2015/12/14

كاريس بشار  و وائل أبو غزالة في "خاتون"
كاريس بشار و وائل أبو غزالة في "خاتون"

السفير - روز سليمان

غالباً ما يصعب تنظيم يوم تصوير، كما هو مخطّط له. هنا في مدينة «الفارس الذهبي للإنتاج السينمائي والتلفزيوني» في منطقة يعفور (24 كم غرب دمشق)، تصوّر كاميرا تامر اسحق مسلسل «خاتون»، عن نصّ لـطلال مارديني ومعالجة درامية لـسيف رضا حامد. مشاهد كثيرة معدّة للتصوير في الحارة الرئيسية، في المقهى، في المحال، ومداخل البيوت. لا يتوقّف العمل في موقع التصوير الذي زارته «السفير» حديثاً.

أمام الفريق أربعة أو خمسة أشهر لاستكمال تصوير ستين حلقة، تنتقل خلالها الكاميرا من الحارة إلى المغر، إلى معارك خارجية، وبيوت في الشام القديمة. يعرض العمل (إنتاج «غولدن لاين») على جزءين، الأول في رمضان المقبل، والثاني في الأسابيع التي تليه، أو خلال رمضان 2017.

تجري أحداث العمل في العام 1922، ورغم أنه يميل إلى التاريخي، لكنّه ليس توثيقاً لتلك الحقبة. تتركّز الحبكة على قصّة الزعيم أبو عز الدين (سلوم حداد) وأولاده عز الدين (ميلاد يوسف)، وخالد (يزن السيد)، وأيوب (طلال مارديني)، وفاروق (وائل أبو غزالة )، وزوجته نعمت (ديمة قندلفت) محرّك الشرّ في الحارة، وزمرّد (كاريس بشار)، وخاتون (كندة حنا). ومن شخصيّات العمل عكّاش طليق زمرّد (باسم ياخور)، والزيبق (معتصم النهار)، ويوسف الخال (الضابط الفرنسي)، وحلاق الحارة (أيمن رضا).

أمس، بدأت الممثلة السورية كاريس بشّار تصوير مشاهدها في مسلسل «خاتون»، بشخصية زمرد، بعدما غابت عن التصوير في دمشق منذ مسلسل «خواتم» في العام 2014. وقبلها بأيّام، انضمّت الممثّلة كندة حنّا إلى الفريق، بدور خاتون.

يبدو العمل استكمالاً لمصادر إمتاع بصري وسمعي وفكري في خيال الحكاية الشامية. يعرف اسحق هنا كيف يستحوذ على الجوّ العام ويكيّفه مع من حضر من ممثّلين. يلفت إلى أنّ هناك نقصاً في الكوادر داخل سوريا ليس على صعيد الممثلين فقط، بل أيضاً على صعيد الفنيين، ما يجعل خيارات المنتجين والمخرجين محدودة، نسبة لما كان عليه الوضع سابقاً. ويضيف: «رغم هذه الظروف يسعدني مثلاً أن يؤدي معتصم النهار، وهو وجه شاب، دور الزيبق، الشخصية التي كان مرشحاً لأدائها قصي خولي منذ ثلاث سنوات، فالوجوه الشابة جديرة بالظهور».

لكن أليس في ذلك مغامرة، خصوصاً أنّ الفضائيّات تراهن بالدرجة الأولى على الوجوه المعروفة. يردّ: «إن كانت كذلك، فأنا سعيد بهذه المغامرة. يتابع الناس الدراما التركيّة ويحبّون شخصيّات العمل من دون أن يعرفوا الممثلين. وذلك ليس جديداً على الدراما السوريّة في إطار تكريس البطولة الجماعيّة».

يقول اسحق لـ «السفير» إنّ ما ورد في الإعلام عن اعتذار عدد من الممثلات عن عدم أداء دور خاتون غير دقيق. «اعتذرت نسرين طافش عن العمل لظروف لها علاقة بقدومها إلى سوريا، وتفاصيل تتعلّق بالسفارة الجزائريّة، كما أنّ الاتفاق مع سلافة معمار تعثّر لارتباطها بأعمال أخرى، إلى جانب الشرط المادي. أمّا كاريس بشار فلم تعتذر عن العمل أبداً، ما حدث أنّ النصّ لا يزال قيد الكتابة، وبالتالي كانت هناك شخصيّات غير واضحة المعالم بالكامل. ومن هنا كان من الضروري معرفة دور كاريس بشار إلى أين سيصل، قبل الاتفاق مع فنانة ونجمة مثلها رسمياً».

بالتزامن مع تصوير مشاهده في المسلسل، يستكمل طلال مارديني كتابة الحلقات المتبقية من العمل. يؤدي دور أيوب أحد أبناء الزعيم أبو العز، المتمرّد على والده، والذي ينشغل بتعقّب أخته خاتون لقتلها وغسل العار. يقول لـ «السفير»: «خاتون هي نموذج المرأة الدمشقيّة المتمردة على المجتمع، تحب الضابط الفرنسي تتزوّجه وتهرب معه».

يشارك الممثل زهير رمضان في العمل بدور الزعيم أبو فهد، أحد وجهاء الحارة. ويقول إنّ العمل يتناول العلاقة بين الناس والسلطة، ويجد في ذلك الصراع التقليدي الدائم، «حالة فنية ذات مدلولات رمزيّة وفكريّة». أبو فهد هو خال خاتون، وتتحوّل العلاقة بينه وبين الزعيم أبو العز إلى عداء، بحجة خروج خاتون عن ناموس الحارة الأخلاقيّ.

يؤدي الفنان أيمن بهنسي دور أبو جاسم «السروجي»، شخصية أساسية في الحارة لها علاقة بالثوار ضدّ الاحتلال الفرنسي، هوسها الدائم الدفاع عن البلد والحارة ضدّ الاحتلال الفرنسي. يتعاطف السروجي مع الزعيم أبو العز ضدّ أبو فهد الذي يتسلّم الزعامة لاحقاً، ويريدها خدمة لمصالحه لا أكثر. يعتبر بهنسي أنّه «على الرغم من أن أعمال البيئة الشامية لا تزال مرغوبة في الوطن العربي ولها جمهورها في سوريا أيضاً، إلا أنّ البحث عن كمّ إنتاج كبير، من دون مواضيع قيّمة، يوصل إلى الملل».

يؤدّي ميلاد يوسف شخصية عز الدين، وهو رجل شهم يحمل عبء العائلة ويكون سنداً لها. يخبرنا: «يحمل المسلسل أساسيّات عمل البيئة الشاميّة، من الحتوتة إلى معادلة الممثلين والمخرج والشركة المنتجة إضافة إلى النصّ. في «خاتون» حكاية عائلة بشخصيات تحمل طباعاً إنسانيّة متنوّعة، وهذا من ضمانات نجاح عمل البيئة، ويبقى الأهم هو التعامل مع تلك البيئة بشفافية وحساسية ودراية من دون تشويه».