعين كون السنوات الأخيرة قد  شهدت إطلالة  عدد من المذيعات الجديدات اللاتي، ربما، تشكل المسابقة الفرصة التي  يحتجن إليها  من أجل التثبيت! بعيداً عن هذه الأمور، نتذكر إطلالة واحدة من المذيعات المذكورات منذ مدة على شاشة قناتنا الأولى،  وتحديداً في الساعة العاشرة مساء، لتزف إلينا خبراً صاعقاً مفاده أن شاشتنا الحبيبة ما تزال  ساهرة معنا ومستمرة في إرسالها الكريم حتى ذلك الوقت! واعترافاً مني بحسن صنيع المذيعة قررت التوقف عن توجيه أي ملاحظة لزهرات شاشتنا، والالتفات إلى مذيعينا الكرام:  لتكن البداية مع ذلك المذيع الذي عرفناه  قبل عدة سنوات مقدماً لنشرات الأخبار، ورأينا جيداً كيف  بنى سوراً منيعاً بينه وبين الابتسامة، وبعد أن غمزت الصحافة من قناته قرر التحامل على نفسه فضبط لمرة أو مرتين متلبساً في مشروع ابتسامة فاشل، فما كان منه إلا أن عاد إلى سيرته الأولى ولسان حاله يقول: اكتبوا ما شئتم، واغمزوا ما استطعتم فأنا مقدم نشرات أخبار لا برامج منوعات. مذيع آخر لا تقتصر موهبته على تقديم نشرات الأخبار، بل تتعداها إلى اختراع برامج موسمية غايتها تسليط الضوء على طلابنا المتفوقين ودفعهم إلى معترك الحياة مزودين بالكثير من التوجيهات الأبوية والنصائح المفيدة.  أما البداية  المبشرة لذلك المذيع فقد كانت في مجال التعليق الرياضي، ومهما نسيت لن أنسى تعليقه قبل سنوات على مباراة للمنتخب البرازيلي  ووصفه كابتن البرازيل في ذلك الوقت (ومدربها الحالي دونغا) بصاحب القدم الطويلة! حتى هذه اللحظة لم أفهم معنى تلك الكلمات، وربما  يكون السبب في ذلك  خروجها من فم  مذيع سمعت أنه يحمل درجة الدكتوراة في اللغة العربية، أتمنى أن يكون الأمر مجرد إشاعة لأن العربية تشهد مجلس عزاء حقيقياً كلما أطل حضرته على شاشتنا! أما النموذج الثالث فبطله مذيع  موسوعي  يفهم في كل شيء من السياسة إلى الفن مروراً بالاقتصاد وعلم الاجتماع. أما ضيوفه غير الأعزاء  فهم عرضة في أي لحظة لانتقاداته اللاذعة ، تشعر وأنت تتابعه على الشاشة بأنه مخول بقول ما يريد والرد على من يريد. حاول مرة ولكنه فشل في أن ينزع عن سحنته وكلماته صفة المذيع صاحب الحظوة. لا يذكرنا الرجل إلا بمعد ومقدم برنامج سياسي معروف كان تعطشه للكلام يتجاوز بكثير رغبته في الاستماع، لذلك اقترحنا  عليه مرة  أن يحل ضيفاً على أحد البرامج السياسية وأن يتكلم ما طاب له الكلام عله، عندما يعود إلى برنامجه، يحرص على استضافة أشخاص تتجاوز مشاركتهم حدود الاستماع إليه أو في أحسن الأحوال التفوه بأشباه أو أشباح كلمات. لكن الرجل لم يتمكن من تحقيق أمنيتنا كونه  ترك التلفزيون كله و انطلق للتألق في مضمار آخر. أحدث إنتاجات شاشتنا من المذيعين  شاب مهضوم جداً كنا فيما مضى نكتفي برؤيته معداً ومقدماً لتقارير رياضية تخص الريشة والسباحة والفروسية في حال غياب الزميل وجيه شويكي، مستخدماً عبارات شاعرية ومصراً على حشرها في أي مكان. ثم بدأ يتمدمد باتجاه إعداد وتقديم البرامج الرياضية والتعليق على مباريات دوري المحترفين. حتى ذلك الوقت كنا نقول: لا مشكلة نتابع المباراة مكتفين بالصورة دون الصوت، و هو أمر ليس بالجديد علينا. لكن الأمر تطور إلى درجة  أن المذيع الشاب  أصبح يعطر نهاراتنا  بطلته البهية وعباراته الشاعرية  في برامج شاشتنا الصباحية! في الفترة الأخيرة خفف الرجل من حضوره معلقاً، وسلم مكانه لشاب متحمس جداً، يعتقد أن الصوت المرتفع هو الصفة الأولى والأهم  للمعلق الرياضي الناجح، و يدعم تعليقه بعبارات جاهزة حفظها من أساتذة مهنة التعليق الرياضي في بلدنا: بطبيعة الحال، اللاعب الرائع، قد يكون، كما يقال  ......... و كان الله في عوننا و عونكم! [email protected]