2016/02/24

سلاف فواخرجي: لا أعتبر بقائي في وطني موقفاً بطولياً
سلاف فواخرجي: لا أعتبر بقائي في وطني موقفاً بطولياً

لها - مايا بنّوت - أحمد مجاهد

يصفها الكثيرون بجميلة الشاشة. قدمت أدواراً لا تُنسى في الدراما التلفزيونية والسينما. إبداعها وعطاؤها الفني لا يتوقفان. فرغم الأزمة التي يعيشها وطنها سورية، والوجع والحزن اللذين يعتصران قلبها، ما زالت قادرة على إثبات أن الفن حياة وأمل وروح، من خلال فيلميها اللذين شاركت بهما في مهرجان الإسكندرية السينمائي، وهما «الأم»، و «رسائل الكرز» الذي تكشف فيه موهبتها في عالم الإخراج للمرة الأولى.
النجمة السورية سلاف فواخرجي تتحدث إلى «لها» عن أفلامها الجديدة، وتكريمها في مهرجان الإسكندرية السينمائي، والحفاوة التي استقبلها بها الجمهور المصري، كما تكشف عما تشعر به تجاه وطنها سورية، ومشاريعها الفنية المقبلة، وعلاقتها بأسرتها والقراءة والموسيقى وطفولتها ونضجها وعمرها و «كليوباترا»...


- ما هو إحساسك بعرض فيلميك «الأم» و «رسائل الكرز» في مهرجان الإسكندرية السينمائي هذا العام؟
فخورة جداً بمشاركتي بفيلمين في مهرجان يحظى بإقبال عربي وعالمي كبير بحجم مهرجان الإسكندرية السينمائي، وسعيدة بإعجاب الجمهور بفيلمي «الأم» كممثلة و «رسائل الكرز» كمخرجة، وهما عزيزان على قلبي بالدرجة نفسها، إلا أن «رسائل الكرز» - خطوتي الأولى في عالم الإخراج السينمائي - كان وقعه مختلفاً عليّ، ولم أتوقع كل هذا الحرص من السينمائيين والمهتمين والجمهور على مشاهدته... وكل تلك الانطباعات الإيجابية زادت حماستي ومسؤوليتي تجاه الأعمال الجديدة.

- وبمَ شعرت بعد فوزك بجائزة في مهرجان الإسكندرية السينمائي عن فيلمك «رسائل الكرز»؟
أقولها بصدق شديد، يكفيني حب الجمهور المصري الكبير، والحفاوة التي استقبلوني بها، فهو بمثابة جائزة كبيرة لي، ومشاركتي في المهرجان شرف لي أيضاً، وسعيدة بالطبع بفوزي بجائزة عن فيلمي «رسائل الكرز» في مهرجان عالمي مثل مهرجان الإسكندرية السينمائي، فهو يحتضن كل الثقافات والأفلام من دول العالم، وله تاريخ عريق.

- ما أكثر ما يشعرك بأنك فعلاً في شوارع القاهرة؟
 لقاءاتي بالناس، والطيبة التي يشتهر بها الشعب المصري.

- فيلمك الجديد «الأم» من إخراج باسل الخطيب لم يحظ بإقبال كبير مثل «رسائل الكرز»، فما ردك؟
فيلم «الأم» يقدّم رسالة إنسانية مهمة جداً، والجمهور تأثر به كثيراً. والفيلمان مختلفان ومهمّان، ولن أكون سعيدة إلا بنجاحهما معاً.

- وكيف تلقيت ردود الأفعال على تجربتك الإخراجية الأولى في فيلمك «رسائل الكرز»؟
كنت مرعوبة وقلقة جداً من رد فعل الجمهور، لكنني سعدت بكل الآراء التي وصلتني.

- ما الرسائل التي يحملها «رسائل الكرز» إلى الجمهور؟
الفيلم حافل بالرسائل التي تعني الإنسان والمواطن العربي. هي رسائل حب للإنسان الذي في داخلنا، رسائل حب في زمن الحرب، ورسائل عشق إلى الوطن والأرض، إلى المبادئ والقيم والمعاني النبيلة، إلى التراث، إلى الأصل، إلى الكلمة الطيبة التي طغت عليها الشتيمة، إلى الأغنية الجميلة التي افتقدناها، إلى الطبيعة بعيداً من الإسمنت... إلى الحقيقة التي هي نحن.

- الكثيرون ممن شاهدوا الفيلم في فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائي بكوا من شدة تأثرهم بأحداثه، فما تعليقك؟
الحمد لله أنه أثّر إلى هذه الدرجة، وأن رسائلي قرأتها القلوب قبل العيون.

- هل ستسيرين على وتيرة الأفلام التي تحمل قضايا وطنية هامة في الفترة المقبلة؟
تعتبر هذه التجربة الإخراجية الأولى في مسيرتي الفنية. وعندما قررت أو عندما تجرأت على اتخاذ قرار الإخراج، كنت أعبِّر عما في داخلي من شغف وحنين، وعن أفكاري التي أقتنع بها. وأعتقد أن ما سأقدمه لا بد من أن يشبهني وأشبهه، من حيث الاختلاف والتقارب والتناقض. المهم أنني أحرص دائماً في أعمالي الفنية على أن أقدم شيئاً راقياً يحترم عقلية الجمهور ويُمتعه أيضاً.

- هل حبّك للتمثيل دفعك إلى الإبداع في الإخراج؟
بالفعل عشقي للتمثيل جعلني أتعلم كثيراً وأفادني في فيلمي الأول. لكن هذا لا يكفي، وكانت لي قراءات كثيرة في عالم الإخراج، مما زادني حماسة ودراية، مع حرصي على التعامل مع الفيلم بعفوية وصدق وإحساس، أي الاعتماد على العلم والمعرفة، ومن ثم إطلاق العنان للخيال.

- هل تعمدت ربط الماضي بالحاضر في الفيلم؟
أعتقد أننا جميعاً لن يكون لدينا حاضر لو لم يكن لدينا ماضٍ، ولن يكون لدينا مستقبل لو لم يكن لدينا ماضٍ وحاضر. أما بالنسبة إلى «رسائل الكرز» فهو يحكي قصة الأرض المغتصبة بكل مكوناتها الطبيعية وغيرها. نحكي قصة الأرض المحتلة بأشجارها المتجذرة في التراب وعناقيدها الكرزية التي ترمز إلى الذات الإنسانية.

- وهل كنتِ ديكتاتورية في التصوير أثناء عملك كمخرجة؟
كنت أتناقش مع الجميع بصفتنا نقدم معاً عملاً إبداعياً تشاركياً وبكل هدوء. لكن في النهاية، هناك رب عمل واحد هو من يقود السفينة، واعتدنا وفق تقاليدنا المهنية أن نكون مطواعين أمام المخرج، مع الإحساس بروح الشراكة الإبداعية، ولكل مقام مقال.

- كيف استطعت تمويل فيلمك «رسائل الكرز»؟
هو تمويل خاص، ولم أحصل على أجر عنه أبداً، لأن إيماني كان أكبر من كل التفاصيل، وكنت موفقة بأن وجدت أشخاصاً يقفون إلى جانبي حتى يخرج الفيلم إلى الجمهور ويملك الإيمان نفسه. وكل ما كان ما يشغل تفكيري حينها، أن أقدم هذا الفيلم بما يحمل من رسائل مهمة وقيم فنية وإنسانية كبيرة. الصعوبات موجودة بعدد الساعات في بلدنا، لكن عزيمتنا أكبر، وتم تصوير جميع مشاهد الفيلم في سورية، لأن المكان بطل من أبطال القصة، لا سيما الجولان المحتل المشهور بطبيعته الآسرة وخيراته العظيمة، خصوصاً المياه، ولهذا كان مطمعاً للعدو. وفي النهاية ما أكثر هذه الأماكن الساحرة في بلادي وما أروعها، وأنا بشكل شخصي أحب رسمها وتصويرها وتصديرها.

- هل الشخصيات التي قدمتها في الفيلم جسدت ما حدث في سورية بشكل مُرضٍ لك؟
الفيلم يقدم حكاية وطن وقصة حب لم تكتمل بفقدان قطعة من الوطن، عبر خلفية تاريخية لمفاصل مهمة في تاريخنا الحديث من الاستقلال، من النكبة إلى النكسة إلى حرب تشرين الأول/أكتوبر، وصولاً إلى أيامنا هذه، وما أشبه اليوم بالأمس وربما بالغد، ولا أتمنى ذلك.

- كيف ترين حال السينما العربية؟
هناك أفلام جيدة ومهمة تقدم بالتأكيد، لكن كل فترة زمنية وأخرى، وليست بالكم أو المستوى الذي اعتدنا عليه في الماضي القريب. وأرى أن منبع السينما في وطننا العربي يتمثل في السينما المصرية التي يجب أن تظل مزدهرة دائماً، وهي «وحشتنا» في الحقيقة لأننا تربينا على فنها وفنانيها.

- ماذا اكتشفت في عالم الإخراج بعد فيلم «رسائل الكرز»؟
 أصبح لدي شغف آخر بعد التمثيل.

- كيف تصفين تجربة التصوير في سورية والحرب دائرة بلا هوادة؟
 أرى في ذلك فعلاً بطولياً وجزءاً من ثقافة الحياة، وإصراراً من أبناء الشعب السوري على الذهاب إلى عمله كل صباح، رغم أنّ نجاتهم وعودتهم إلى أهاليهم سالمين مجرد احتمال، وفي استمرار عملنا الفني نثبت أننا لسنا فقط أحياء بل مبدعون حتى النهاية.

- أين هو موقع سورية السينمائي في الوطن العربي، وما الذي تحاولين فعله حين تقفين وراء الكاميرا؟
قد لا تكون للسينما السورية مكانة كبيرة في الوطن العربي على مستوى الجمهور، الذي يطالب دائماً بوجود سينما سورية توازي الدراما التلفزيونية التي أصبحت مطلباً جماهيرياً عربياً، وهذه أمنية خاصة بالنسبة إلينا كسوريين. لكن وفي كل الأحوال، شكلت تجاربنا السينمائية علامة فارقة وصنعت هوية خاصة بها. وفي الحقيقة، لا أستطيع التحدث كثيراً عما يدور خلف الكاميرا، لأنني ما زلت حديثة العهد في عالم الإخراج، ولكن كمخرجة، هناك الكثير من الأفكار والمشاعر والرسائل التي أريد إيصالها إلى الناس.

- هل أنتِ مؤمنة بما فعلته تجاه وطنك سورية في ظل أزمتها الراهنة؟
بالطبع أنا لا أفعل إلا ما أؤمن به، ولست مضطرة إلى غير ذلك، ولو عاد بي الزمن إلى الوراء فسأفعل نفس ما قمت به تجاه وطني، لأنني أدافع عن بلدي وأسرتي وأبنائي.

- تعتبرين من الفنانات السوريات القليلات جداً اللواتي لم يغادرن عن وطنهن في ظل الأزمة السورية مقارنة بآخرين، فما رأيك؟
لست في صدد اللوم، فلكل إنسان ظروفه الخاصة، لكن هذا لا يمنعني من أن أقف أمام من بقي في بلاده رغم كل الضرر الذي لحق ويلحق بالجميع بكل احترام، وإن كنت منهم فلا أشعر بأنني قمت بعمل بطولي أبداً، عندما لم أتخلّ عن وطني سورية، ولا فضل لي في ذلك، فهي في البداية والنهاية سورية، ورغم اختلافاتنا يحدونا جميعاً الأمل بأن تعود أفضل مما كانت.

- من أين تستمدين قوتك؟
من إيماني بالله وإيماني بالوطن والأم والبيت والتاريخ والجغرافيا، وأنا لست إلا واحدة من ملايين الشعب السوري العظيم الذي بقي وسيبقى وسيموت في سورية.

- ما هي أحلامك؟
أحلامي لا تعد وطموحي لا حدود له، لكن كل الأحلام تُختصر اليوم في الوطن حتى يتعافى.

- وما هي هواياتك المفضلة؟
قضاء الأوقات مع عائلتي، إذ أتحول مع ولديّ إلى طفلة كبيرة، ألاعبهما وأركض وراءهما وأناقشهما أيضاً في أحلامهما وأفكارهما، كما أهوى القراءة ومتابعة الأدب وكل ما يمتّ الى عملي، وسماع الموسيقى الكلاسيكية بشكل يومي، وأعشق الطرب القديم، وأذوب فيه حتى أنه ينعش روحي لو تعبت قليلاً.

- من هي المرأة التي تخجل بعمرها؟
أنا معجبة بالنساء اللواتي يعلنّ أعمارهن، لأّنّ في ذلك إظهاراً لثقتهن بأنفسهن، ولكن في المقابل اذا لم يكن لدي تحفظ على كشف عمري الحقيقي، لا أنتقد النساء اللواتي يخفين أعمارهن الحقيقية، فهذه مسألة شخصية، وربما تعود المشكلة إلى المجتمع الذي نعيش فيه، لأن الجميع أوصياء على الآخرين، إلى جانب تقييماتهم الخاصّة لعمر المرأة، وصلاحيتها للحب والزواج، فضلاً عن مراقبتهم لظهور التجاعيد، وإطلاقهم مصطلحات مثل العنوسة، وسن اليأس، وهذا المجتمع ذاته يمكن أن ينظر الى نجمة عالمية مثل نيكول كيدمان بإعجاب في الخمسين، بينما يقول عن نجمة عربية إنّها عاجزة في الأربعين من عمرها.

-  لمَ كشفت عمرك الحقيقي في إحدى المقابلات وأنك من مواليد عام 1977؟
ليست لدي مشكلة في ذلك، فأنا أحب عمري، ولكل مرحلة منه جمالها وخصوصيتها، وإذا حاولت الكذب على الناس، فهناك من سيكشف ذلك... على الأقل أصدقاء المدرسة.

- ما أكثر ما تحبينه في ملامحك؟
أحب كل ملامحي لأنّها نعمة من الله سبحانه وتعالى.

- لمن قلت آخر مرة «أحبك»؟
أقولها كل يوم لعائلتي، لأن التعبير عن الحب مهم جداً في حياتنا، هذا ما أعلّمه لولدّي دائماً، أن نعبّر عن محبتنا لكل الأشخاص والأشياء في محيطنا، إن لم يكن بالكلام... فبالإحساس، وهذا من شأنه أن يمدّنا بالطاقة والقدرة على العطاء المستمر.

- أين تكمن أنوثة المرأة في رأيك؟
في عقلها.

- كيف تصفين تجربتك في عالم السير الذاتية، من أميرة الجبل أسمهان، مروراً بشهرزاد، وصولاً إلى الملكة الفرعونية كليوبترا؟
تستهويني السير الذاتية عموماً، وأحب قراءتها في الأساس، وحينما أصبحت ممثلة أحببت تجسيدها، لأنّ فيها متعة كبيرة من جهة، وتحدياً كبيراً لشخصيات حقيقية من لحم ودم، سواء من التاريخ البعيد أو القريب. على الصعيد الشخصي، أحب اقتران اسمي بهذه الشخصيّات، فالسير الذاتية تتجاوز الشخصيات المعروفة لنساء معاصرات لديهن سيرهن الذاتية والغنيّة  كمادة درامية تصلح كمسلسل.

- برأيك، هل تفوقت هوليوود على العرب في توثيق سيرة كليوباترا؟
قُدمت هذه الشخصية عبر هوليوود والسينما الأوروبية مرّات عدة، ولكنها كانت تؤخذ دائماً من وجهة نظر غربية، اعتمدت على المؤرخين الأجانب، الرومان منهم تحديداً، والذين كان لهم رد فعل سلبي تجاهها، فكتبوا التاريخ وفق أهوائهم. والكثير من الأدباء والشعراء تناولوا كليوباترا بطريقة مختلفة بعد زواجها من يوليوس قيصر بدايةً، وهيمنتها عليه، وعلى الحكم في روما. ومما أثار حفيظة الشعب أكثر فأكثر زواجها من أنطونيو... فكتبوا التاريخ وفق رؤيتهم. كما صورها المؤرخون والكتّاب اللاحقون نموذجاً للمرأة السيئة السمعة، الغانية، والغاوية التي تخضع لرغباتها. ربما كان في هذا الجانب شيء من الصحة، لكنه كتب بأقلام أجانب لم يحاولوا البحث عن جوانب أخرى في كليوباترا، ولم ينصفوها عبر ذكر الأمور الإيجابية، والإنجازات، والانتصارات المهمة في تاريخها. لقد حاولنا أن نقدّم كليوباترا في العمل بصورة مغايرة للصورة التقليدية التي تناولتها، وبحثنا عن الإنسان فيها، فرأيناها مراهقة وزوجة وأماً، بتناقضاتها الإنسانية، بقوتها وضعفها، بجمالها وبشاعتها أحياناً، وتفاصيل أخرى كثيرة... ربما كان في الإنتاج الهوليوودي أموال، أُنفقت بشكل كبير على هذا العمل، ومشهد واحد فيه قد يوازي ما صُرف إنتاجياً على عملنا بأكمله... لكن يكفيني القول إنني أول فنانة عربية أدت دور كليوباترا.

- ما أكثر سيرة ذاتية نجاحاً في الوطن العربي في السنوات العشر الأخيرة؟
 أسمهان وبكل تواضع... مع احترامي لكل التجارب الأخرى.

- هل يفقد الممثل السوري هويته حين يتخلى عن لهجته؟
عندما نجسّد شخصيات فهي تنفصل عنّا تماماً، بأسماء وحيوات، وملامح ومفردات أخرى، وتكون اللغة واللهجة من مفردات هذه الشخصية، فالدور المجسد هو شخصية منفصلة تماماً عن أي ممثل يقوم بأدائها. أما في الحياة أو أثناء اللقاءات التلفزيونية فنعبّر عن أنفسنا بشكل أفضل من خلال لهجتنا الأم.

- هل من شخصية تاريخية تستفزك لأدائها؟
هناك شخصيات كثيرة من التاريخ تستفز مخيلتي.

- هل تعتقدين بالألقاب الفنية؟
الجماهير هي التي تطلق الألقاب، لأنها تعبّر عن محبتهم بشكل أو بآخر.

- ما أكثر الأعمال التي تنتظرين متابعتها عربياً؟
أنتظر دائماً متابعة عمل بمواصفات فنية عالية، أهمها الصدق واحترام عقول الناس.

- ماذا تمثل لك تجربتا «ليلة البيبي دول» و«حليم» في مصر؟
عملي في هذين الفيلمين يمثّل مرحلة مهمة في حياتي، أضافت إلي الكثير. فـ «حليم» هو العمل الذي اخترت أن يكون إطلالتي الأولى على الجمهور المصري وقربّني منه بشكل كبير جداً، والفيلمان شكّلا منعطفاً فنياً في مسيرتي.

- أقوى اللحظات في حياتك وأضعفها...
هناك لحظات ضعف كثيرة يمكن أن نمر بها، لكنني لا أسمح لهذا الشعور بأن يأخذني بعيداً، إذ أحرص على أن يكون مقترناً بالقوة.

- أكثر ما تفتخرين به في مسيرتك...
محبّة الناس.

- كيف تصفين حياتك العائلية اليوم؟
مثل أي عائلة عادية والحمد لله، تفاصيل حياتنا اليومية تشبه الآخرين، ولا نمتاز عنهم أبداً، أحاول دائماً أن أكون زوجة وأماً صالحة قدر المستطاع، وأربّي ولدّي مثلما ربّاني أهلي على القيم والمبادئ والأخلاق التي تبقى مع الأيام.

- هل تورّط السياسة الفنان أحياناً؟
للسياسة أهلها وناسها، والفنانون ليسوا سياسيين، إنما هم مواطنون ينتمون إلى بلد ومجتمع، ولهم كغيرهم الحق في التعبير عن آرائهم الوطنية بكل بساطة.

- كيف تذكرين طفولتك؟
كانت لي شخصيّة مستقلة، عنيدة جداً، هادئة، صاحبة قرار، لا أزعج الآخرين وما زلت كذلك، وعندي نوع من الفراسة في تحليل الأشياء، والتصرفات، والشخصيّات ومعرفتها عن كثب، وكنت مغرمة منذ صغري بالأفلام العربية بالأبيض والأسود... نعيمة عاكف كانت شخصية مبهرة بالنسبة إلي، تعلّقت بها كثيراً، حفظت أفلامها، ولطالما حاولت تقليدها، وحلمت كثيراً بما سأقوله في مقابلاتي الصحافية عندما أصبح مشهورة.

- أي طفولة يعيشها طفلاك حمزة وعلي وسط الأزمة السورية؟ وكيف تخبرينهما بما يحصل؟
طفلاي كباقي أطفال سورية الذين كبروا قبل الأوان، ويدركون ما يحصل في البلاد. أحرص كأم على أن أنمّي في ولديّ حس المسؤولية تجاه الوطن، وأؤكد لهما أنهما مع باقي أولادنا وشبابنا سيعمّرون بلادنا، بعد كل هذا الدمار.

- ما هي مدينتك المفضلة في سورية وحول العالم؟
تعلمت وتعودت أن أحب كل الأمكنة والأشياء، وأن أجعل من القبح جمالاً، وأنثر حباً أينما كنت... لأكون أنا.

- ما الذي تضعينه في حقيبتك ولا تستغنين عنه كمستحضر تجميلي؟
أحياناً أنسى أهم شيء يمكن أن أضعه في حقيبتي وهو المرآة.

- ما الكتاب الذي غيّر حياتك؟
مع كل كتاب تجربة جديدة، وحياة جديدة.

هذا أم ذاك 

- العطور الفرنسية أم الشرقية؟
عطري خاص أصنعه بنفسي، وهو خليط من عطور عدة، ومنذ خمسة عشر عاماً، لم أغيره.

- أحمر شفاه وردي ناعم أم أحمر لحضور تكريم؟
لكل مكان لون وخصوصية، طبيعة التكريم أحياناً تلعب دوراً، والملابس أيضاً.

- اللون الأسود أم فستان بلون حيوي للبساط الأحمر؟
كل الألوان، لكن الأحمر هو لوني المفضل، منذ أيام مهرجان «كان» 2007 لقّبت بـ «ذات الرداء الأحمر».

- هل تعارضين اللجوء إلى طبيب التجميل أم أنها مسألة مرتبطة بالوقت؟
أنا مع التحسين، وليس التغيير، وحينما أجد أنني بحاجة إلى ذلك فلمَ لا! فأنا مثل أي امرأة عاديّة تهتم بجمالها، ولكن بشرط ألا أفقد خصوصيتي.

- بصراحة، هل نجحت في أسمهان أكثر من كليوباترا؟ 
لكل شخصيّة سيرتها وملامحها الخاصّة، وظرفها التاريخي والإنساني، ولا تجوز المقارنة بين الاثنتين.

- ما الأقرب إلى قلبك... «رسائل الكرز» أم «الأم»؟
الاثنان قريبان جداً إلى قلبي وأحبهما كثيراً، لكن لـ «رسائل الكرز» مكانة خاصة عندي، لأنني أقدم نفسي للجمهور فيه كمخرجة للمرة الأولى، وهو بمثابة مولودي الأول.