2012/07/04

سعيد سالمين لـ «بوسطة»: «مواضيع السينما الخليجية لا تختلف عن نظيراتها»
سعيد سالمين لـ «بوسطة»: «مواضيع السينما الخليجية لا تختلف عن نظيراتها»

في "ثوب  الشمس" جرّبتُ مقاربة شخصية الفتاة الصمّاء البكماء من منظور مختلف عمّا اعتدناه

.

مشروعي القادم هو فيلم عربي التوجّه لكاتب سوري بالتعاون مع جهات سورية.


أعترف بوجود حالة من التشدد الرقابي يمكن أن تؤثّر على خياراتنا الفنية في بعض المواضيع.

خاص بوسطة - علي وجيه


بدأ المخرج الإماراتي سعيد سالمين مشواره السينمائي كهاوٍ، فأنجز عدّة أفلام قصيرة منها: "بقايا تراب" 2004، "جدران" 2005، "عرج الطين" 2006 و"هبوب" 2005 – 2006.

في عام 2008، تخرّج من أكاديمية نيويورك للأفلام في أبو ظبي، وقدّم شريطاً قصيراً آخر بعنوان "بنت مريم" نال عنه العديد من الجوائز العربية والدولية، وكان قد حصل على جائزة أفضل مخرج عربي شاب من مجلة "ديجيتال ستوديو" العالمية 2007، وأفضل مخرج إماراتي في مهرجان دبي السينمائي الدولي 2008، فلقّب بـ "صائد الجوائز" و"سفير السينما الإماراتية".

في عام 2010، أنجز المخرج الشاب أول أفلامه الطويلة بعنوان "ثوب الشمس" (90 دقيقة)، وشارك فيه بمسابقة "آفاق جديدة" ضمن مهرجان أبو ظبي السينمائي، ليصل بعدها إلى دمشق كأول فيلم إماراتي ضمن مسابقته الرسمية، ويتابع إلى وهران مؤخّراً. يقول سالمين في حديثه لـ «بوسطة»: «"ثوب الشمس" يُعدّ خامس فيلم إماراتي طويل منذ بدء الإنتاج السينمائي عندنا، وهو فيلمي الروائي الطويل الأول. يأتي بعد 9 أفلام روائية قصيرة كان آخرها "بنت مريم" الذي نال 13 جائزة عربية ودولية».

يتطرّق "ثوب الشمس"، الذي صوّر بين سورية والإمارات، لموضوع إنساني له علاقة بذوي الاحتياجات الخاصة وأحلامهم في حياة طبيعية كغيرهم. حول مادة الفيلم وأسلوبية معالجتها يقول سالمين: «جرّبتُ مقاربة شخصية الفتاة الصمّاء البكماء من منظور مختلف عمّا اعتدناه عادةً في الأعمال الدرامية. ابتعدتُ عن استجداء الشفقة، وأظهرتها كفتاة قوية مع جانب رومانسي أقرب إلى الرمزية من الطرح المباشر. اعتمدتُ على تأثير الصورة في تسويق الحبكة السينمائية».

سالمين يدافع عن الفيلم الخليجي، ولا يتفق مع الطرح الذي يرى أنّ هذا الفيلم ما زال يحبو مقارنةً بدول عربية أخرى، وأنّه يفتقد للعديد من العناصر والمقوّمات الفنية، يقول في حديثه لـ «بوسطة»: «صحيح أنّ السينما الخليجية ناشئة وما زالت في البدايات بالمقياس الزمني، ولكن لا أعتقد أنّ مواضيعها تختلف كثيراً عن نظيراتها العربية، ولدينا مؤهلات جديّة من مخرجين أكاديميين وممثلين محترفين. المشاهد العربي لم يعتاد بعد الفرجة على فيلم خليجي، رغم أنّ مضمونه غير بعيد عن همومه ومشاكله».

ولكن ماذا عن طبيعة المجتمع الخليجي المحافظة والرقابة؟ ألا تحدّ هذه العوامل «الذاتية» من خيارات المخرج في تعامله مع المادة السينمائية؟ سالمين يؤيّد هذه النقطة فـ «لا بدّ من الاعتراف بوجود حالة من التشدد الرقابي يمكن أن تؤثّر على خياراتنا الفنية في بعض المواضيع. الاصطدام مع الرقابة، الرسمية والاجتماعية، ليس هدفنا، لذلك نحاول التأقلم مع الواقع الحالي، واللجوء إلى البساطة والترميز وإيجاد الحلول لمناقشة ما نريد».

يبيّن سالمين أنّ المطلوب بشكل رئيسي هو الأمان الإنتاجي، «ما ينقصنا فعلاً في الإمارات هو جهة إنتاجية حكومية تتبنّى المشاريع السينمائية، لتسهيل عملية الإنتاج وخلق مناخ سينمائي حيوي في البلاد».

بعد أبو ظبي ودمشق ووهران، «هناك عدد من المهرجانات الأوروبية التي سنشارك فيها خلال عام 2011، كما سيتواجد الفيلم في أمريكا. وهي فرصة ليتعرّف المشاهد العربي والأوروبي والأمريكي على الفيلم الإماراتي عن قرب»، يوضّح المخرج الشاب.

حول جديده، يكشف سعيد سالمين لـ «بوسطة» عن «مشروع فيلم عربي التوجّه لكاتب سوري بالتعاون مع جهات سورية. سيطرح قضية عربية مهمة لأول مرة في السينما، وسيضمّ ممثلين عرب وبريطانيين. الفيلم حالياً في مرحلة الكتابة، وسنبدأ به في النصف الثاني من عام 2011 للحاق بالمهرجانات السينمائية العربية آخر العام».

سعيد سالمين - فيلموغرافيا (حسب موقع المخرج الإلكتروني):

تخرّج من أكاديمية نيويورك للأفلام في أبو ظبي.

أسّس مجموعة الرؤية السينمائية عام 2004.

شارك في عدّة مهرجانات محلية ودولية، وحصل على عدة جوائز منها:

جائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فيلمه "هبوب" في مسابقة أفلام من الإمارات 2006.

جائزة أفضل سيناريو عن فيلم "عرج الطين" 2006.

جائزة أفضل مخرج سينمائي شاب من مجلة "ديجيتال ستوديو" العالمية 2007.

جائزة أفضل فيلم إماراتي "الغبنة" في مسابقة أفلام من الإمارات 2007.

عدّة جوائز عربية ودولية لفيلم "بنت مريم"، منها: فضية مهرجان الخليج السينمائي 2008، الصقر الفضي - مهرجان الفيلم العربي في روتردام 2008، أفضل فيلم - مهرجان مسينا في إيطاليا 2008، أفضل فيلم عربي - مهرجان الأردن السينمائي الدولي 2008، جائزة أفضل مخرج إماراتي وجائزة لجنة التحكيم الخاصة بمهرجان دبي السينمائي الدولي 2008.

من أفلامه

"عرج الطين" 2006: روائي قصير بين طين الحب وطين الغدر. سيناريو: محمد حسن أحمد. حائز على جائزة أفضل سيناريو في مسابقة أفلام من الإمارات.

"هبوب" 2005- 2006: روائي قصير يحكي قصة غموض عن الشاب (سعيد). فتى يحاول حفر بئراً في قرية صغيرة، لكنه يقع في صراع مع ذاته. سيناريو: سعيد سالمين وطلال محمود.

"جدران" 2005: روائي درامي إنساني يحكي عن السجون الإسرائيلية والاضطهاد والظلم. سيناريو: سعيد سالمين وطلال محمود.

"مسافر" 2005: روائي يتكلم عن الغرور والتكبّر. سيناريو: سعيد سالمين.

"بقايا تراب" 2004: روائي فانتازي يحكي عن خمسة أشخاص في منطقة جبلية يبحثون عن كنز، ولكن تتولّد الكراهية والحقد والطمع فيما بينهم. سيناريو: سعيد سالمين.